الجمعة، 18 نوفمبر 2016

حور العين .. معايير جمال بدائية قضى زمانها؟!




يبدو الاسم مثيراً للاهتمام .. لكن الى أي مدى؟

حسناً .. في بادئ الأمر نريد أن نكون أكثر واقعية للنظر في القيمة الجمالية لتلك النساء .. كل ما نعلم عنهن أنهن جميلات
لكن كيف .. وبمعيار من؟
ربما نظرياً نستطيع أن نقول ان معظمنا نحن المسلمون على قناعة بجمال تلك النساء لكننا في حقيقة الأمر لانشغل لهن بالاً كثيراً .. لعل أبرز ما يدفع لذلك هو فقر تلك النساء في إغواء العقل المتطور للتفكير بهم .. فلم تعد تلك المادة التي صورتهن هي أقصى ما يمكن تخيله!

بل واقع نساء اليوم جعل ما نقرأه عنهن يجعلنا أن نعتقد أن حور العين بحاجة ملحه لعيادات تجميل لكي يكونوا كبنات الدنيا !
بالفعل الأمر ليس كما يعتقد البعض .. فحور العين لم يكسبن حقاً قيمة جمالية بقدر ما هن محاطات بنصوص مقدسة جعلت لهن ذلك الاعتبار ..

ولنكن اكثر واقعية دعونا نرى حور العين في المخيم الذي يقبعن فيه .. ونرى الى أي مدى هن جميلات.
ولكي أكون أكثر حرصاً في الحديث عن موضوع كهذا .. أذكر واقعاً بسيط يمتص الغضبة التي ربما اتلقاها من الحديث عنهن .. فكما أسلفت سابقاً .. هن يمتلكن قدسية النصوص التي أوجدتهن.
لو أن رجلاً حكيماً لعب مع الأطفال هل ينقص هذا من حكمته و رجاحة عقله شيء؟
كلا .. وكما نعلم أن الرجل ذو العقل الجبار البرت أينشتاين التقطت له صور مضحكه كان قصدها هو لغرض المتعة وإسعاد الأطفال.
وحتى الشخصيات العسكرية البارزة كتشي جيفارا ظهرت له تسجيلات هو يلعب لعبه القطار مع الأطفال.

فلذلك ليس من الضرورة الحكم على تقدير الأشخاص وأعمالهم لأنهم أبدو أمور تبدو سخيفة تتماشى مع شريحة و وطبقة محددة.
فإن كنت تريد أن تُرغب بشيء ما لشريحة وتستهدف إغوائها .. فأنت بحاجة الى استخدام معايير تتماشى مع ذوقهم وإن بدى ذلك بسيطاً لدى غيرهم
وفي نفس هذه الحاجة التي دفعت الى ظهور ذلك .. يظهر القرآن في حديثه عن حور العين بمستوى هو اليوم يعد بسيطاً جداً لا يقترب حتى من القيم الجمالية الحديثة التي بلغها البشر.

وذلك لا يعيبه ما دامت الحاجة اقتضت ذلك .. فنرى القرآن مخاطباً زمنه وبيئته بقوله (أفلا ينظرون الى الإبل كيف خلقت) وذلك لبيئة القرآن وحاجته الملحة لبلوغ الهدف.
والحاجة لاستعراض الجمال أمر لا يخالفه البشر كونه السبب الرئيس في نجاح الأفكار وسبب في ترغيب الناس لكي يلتحقوا بالجماعة .. وكان على الله و رسوله أن يتحدثوا بلسان قومهم ومعايير الجمال لديهم.
لكننا عندما نقرأها اليوم نتعجب من بساطه محتواها وحتى ان بعضها يبدو غير معقولاً!
عندما ننظر الى وصفهن نجد إيجاز واضح في الوصف بالقرآن ولكن في السنة النبوية تظهر بعض الإشارات التي تدرس من عدة نواحي تخص كل مهتم في التحقيق حول نشأة الإسلام من أين جاءت ثقافته وما كانت بيئته.
ولنبدأ مع القرآن في حديثه عنهن دون أي تحريف بالمعاني خصوصاً مع انطلاق ظاهره التلاعب بدلالات القرآن كما لو أنه كتاب لا تعرف مقاصده ودلاله كلماته.

نرى القرآن يرغب المعاصرين له (الصحابه) بطريقة غريبة عنا اليوم .. ففي ذكره لسلوكهن لترغيب المؤمنين آنذاك بالجنة .. يذكر أنهن يقبعن في خيامهن لا يخرجن منها (وحور مقصورات في الخيام )
حسناً يبدو هذا غريب جداً لكنه يصب مع حاجات رجال ذلك العصر لكنه يبدو محرجاً اليوم .. لأنك اليوم لا تستطيع أن تصف قيمة جمالية في محاصرة امرأة في خيمة
تستطيع أن تتخيل معي هذا
لو أنك جئت لمسرح فارغ مع أربعة شباب ومعكم امرأة من استراليا ترافقهم ..وأخبرتهم عن أن الجنة بها نساء لا يغادرن خيامهن .. ستبدو قلقلاً من أن يخبر أحدهم مرافقتكم الأسترالية أنك تتحدث عن قيمة جمالية كهذه؟
لكن تخيل معي أمر أسوء من هذه!
أن ينكشف ستار المسرح لترى جمع غفير من الحضور .. فتلتفت خائفاً مرتبكاً الى مرافقتكم وتراها تقول باللغة العربية مع رقصة بسيطة :
أجيد العربية يا صديقي!
وتأخذ مايكروفون المسرح وتقول سأترجم ما قلت وسأخبرهم عن القيمة الجمالية للجنة التي تعتقد بها

يا إلهي!
كأنني أرى هيلاري كلينتون! لا لا بل حتى ميركل بجانبها؟
إياكي لا تفعلي ! أستطيع توضيح الأمر !!

فتقول السيدة :
سيداتي سادتي ارحب بكم .. اليوم نحن في مسرح الفنون والجمال .. دعوني أعرفكم بأصدقائي هؤلاء
فلديهم ما يشاركونه معكم !

لديهم إيمان بأن هناك فتيات جميلات في الجنة .. يقمن في خيامهن لا يغادرن أبداً ؟!
هل ترون هذا جميلاً سيداتي سادتي.

فيعم الصمت في المسرح ..!
وتأخذ نظرة خاطفة لهيلاري كلنتون وتراها تضع يدها على فمها تحاول أن تكظم ضحكتها عن الحضور .. ونساء القاعة يستغربن تمثيلاً جمالياً كهذا؟
سيبدو الأمر محرجاً ؟!
اليس هذا محرجاً حقاً.. لم انتهي بعد!
قل ماذا لو ترجمت لهم انهن سيدات بيضاوات فقط ولا سيدة سمراء بينهن !
هل تعتقد أن هذا سيكون رائعاً لنساء أفريقيا ؟!
يا للمصيبة أنها تفعل ؟!
سيداتي سادتي !!
حظاً موفقاً لفتيات أوروبا .. أنتن بيضاوات كحور العين وحظا موفقاُ للسمراوات في الجنة .. ستحصلين على لون زميلتك البيضاء لاحقاً ؟!

فتهمس أوربية الى زميلتها الافريقية .. لا عليكي أختي هي تترجم مخيلة حمقى !
لا يعرفون منافذ الجمال في السمرة وغيرها .. لنستمع فقط

هل ستستمر في السماح لها بترجمة أكثر من ذلك ؟!
أم تفضل الهروب .. سيكون الهروب هو الخيار الشجاع حينها

نعم لابد لنا أن نعترف بأن جميع ما روي من نصوص حول حور العين تفتقر الى مقومات الجمال الحديثة اليوم .. فالجمال يتطور كتطور العلم
وما روي لنا حول القيم الجمالية للجنة كلها بدائي جداً .. ليس حور العين وحسب بل حتى التصوير الكلي للجنة يعكس تاريخ الحقبة التي رافقت ظهور النصوص.
فالحدائق واللؤلؤ وانهار من المشروبات والنساء البيضاوات والعمر الأبدي كلها تعكس مخيلة الشعوب القديمة لم تعد امانيهم هي أقصى ما يحلم به الإنسان الحديث.

فحياتنا اليوم أشد جنة من النصوص التي وردتنا في كل الأديان عن الجنان وحتى الإسلام منها .. تستطيع أن ترى في حياتنا ما لم يخطر على قلب بشر قديماً
نرى ملايين الأنواع من السيارات الفاخرة والرياضية التي لم يكن يحلم بها رجل أو إمرأة قديماً ظنوا ان أقصى ما هو جميل ما ورد لديهم من نص.
فربما أقصى ما تمنوه كان خيلاً مجنحاً .. فلم يكن لديهم أدنى فكرة عن الطائرة وماذا سيكون بها
ولا السيارة الفاخرة رولز رويس التي تصنع مقاعدها من جلود الأبقار وترى في الليل عبر الأشعة وتحول الحر الى برد والبرد الى حر وعبر تلفاز مزوده به ترى العالم كله!

نستطيع أن نرى في جنتنا هذه التي نعيشها ما لم يحلم به الأولون في جنة ما بعد الموت من نساء.
فليس جمال النساء يقف عند فتيات بيضاوات بشعر أسود غامق وأعين وسيعة .. بل يقف عالمنا على صورة فنية أكثر جمالاً وسحراً من تلك المواصفات

نستطيع أن نرى عاصفة من الجمال لنساء ليسوا بتلك المواصفات البدائية في فن الجمال .. بل أكثر رقي وفن من ذلك بمئات المرات.
فليس الشعر الأسود هو الخيار الوحيد الذي يحاصر الجمال لدى نسائنا .. بل بتطور الالوان أصبح شعر نسائنا يحمل مزيج ألوان فائقة الجمال يجعل النظر اليه وحده متعة كافية.
فليس الذي ظن أن الأسود الداكن هو أقصى لون يتفرد به الجمال قادر اليوم على مجابهه النساء ذات الشعر الأزرق والأحمر والأشقر وجميع ألوان الجمال الذي تتفن به نسائنا اليوم.
بل من ظن ذلك هو احوج الناس اليوم الى مجالسة نسائنا لتعينه على تطوير فنونه الجمالية تجاه الإناث.
ليس ذلك وحسب فالجمال السمراوات يختلف عن جمال البيضاوات ولكل منهم أحياناً الوان ومعايير مختلفة لتعظيم الجمال لديه وهذا ما لم يخطر ببال جنة حور العين التي لم يوجد بها سمراء واحد بل شدد على بياضهن حتى أصبح بياضهن مقززاً يبدو كانه مرض مقزز أصاب جلودهن ..
فوصف بياضهن بلغ به القول ان بعض أعضائها الداخلية تكاد تكون مرئية ويبدو انه فعل ذلك ظناً ان شدة البياض تفعل ذلك بالفعل!

فلو نظرنا الى أيدي وسواعد أقدام النساء البيض سنرى أن عروق الدم لديهن أكثر ظهوراً من السمراوات .. فلما أٌريد لهن المبالغة في ذلك قيل ان بياضهن أبرز ما هو أكثر من العروق فبلغ عند البعض الكبد! .. فبدى ذلك قبيحاً وليس حتى معقولاً!
وليس ذلك الخطأ هو الوحيد الذي وصفت به حور العين .. بل حتى أن فقر المخيلة الجمالية دفع الى القول بامتياز لهن عن نساء الدنيا بأشياء سخيفة لا يفكر بها أحد .
تخيلوا سيداتي معي أنني أقول لكم ذلك

Kate Upton
انتي رائعة جداً .. جمالك فائق ومثيراً جدا لذلك لا استطيع أن أتخيلك تقضين حاجتك بدورة المياة ؟!
هل وجد في العصر الحديث رجلاً بهذه الحماقة يريد أن يصور الجمال فيذكر امور سخيفة كهذه؟
إلا أن يكون هناك شيء ما؟!
يريد أن يصف جمال فتاة يقول عنها هي لاتتمخط ولا تقضي حاجتها ولا تتبول ؟!
من ينظر الى امور كهذه؟

فما قصة هذا القصور الذي ورد في القرآن والسنة عنهن؟ و وجود شرخ كبيراً في تركيبة الجنة عند الحديث عنهن
فتاره يوصفن بالعفة كما لو أن الجنة بها قلق الأزواج على زوجاتهم في الدنيا وتارة يوصفن بطريقة توحي أنهن فتيات الحانات؟
وليس هذا هو الأسوء .. بل حتى أن الجنة خلت من حاجة الأنثى للذكور في الجنة؟
يبدو الامر صعباً أكثر من مجرد تلفيقه أو العبث به .. فكما تعلمون عني لست من تلك الجماعات التي تزور دلالات الكلمات أو تتحدث بطريقة السحرة المشعوذين.
لكن اعتقد ان الأمر أصبح أكثر وضوحاً لدي حول حور العين والجنة بشكل عام.

أن ما ذكره القرآن والحديث حول الجنة ما هو إلا حاجة لذكر مقومات جمال تتماشى مع ثقافة شعوب تلك الفترة .. وهذا ظاهر في وصف القرآن للجنة ولحور العين
كذكره للحدائق والأعناب وانهار العسل والخمر واللبن .. وأيضاً الفتيات البيضاوات متساويات الأعمار بصدور بارزة مستديرة بشعر أسود داكن .
كذلك ما قال عن القصور الكبيرة واللؤلؤ والمرجان التي بها.
التي تعد اليوم وفقاً لوصفها ليست الأفضل على الإطلاق بل يظهر بجولة حول أماني الشعوب القديمة أنها تقارب كفايتهم .. لكن ليس ذلك اليوم.

نسائنا .. عالمنا .. فنوننا .. حياتنا
تقدمت على ما حلم به أسلافنا ..
أخيراً حتى لا يساء بي الظن .. أن معايير ثبوت القرآن ليست أن يصف أقصى جمال للفتيات او أشياء من هذه الأمور
فالجمال يتطور لحظياً ولا يتوقف ولا يمكن أن يقف عند حد معين ..
وإنما معايير ثبوت القرآن هي في أن لا يخطئ علمياً في ثابته علمية ..

أما الجنة فنحن نعيش جنة لم يحلم بها الاولون .. فجمال النساء من حولك يحتم عليك السعي لنيل قبولهن
و جمال الشباب وأناقتهم في هذا العالم يستحق منك النظر في مواقفهم تجاهكِ

فالحياة التي نعيشها جنة فاقت مخيلة أسلافنا

الجمعة، 7 أكتوبر 2016

واضربوهن .. ضربه تم صدها؟!

 

 

قبل نبدأ لابد أن نشير الى أن هذه الآية من أجل تفاديها زور القرآن كما لو انه كتاب لا تعرف لغته.

ولو اننا نعلم ان البعض وليس الكل يقبل التزوير حباُ في جمال المعنى المزور على الرغم من قناعته أن ما خلص اليه من معنى جميل هو تزوير لمعان الكلمات .. فلم نرغب يوماً بالكذب على أحد بتزوير معاني آيات القرآن ودلالاته كما يفعل البعض اليوم بإسم التنوير!
فلذلك نتجاوز تلك الدعاوي احتراماً للعقول التي اجتازت مبادئ البحث والتفكير .. والتي تعلم أن مدخل مباحث الآيات يعتمد على معرفه أن هذا الكتاب هو الأشهر على الإطلاق.
فصاحبه عليه أفضل السلام رجلاً حكم الجزيرة العربية وانتشر كتابه – القرآن – المنزل بلغة سامية شهيرة في الجزيرة العربية كلها ثم الى العالم من بعده ويتلى على إثر ذلك مليارات المرات.

فليس القرآن ذلك الكتاب الذي اكتشف في أحفوره بلغة غريبة تم التنقيب عنها ودراستها وخلص بعد ذلك الى نتائج احتمالية لمعاني الكلمات؟!

فمن لم يجرأ على القول بتزوير قصه آنا كارنينا لشهرتها .. لن يفكر أن ما هو أشهر ويحمل طقوساً تجعله يتلى على الدوام على السنه مليارات البشر لن يزور الى الأبد .. لكن التزوير باسم التنوير لعب دوراً كبيراً في تراجع بعض العقول المتحمسة التي فقدت توازنها في تقدير الأمور .. فأصبحت تنجر لكل ما هو غير مألوف لتحاول أن تثبت أنها مختلفة عن السائد .. كون الإختلاف عن المألوف روج له اليوم كامتياز على الدوام.

واضربوهن؟!

لكي نقف على مقصد القرآن في قوله واضربوهن علينا أن نقف على العُرف التاريخي للقيم التي أتت بهذه النتيجة ..

أننا نعلم أن حظ المرأة في التاريخ حافل بالظلم والسيطرة على حياتها .. فالمرأة تظهر في التاريخ باسم جارية أكثر من هي امرأة .. حياتها لم تكن إلا لغايات بسيطة إما لإنجاب أطفال شرعيين أو لمداعبة الذكور كما قال بالمعنى خطيب اليونان ديموستين.
إن هذه البيئة الصعبة التي عاشتها الأنثى لم لتكن بيئة قادرة على إنتاج نساء بعقليات ناضجة .. وإنما بيئة جافه جعلت من نساء تلك الحقبة والمجتمع المتزمت أقل قوامة من الرجل بألف ألف مره .. حقبة أعطته امتياز أن يربيها كما لو أنها طفله بسبب قصر منافذ حياتها.

أن المربي اليوم لايختلف في أن الترهيب والترغيب عامل هام في إنضاج الأطفال .. وتلك الحقبة القاسية التي عاشتها أسلاف الإناث جعلت خيار التأديب مطروحاً كخيار سيء يتماشى مع مجتمع برمته اليوم تعد قيمه حافله بالجرائم .. إلا انها في تلك الحقبة تعد أمراً مقبولاً ليس في بيئة القرآن فقط .. وإنما في العالم اجمع
ومن ذلك ذكر القرآن لأمور اليوم تعد من الجرائم كالسبايا وملك اليمين تماشياً مع معطيات تلك العصور .. والتي الغى التقدم البشري الأخلاقي تلك المؤسسات .. فأصبحت غايات القرآن مستوفاه بالكامل في إلغاء تلك المؤسسات من أصلها عوضاً عن التهذيب الذي كان يدعوا له القرآن.

فضرب المرأة من أجل التأديب كان تماشياً مع بيئة سيئة لم لتكن تعتبر المرأة كما هي اليوم في العصر الحديث .. ولم لتكن المرأة ذاتها هي المرأة اليوم.
فالمرأة اليوم بعد مطالعه نتائج تطور المجتمع وجد انها قوامتها تقبل أن تنجز ما ينجزه الرجال عندما تتوفر بيئة حاضنه للمرأة تمكنها من ابراز طاقتها ويسمح لها أن تنمو كما ينمو الرجال.

وهذا ما يدفع الى النظر الى آية الضرب النساء كآية منسوخة نسخها التقدم البشري الأخلاقي الذي نسخ ملك اليمين والسبايا ويسير اليوم باتجاه تعدد الزوجات.
فعقل المرأة اليوم وقوامتها التي أشار القرآن بامتيازه للرجل بسبب الحقبه التي نزل بها قد تغير بسبب تغير الظروف التي سببت بقبول تلك المعاملة تجاه المرأة
فالقرآن قُبيل ذكر واضربوهن يذكر سبب ذلك في قوامه الرجل ونفقته عليها كما كان في تلك الفترة في قوله تعالى:

الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا.

ان تلك القوامة التي كانت للرجل والنفقة والبيئة التي سببت في نشوء عقليات غير ناضجة للنساء لم تعد باقية اليوم .. كما لم تعد تلك المؤسسات السيئة في ذاكرة النساء باقية الآن.
فلذلك الخيار السيء الذي اضطر القرآن لقبوله مع تحريص صاحب القرآن محمد عليه السلام الى تجنب الإصابة والأذى بالنهي عن ضرب الوجه ونحوه .. بل نفسه هو الذي نحن ملزمون بالسير على هديه - ما استطعنا - لم يضرب زوجة قط ولا عامل عمل له.

بل كان أقصى ما يقوم به هو الإنصراف .. حتى عندما تسخر منه زوجته!
لأنه يعلم أن خيار الضرب الذي ورد على لسانه الشريف في قرآنه الكريم ليس شيئاً حتمياً لابد منه .. وإنما هو خيار سيء تماشياً مع بيئة سيئة في تعاملها مع المرأة أنتجها بشكل يجبر على طرح ذلك كخيار سيء لظرف سيء.

فلسنا اليوم في ذلك العصر الذي انتج هذا الآية .. وإنما نحن في عصر نتفنن فيه في التعامل مع نساء يقول العلم الحديث أنهن يمتلكن عقلاً أكثر تعقيداً منا .. كأن يستطيع أن ينجز عده امور في وقت واحد وأن يتذكر الأشياء بقرائن أقل من الرجل.
فلن يضرب اليوم إلا أولئك الأزواج الفاشلون في علاقتهم .. فهي تضربه وهو يضربها .. أو ذلك الذي أحب امرأة تعاني من تأخر عقلي اضطر لضبط سلوكها بالضرب رغم حبه لها أو هي تضربه حباً فيه وانتظار رجاحه عقله.

أننا في عصر نساءه متطورات عقلياً بشده .. يحتاج منا دراسة وتجارب ضخمه للتعامل معهن وكسب ودهن بأسلوب يتماشى مع عقليتهن المتطورة اليوم ..

فعصر واضربوهن قد تم فيه صده

 

The Defender

 

الاثنين، 26 سبتمبر 2016

ناهض حتر .. قتل نفسه قبل أن يقتلوه؟

 

حتى لانخسر الأردن!
ما قد يصيب الأردن يدفعنا الى أختصار الكثير .. فلسنا بحاجة الى مقدمات واستعراضات لنتجنب الصراع المتوقع لأهلنا في الأردن ..
فما جرى للأردن لايختلف كل عاقل انه أمر لاينبغي ان يحصل .. لكن ما تم التغافل عنه قد يكون أشد سوء مما جرى.
ان القتل من أجل الكلمة التي تصيب مشاعر الآخرين أمر مألوف يتغافل عنه مؤيدوا الإبتزاز الفكري .. الامر الذي يدفع الى تفاقم الظاهره فتصبح أقرب الى التحدي بين الأطراف المتنازعة.
أن الذي قُتل من أجل رسمه أساء بها الى مشاعر مقديسها قد قتلته حماقته قبل ان يقتلوه هم ..
لأن هذا الرجل الذي قضى حتفه سعياً الى البروز كشخصية جدلية يسعى اليها الكثير ممن يمتهنون الصحافة .. اختار التنازل عن احترام مشاعر الآخرين سعياً لتحقيق مآربه.
أن مفهوم الحرية بات مشلولاً الى حد كبير فأصبح معظم دعاه الحرية يحصرون مفهوم الإعتداء على الحس دون المشاعر فيسيئون الى مشاعر الآخرين باسم الحرية !
وهذا ما يصطدم مع واقع الإنسان الذي تأكد مسيره حياته ان الإعتداء على مشاعره بالسخرية والإستهزاء وإن كان ذلك حقاً فأنها تدفعه الى أمور لم يعتقد انه سيقترفها يوماً.
لم يجرم دعاه الحرية من يعتدي على مشاعر الآخرين بقدر ما يهتفون الى اعطاءه الصلاحية في الإبتزاز .. لأن القيمة الإنسانية في الدعوى غائبة الى حد يصعب فكروها بها حتى.
ان لغة المشاعر لاتعرف المنطق عندما تبلغ اقصى حالاتها من السعادة أو الإستياء .. فمن تبلغ به مشاعره اعلى مراتب السعادة يفعل ما لايألفه الناس وما تبلغ به المشاعر الى أسوء حالاتها يرتكب ما لم يعتقد يوماً انه سيفعل .
فما أصاب الأردن أمر يعتقد حصوله .. فالدائرة التي وقعت بها الإساءة تقدس ما ابتزها به الضحية .. فعلاقة الله في المحيط الأردني علاقة مقدسة تربطها مشاعر عميقة.
فلا يعقل ان رجلاً عاقلاً يحترم مشاعر الآخرين او حتى لايحترمها يقترف إساءة لمقدس في محيط المقدسين .. اليس هذا حمقاً؟
أن ماتراه غير مقدس هو مقدس عند غيرك .. فإن كنت ناضجاً فكرياً .. فأن الحكمة تطلب منك ان تتوازن في حديثك مع هذه الاوتار الحساسة عند الشعوب التي تقدس ما لاتقدس
فالإساء لله - مثلاً - في أقصى شرق آسيا لا تمتلك تلك الحساسية في الأردن .. فلو ان سيء الخلق له قليل من الحكمة لختار الموقع الانسب للإبتزاز.
ان ابتزاز المشاعر الآخرين وفقاً لتقديرها والحكم بسخفها لايبرر الإساءة لمن لديه أدنى معايير للتفكير .. لأن طبع الإنسان عند المشاعر يتخذ قرارت لايحسب لها في منطقه كثيراً وإنما ترجمه سريعه تشفي جراح مشاعره.
ولكي نقرب الصورة اكثر احدثكم في أمر ربما ترون سخفه .. إلا اننا نراه ويراه الكثيرون مما يرون المحيط الذي أعنيه.
وهو عن صراع عنيف يحاول ان يصل الى أرض الواقع بين محبي شخصية وكارهيها .. وما يجعلكم تستغربون الأمر ان هذه الشخصيات التي يتنزاع عليها لم توجد قط؟!
وإنما هي من صنع الفنانين منها كمثال Lara Croft الشهيرة ..
إن الذين أساءوا لـ Lara كشفوا عن رسائل تهديد بالقتل ومحاولة قرصنة مواقعهم للنيل منهم.
وقس على ذلك محبي الفنانين ولاعبي الكرة عندما يصطدمون بينهم البين ومعدل الغضب الذي يطفوا الى درجة يجعل القتل وارد بين المتنازعين ..
على ان الكل يدرك ان هذا ليس سبباً كافياً للقتل .. إلا أن المشاعر عندما تجرح يسقط المنطق وحس التقدير.
ففي المجتمعات أيضا تختلف مدى الحساسية للكلمة والرسمة المسيئة .. فأهل الشام لايمتلكون حساسية شرسة تجاه قذف الأخت والأم .. بينما في الخليج لايمتلكون حساسية تجاه الام ولكن التعرض للأخت سببا كافي لإشتباكات عنيفة يكون القتل بها مطروحاً
وفي أمريكا والغرب يكون القتل في سب الزوجة والعشيقة أمر مطروحاً وفقاً لعادة مشاعرهم ومدى حساسيتهم للزوجة.
ففي كل مجتمع هناك وتر حساس - كما الله لدينا - إذا اصيب فأن احتمال الفوضى تكون واردة ..
على ان المجتمعات تتفق ان تلك الامور لاينبغي ان يكون بها القتل مطروحاً .. إلا ان ضبط تلك المشاعر صعبا جداً يتطلب فهم البيئة التي يعيشها الإنسان ..
ولإن الأردن يحيط به صراع ديني عنيف .. فأن من يحب الأردن وأهله .. لن يعمل في هذا الوقت العصيب الى لفت الأنظار الى الأردن ..
فالتجارة بهذا الوتر الحساس .. سيفتح باب من نار على الأردن
فالأردن يعتمد السياحة في مصادر دخله .. فأي اضطراب في الأمن سيفقد الأردن احد ابرز مصادره للنمو .. بثمن بخس أراد به صحفي وكاتب ومغرد على تويتر أن يكون شخصية جدلية تلتفت لها الإنظار بإبتزاز مشاعر الآخرين فيما يقدسون.
----------------
The Defender

الأحد، 4 سبتمبر 2016

مشروع التغريب ليس بشيء مخيف

مشروع التغريب .. ليس بشيء مخيف
مقدمة ..

اتمنى ان نكون قد تجاوزنا الإنتهازية التي يعمل أصحابها على تسخيف المجتمعات المسلمة وخلق روح الإحباط في المجتمع والدفع بعجلة التخلف باسم التنوير وذلك بالدعوة الى فصل المجتمع عن علماءه ومثقفيه وتقديم المحبطين والحاقدين في واجهه المجتمع .. فكل الأماني ان لاتستغل مثل هذه الأطروحات .. The Defender
---------------------

لعل التغريب ينال حظاً كبيرا عند أصحاب مشروع تعزيز الثقافة الإسلامية في المجتمع المسلم .. وبلغ الأمور المواجهة بتعصب .. حتى ان هذه المواجهة بلغت بالعقل المسلم الى شيطنة الغرب والإعتقاد بأن الإنسان الغربي يحمل مشاريع منظمة تستهدف الإنسان المسلم دون غيره من الناس .. فيلجئ غالباً لتفادي الثقافة الغربية ظناً بأنها مخططاً يستهدف الإسلام.
إلا ان هذا الإعتقاد سببه الجمود الفكري الذي حل بالمسلمين في الفترة الأخيرة الذي أدى بنا الى الإعتقاد ان العالم ينهار أخلاقياً عدا دولنا كالمسلمين .. ويرجع هذا الإعتقاد التي تكتب له الكتب وتنظم له المنظمات لعدة اسباب ..
منها رغبة المجتمع في الحفاظ على عاداته وتقاليده والتي يعمل التغريب على تقويضها بسبب قوة التأثير التي يتمتع به مصدروا الثقافة الغربية وقوة المادة التي يعرضونها على العالم والتي يكون منبتها العالم الغربي .. الأمر الذي يجعل الثقافة المرجوا الحفاظ عليها في مرمى مهدد من الإنسان الغربي؟
الامر الذي يزيد صعوبة تفادي تلك الموجة التغريبية .. فيلجأ انصار الثقافة المرجوا الحفاظ عليها الى خلق الخوف في المجتمع من الغرب حتى لاتنصهر ثقافتهم بفعل الثقافة الغربية.
فأصبحت مجتمعاتنا بذلك مجتمعات مهزوزة تخاف العالم وتتصور فيه ما ليس فيه.
ان ما ينبغي علينا معرفته هو ان الإنسان الغربي كالإنسان الشرقي لايختلف عنه في السعي نحو حياة أفضل للإنسان وان مجهوداته الثقافية التي يسعى اليها لاتصب إلا في هذا النحو .. فلا خوف منه فيما يعرضه علينا من ثقافه مادامنا لاتنقصنا حكمة التمييز فيما يصح وما لايصح.
إلا ان هناك فصيل في مجتمعنا فصلنا عن أهلنا في العالم الغربي بسبب ظنه ان فكر وتراث اسلافه يمثل الحياة الأمثل للإنسان .. بل حتى ان أهلنا الذين يظنون هذا الظن لايزالون يعتقدون في العالم كما عاشه اجدادنا فلا يزالون يعيشون أجواء فارس والمغول والروم في الغرب؟!
ولايدركون الى أي مدى تقدم الإنسان أخلاقياً في هذا العالم .. فلذلك يرون في العالم الغربي من منظور ديني بحت وان الغرب يحمل نوايا خبيثة صليبية كما كانوا في عهد أسلافنا!
ولعل نجاحهم في خلق هذه الثغرة في مجتمعنا سببه تصدر جماعات مخالفه لجمهور المسلمين ترغب في جعل حاضر المسلمين كماضيهم.
وهذا ما ينبغي الحذر منه أصلاً!
فلو أردنا ان نذكر منفذ اهل الجمود في وضع الدين في واجهه الصراع الثقافي اليوم والذي هو غالبا ما يحتوي نوايا نبيلة .. ننظر في النقاب والحجاب من منظور غربي.
عندما يتعرض الغرب سواء نشطاء وناشطات او مؤسسات الى النقاب في العالم ويكتبون عنه ما يرونه فيه سعياً لانتصار فكره يعتقدون بها كالحرية وتحقيق مجتمع حديث بالتخلص من ظاهره النقاب التي يرون بها تخلفاً من وجهه نظرهم .. فأن ردة فعل انصار النقاب لاينبغي ان تكون رده الفعل غاضبة ومحمله بتهم فحواها الدعوة الى الفساد .. وانما ترى صحه ما يُطرح .. فليس ما لدينا هو الوضع القياسي للعالم أخلاقياً.
ولانلزم العالم فيما لايلزمهم .. كحرمه التعرض لثوابت الإسلام فهذا لايلزمهم ولو قالوا بأن من محتواه مرفوض وكتبوا عنه ما يعتقدون.
فالإسلام يمثل مجموعة أفكار وكل منها يحمل غاية تناقش لوحدها من عدة رؤى في جدواها وصلاحيتها .. فالتعرض لأحد ثوابت الإسلام او آراء علماءه ليس شيء ملزماً للعالم تجنبه .. والتعرض له ليس إلا رؤيه يعتقدون فشل جدواها في غايتها.
وهكذا ينبغي ان يكون الصراع الحضاري في هذا العصر الحديث .. وهذا ما تعتقده المجتمعات الغربية والشرق أقصوية.
فنحن نجحنا في تصدير ثقافات شرق اوسطية للعالم الغربي
ومنها نجاحنا في النظام الإسلامي للمصارف .. الذي نجح في ان يرسوا في الأراضي الغربية (بريطانيا) بتأييد غربي من غير المسلمين بسبب نجاحه في تأمين مصرف مثالي يحقق طموحات المجتمع .. على ان النظام المصرفي الاسلامي جاء من السنة النبوية الشريفة فلم يرفض ويعتقد فيه حرب على النظام الغربي للمصارف لان منظور العالم الحديث هو النظر في النتائج.
أيضاً قدرة العربية على البقاء في مقدمة اللغات واحلالها مكان لغات اخرى وهذا كان نتاج مجهود شرقي استطاع ان يثبت جودة انتاجه على لغات لم تصمد امام جودة العربية.
أخيراً .. الصراع الحضاري اليوم ليس كما كان في السابق .. وانما هو صراع نبيل يسعى لتحقيق حياة أفضل لمستقبل الإنسان.
تشوبه عوائق من الفشل في إحداث ثقافة ناجحة على مستوى بعيد .. او استغلال كما يحصل في العالم العربي من المتشددين الساعين لحياة متأخرة على طريقة الأمم التي قضت منذ قرون .. او علمانيين وليبراليين استغلوا هذ الصراع لنواية شخصية او حزبية سببت تصدع بين الإنسان في الشرق والغرب ..
فالتمدد الغربي للثقافة سببه نجاح الثقافة الغربية في القدرة على اقناع العالم برؤاهم لمستقبل الإنسان وجعله يسعى لحياة أفضل.
فالثقافة الغربية .. ليست بشيء مخيف

The Defender

السبت، 14 مايو 2016

قضايا المرأة التي فشل بفهمها الكثيرون من أهل الإنحلال والعري

لا يخفى على أي مجتمع أن المرأة على مر العصور ظلت تعاني من الإقصاء والتقييد حتى فترات متاخرة من حياة الإنسان .

إلا ان الحاجة الملحة لتحقيق العدالة الإجتماعية بين النساء والرجال التي سمح بها عصرنا هذا اصطدمت بتخلف كثير من النساء والرجال عن فهم قضايا المراة بشكل صحيح .. حتى عبروا عن نواياهم بنشر مواد زعموا انها تمثل دعماً لقضايا تحرير المراة على انها في أصلها مواد يتمنى المجتمع الأنثوي ان لا تسود بينهم.

أن معظم المتخلفين من الرجال على وجه الخصوص والنساء ظنوا ان جوهر قضية المرأة هي في التمرد لا على تحقيق الغايات بالإدلة التي يقتنع الحكماء من المجتمع ذكور وإناثاً على صحتها وعن دورها في تعزيز دور المراة في المجتمع وحريتها.

ومن هذا ما ترون من مواد تكشف لكم عقلية الكاتب والكاتبة .. وفيما يظن في قضايا المرأة

لعل أبرز ما يعتقدونه ان النساء يسعون الى التعري كنوع من الحرية وان على الرجال عدم التدخل في ذلك ..

ويأتي منبع هذا الفكر من خلال الجدل الواقع بين حرية المراة في اللباس والذي لعب دوره الاكبر في مجتمعنا الاسلامي وتطور المفاهيم والعادات عنما كانت عليه تلك الضوابط.

فعندما يحصل صدام على زي إمرأة كاشف خالفت به المألوف وانتفض عليها فريق من الناس .. ينتفض أنصار المرأة دفاعاً عن احقيتها في هذا الزي وفقاً للقانون العُرفي والنصي.

فليس بالضرورة ان دفاعهم عنها يأتي من باب التشجيع وانما من باب الحرية .. على أن النخبة من النساء اللاتي يحتج بقولهن لايختلفن على ان العُري مرفوض.

لكن الفاسق من أصحابنا (الرجال) يظن ان وقوفهن مع قضية فتاة قد تجاوزت المألوف هو رغبة من مجتمع النساء في مزيد من التعري وان هذا احد بنود قضاياهن ..

على انهن يرفضن التعري بالاغلبية الساحقة لكن دفاعا عن الحرية يقفون الى جانبها.. فبند موقفهن هنا هو الحرية لا الزي.

أيضاً من ذلك في التجاوز والخطأ .. يطلب النساء المساواة في السخط لا تعظيم أخطاء النساء دون الرجال .. فتجاوز الرجال عن الحشمة لم يلقى من المجتمع رد فعل تكافئ التي تلقاها الانثى عند التجاوز .. لا ان النساء يريدون موافقه الرجال في ذلك ويدعون الى العمل بعمل الرجال ... وإنما عند الخطا لابد ان يتكافئ السخط لا أكثر .

لعل ما ذكرت الآن اعلاه قد نجحت في تخطيه أغلب الامم ولكن اضطررنا الى الحديث به لأن معظم من زعموا انهم أنصار للمرأة يدفعون بالنساء الى ما لايرضون لأهلهم..

فليس انه يمتنع عن الدعوة الى الفساد فحسب .. بل يعمل على استغلال قضايا النساء ليحقق تصورات هابطة لامحل لها في العقل السليم احدها انهم يعتقدون ان قصر ملابس نساء توحي بحداثه المجتمع.

على ان دور الزي في إعطاء مظهر المجتمع صورة حديثة صحيح لكن ليس من الزاوية التي ينظرون لها.

ان جذر قضية المرأة أعظم بكثير مما يتصورون وتختلف الرؤى من مجتمع لآخر حسب طبيعة نساءه

إلا انها تكمن في غاية المساواة في كل شيء .. وأن ويوفر لها المجتمع بيئة حاضنه تراعي مدى حساسية الأنثى بحيث يحقق عدالة ومساواه لكل الجنسين بالطريقة التي يقبل بها جميع الأطراف.

أخيراً أشير الى اولئك الذين ينشرون صور العري كنوع من التمرد ونصره لقضية المرأة .. ان النساء الذين يباركون لكم لايمكن لهن ان وقعن في نخبة النساء الفاعلات في المجتمع ان يكون لهن حظأ في تحديد مسار قضية المراة التي يناظلون لأجلها.

فالمجتمع الأنثوي لايختلف عنا في معايير القبول والرفض المبنية على كفاءة الأنثى وقدرتها على فهم قضايا المراة التي تشكل بئرأ عميقاً لايقدر على فهمه إلا النخبة من النساء أولاً ثم الرجال ثانياً.

--------------------------------

أشير الى شيء في كلمة عُري التي أعنيها هي بمعناها العام الذي يتفق عليه أغلب المجتمعات وليس بعض ما اعتادت عليه بعض الشعوب.

 

 

الجمعة، 13 مايو 2016

متعة الإكتئاب؟

 

 

لابد أن أول الإستغراب يكمن في العنوان ولو أن اول الحل يبدأ من هنا ..

لامعنى للسعادة دون النهوض من عثرات التعاسة .. هذا ما ينبغي على كل إنسان ان يدركه عندما يمر بكل ما يعكر عليه سعادته.

ولعل انتشار الإكتئاب ينبغي ان يواجه بمعرفه نتيجه التخلص منه .. وهي استشعار السعادة التي افتقدها هو وافتقدتها هي في فترات الإكتئاب.

ومن هنا أعرض لكم بعض التصورات التي أتبناها وأعتمدها للتخلص من الحالات الإكتئاب ..

أن عارض الإكتئاب غالباً ما يكون معلوماً أو محسوساً لدى المكتئب .. إلا ان معضلة المكتئبين دائماً تكمن في فشلهم في تحديد أسباب الضيق التي جعلتهم يشعرون بالإكتئاب .. فغالباً ما يلجؤون اللى الغير لكي يكشفوا لهم عنما يسيئهم.

إلا ان صعوبه اكتشاف هذه العوارض تحتم على المكتئب ان يكون جاداً مع نفسه وأن يبدأ النباهه في نفسه حتى يتخطى القلق الذي يلحق به.

قله النباهه:

ان ضعف نباهه المكتئب هي أهم الاسباب التي تجعله مستمراً بالاكتئاب فبعض عوارض الإكتئاب تكون ملموسه لديه إلا ان قله تركيزه تفقده اكتشاف احد مواضع الضيق التي هو فيها ..
فمثلا مما لايخطر على بال كثيراً ممن يعانون من الضيق .. هناك شيء مزعج لايلتفت اليه الكثير ممن يعانون بضيق غير معروف المصدر .. وهذا بسبب اعتيادهم وضعف تركيزهم.

كأن يكون عارض الضيق هو الملابس الداخلية؟

التي اعتادها المكتئب ولكنه لايستطيع ان يكشف ذلك .. فتستمر حالة الضيق لديه وتتكاتف معها حالات أخرى تفاقم سوء حاله المكتئب النفسية ويعتاد الشعور بالضيق .. رغم ان حلها يكمن في تبديل الملابس الداخلية اما لقدم ارتدائها او ضيقها او نوعية المادة المصنعة لها كالنايلون.

وهذا مما يزعج نفسيه أصحاب الإكتئاب ولايلحظونها وتختلف مدى حساسية المكتئب لهذه الأمور من شخص الى آخر.

وبعضها عوارض تتعلق بأمراض ترتبط بالتوتر الذي يمثل عمود الإكتئاب لكن قلة النباهه المريض تجعله لايكتشف ذلك مما يجعل حالته تتفاقم.

فالغازات تلعب دوراً كبيراً في التوتر .. ولايلحظ آثارها الكثيرون
إلا ان النبهون من الناس يستطيع ان يتتبع مواطن القلق ليكتشف ان الغازات تلعب دوراً في الضيق الغير مبرر الذي يمر به .. وذلك يكون مثلاً بأن يكتشف علاقه معاناته من الاصابة في القولون والغازات التي يتسبهها بالإكتئاب الذي يلاحقه.

المكان:

ان ما يدفع الى الإكتئاب هو الإنتقال من مكان الى آخر لفترة طويلة او الى الابد .. فكثير من المشاعر التي تخللت في مكان يؤدي الرحيل عنه الى الضيق كما لو ان هناك فراقاً حياً قد افترق عن المكتئب لسبب الفراق تسبب الإكتئاب وتعمل على زيادة حجم المعاناة.

ولو ان هذا الشيء يخطر ببال الكثيرين إلا ان معظم الناس يكابر عن مشاعره ليعترف للغير ان هناك جاذبية للمكان لايستطيع ان يعترف بها بسبب انها قد تبدو سخيفه للكثيرين .. وهذا ما قد يدفع الى الشعور بالإكتئاب .. وذلك من صعوبه تحمل مشاعر ترك المكان وقلق الاعتراف بسر الجاذبية للمكان.

ان هذه الامور المحسوسة على الرغم من جدية تأثيرها في نفسية المكتئب إلا انها لاتعد بقوة تلك العوارض التي تتعلق بالعلاقات كونها أشد حرجاً واضعب تعاملاً.

فالإكتئاب بالعلاقات وهو من أشد انواع الإكتئاب صعوبه في التعامل كونه يمثل روابط قوية بين المكتئب وبين المسبب له بالإكتئاب .. فالاب والزوج هما الأكثر شيوعاً

فالأب يلعب دوراً كبيراً في الإصابة بهذه الحالات خصوصا عندما يزرع الخوف والقلق في نفوس إبنائه وبناته ليفرض نفسه في المنزل فيسود الإكتئاب بوجوده ويخف بغيابه ..

الإكتئاب بالزواج:

وهو من أشرس الأسباب كون سببه يعود الى قيام علاقة كان لابد لها ان تقوم على الأنس والمحبة والرحمة فقامت على العكس.

وهذا يمكن ملاحظته بشكل غير مباشر وبتدخل غير مباشر من الغير .. فلو ان الزوجة بات واضح لها من المقربين لها الحنين الى ما قبل الزواج! فهذا يعني هناك شيئاً لم ينبغي له ان يكون .. وهو ان هناك شيئاً يحصل للزوجة لابد للزوج ان يتدراكه ..

او يكون عمق هذا الإكتئاب الذي اصابها أعمق مما يمكن ان يتفادى كأن يكون هو ليس ذلك الرجل.

فمعظم حالات الإكتئاب يمكن تفاديها والتعامل معها وبالأخص تلك المحسوسة التي تحتاج النباهه للإلتقاطها.

على ان يدرك المكتئب انه هو نفسه صاحب الحل وليس الطبيب الذي قد يكون له حاجه في نفسه منكي على وجه الخصوص أنتي الإنثى و شيئا من محفظتك انت أيها الرجل .. كون هذه الحاله لاتعتمد التشخيص المألوف للأمراض وإنما تعتمد على فن التعامل ومدى صراحه المكتئب.

ولعلكم تسألون الأن .. ما الذي جعل العنوان متعة الإكتئاب؟

يعود ذلك الى ان كثيراً من المكتئبين قد ألفوا الإكتئاب حتى باتوا يستمتعون به ويتلذذون به على حساب صحتهم .. وذلك يكون بسبب رعاية خاصه لقوها او تشرب الجو المكتئب الى نفوسهم فأصبح يشكل جزء من رغباتهم.
---------------

لايتعلق هذا المحتوى بالإكتئاب الذي يكون سببه خلل في عمل الجسم

the defender

الجذر اللغوي والجذر القرآني وخداع لتحريف القرآن

 

لعل هذا الموضوع هو أشهر المواضيع التي تستخدم لضرب القرآن الكريم ..

وللأسف أن أغلب شبابنا لايميز الإصلاح والتحريف ويقدم هواه على حقيقة الشيء قررت ان أعجل بهذا الموضوع بشكل موجز ولو اني أردت تأخيره حتى يكون لي رفاق يحدثون بذلك.

في البدأ لن ادخل لكم بمقدمات وانما سيكون منشورنا هذا عاما لابد للكل ان يفهمه حتى لايقع فريسه الكافرين الذي يريدون تحريف كتاب الله ليتناسب مع اهوائهم ويظهرون كتاب الله كما لو انه محرج في محتواه وهم من سينقذونه بالكذب .. الامر الذي سيفضحنا امام غير المسلمين لانهم في الاخير لن يقبلوا بالكذب وسيفضحون هذا الخداع فيصبح مظهر القرآن كما لو انه كتاب محرج حاولوا انقاذه من الاحراج لكنهم فشلوا.

فما هو الجذر القرآني وما هو الجذر اللغوي وكيف تم خداع الكثيرين به لتحريف القرآن ..

اولا لايوجد شيء منفصل اسمه الجذر القرآني الا ان يكون قد قصد به الكلمات التي لها جذر و وردت في القرآن .. لكن كثيرون يخدعون بالاسم الفخم ( الجذر القرآني) فيظنون ان هذا شيء عظيم فيخدعوا بتحريفات المحرفين.

الجذر هو اصل الكلمة قبل ان تسقط عليه الاوزان ( مفعل - فعيل - فعول - مستفعل) وغيرهم للوصول الى غاية مختلفه قد تكون تحمل نفس الدلالة للجذر .

فمثلا كلمة اصطبر جذرها (ص ب ر ) صبر تم ادخال وزن مستفعل على (صبر) لاعطاء غاية التشديد في المعنى فقيل اصطبر فكلمة اصطبر اذا جذرها صبر

وبما ان القرآن وجد به كلمة اصطبر تستطيع ان تجمع الكلمات التي لها جذر ووردت في القرآن وتسميهم الجذور القرآنية لكلمات القرآن على ان لاتعطي جذور من عندك كما يفعل الكثيرون.

فجملة ( مجرم قتال ) لو اردنا جذر كلمة (قتال) فماذا ستكون؟

ستكون (ق ت ل) اي قتل تم اسقاط الوزن فعال عليها لاعطاء غاية مختلفه عن الجذر لكنها تحمل نفس العمل.

وكلمة مستشعر عندما نفككها نقول اصلها (شعَر) - اي جذرها اللغوي - وتم اسقاط وزن مستفعل عليها لاعطاء دلالة محددة ...

وهذا هو الجذر

الاصل التاريخي للكلمات:

أحيانا يكون الاصل التاريخي للكلمة يعطي دلالة مختلفة للكلمة بعد تطور دلالتها .. فمثلا كلمة نسيء تعني متأخر ويعتقد المعجميون ان كلمة النساء جأت متطورة من هذا كلمة .. ولا علاقة لدلالة كلمة نسيء الان بالنساء المتطورة دلالتها
فكلمة نساء تعني جمع الأنثى من الإنسان والنسيء تعني المتأخر .. وربما هناك قصة حصلت لأناث البشر العربيات فتمت تسميتهم بالنساء لموقف اشتهروا به او اي شيء جعل اسمهم يشتق من التأخير ..

مثال آخر لتطور دلالة كلمة
الشرف .. والتي تعني المكان المرتفع في أصلها واستعار الناس كلمة الشرف للرجل والمرأة الذان لايقعوا بالرذائل فسميوا ذوي الشرف .. ولا علاقة للشرف التاريخي (المكان المرتفع كمكان) بالشرف المتطور دلالته في صيغة الكلمة.

وكلمة الغائط عندما جاء الرسول عليه السلام بالاسلام غير معنى الكلمة الى غير ماهي عليه .. فأصل كلمة الغائط تعني المكان المنخفض .. ولكن فقط بتفسير صاحب القرآن وهو الرسول عرفنا مقصده بالغائط فأصبحت خراج الانسان من الفضلات فجرت بعد ذلك عرفاً للكلمة وأخذت شهره الغائط الى خراج الانسان اكثر من المكان المنخفض بعد ظهور الإسلام .. وهذا هو تطور الدلالة

أيضا قد تكون الكلمة تم تطور دلالتها من اعراف البشر .. فكلمة عانس تعني المرآه العاكسة (Mirror) ولعل شعراً سمى المرأة الغير متزوجة بالعانس بسبب رؤيتها لنفسها كل يوم بالمرآة جعل غير المتزوجات يلقبون بالعوانس فدرجت بذلك عرفاً .. واي قصة اخرى جأت بتطور الدلالة

وحتى بالانجليزية وكل اللغات تتطور دلالة الكلمات ويكون السياق هو الحكم والعصر الذي درجت به الكلمة .. فمثلا كلمة bastard تعني في أصلها اللقيط فتطورت دلالتها لتعني وغد .. وكلمة Shit التي تعني لعنة تطورت لتعني الغائط .. وهكذا هي لغات البشر.

وهنا يخدع الكثير ..

خصوصا عندما يبزغ الكذاب بصيغة انظروا اصل الكلمة!!
فيفزع الناس لكلمة (أصل) الفخمة ويعودوا الى المعاجم ويجدوا ان كلمة النساء - مثلاً - أصلها نسيء فيعتقدون بدلالة كلمة النساء في القرآن بأصلها التاريخي الذي يعتقد فيتحرف القرآن من هذه الخدعة.

أيضا الدلالة داخل الدائرة المستخدمة للكلمة ..

فكلمة مادة تعني باللغة الامداد وفي الفيزياء الحالات الثلاث .. فتغير الدائرة المستخدمة يغير الدلالة.

ككلمة الحجاب مثلاً التي يتكلم البعض ممن يخادع النساء الغير محجبات ليكسب عواطفهن بدلالة الكلمة خارج الدين والتي هي غطاء الرأس .. ويوهم بها ان العلماء لايعرفون ان الحجاب تعني الستار ..

إلا انكن بإذن الله مثقفات تعرفون ان كلمة حجاب تعني الستار لكن العرب - قبل ظهور الإسلام حتى - استعاروا كلمة حجاب لغطاء الرأس .. والمثقفة منكم لاتشك بوجود الحجاب وانما بامكانية نزعه مع استوفاء غايه تثبيته قديما وهي دفع الفتنة.

لا ان تسمح لا احد ان يمرر عليها معلومات كاذبة كأن يقول لها الحجاب لغة هو الستار فما علاقة الستار بغطاء الرأس؟

فالكلمة تتطور بالعوامل المطورة لها كالتي أتى بها الدين مثلا ككلمة غائط التي بينا دلالتها الاصلية والمتطورة سابقاً والزكاة التي تعني التزكية في اصلها فحولها الى معاملة مالية وغيرها .. او العُرف الذي يعطي دلالة للكلمة غير الذي كانت عليه.

الأحد، 1 مايو 2016

الطقوس المعنى الحقيقي للتأثير والجمال والإثارة

 

 

منذ قدم الإنسان كانت الطقوس تهيمن على التعابير التي يريد أن يطلقها الإنسان الى نفسه والى غيره .. فلم تخلوا حضارة من طقوس تعبر بها عن قيمها ومشاعرها ودينها ..

ولازالت على ذلك حتى جاء هذا العصر المادي الذي يسعى به البعض الى الدفع عن كل ما يدفن المشاعر فتعاظمت بفلسفتهم الغلظة وازدادت بحدتهم الجلافة.

...

إلا ان الطقوس لقيت لها حظاً بين كل الناس .. وستلقى لها حظاً دائما ما بقي البشر .. لانها العمود الأساسي الذي تقف عليه الغاية التي نسعى اليها بيننا ...

وهي القدرة على تحقيق أعظم تأثير على النفس وعلى الناس من حولنا

فليس الزوج الذي يقيم طقساً ليوم زواجه ممن احبها كذلك الذي لم يفعل سوى المألوف .. ففرش الأرض بالشموع والتجهز بالأزياء الخيالية كالأقنعة تعظم بذلك المحبة المراد لها من هذا الطقس ..
وتكن به القيمة اعلى في نفوس المحبُين وهذا مما ساهمت به الظروف التي تخلقها الطقوس في تنمية هذه المشاعر.

وتلك وذاك اللذان يكتبان على قُفل حديدي أسمائهم ليعبروا عن شدة ترابطهم لينحتوا في ذاكرتهم طقساً عبروا به عن حبهم لبعضهم .. لن يكونوا كؤولائك الذين لا يعرفون قيمة الطقوس في تعظيم المحبة ودورها في خلق التفاصيل في مسيرة المحبين.

صعب على أهل الجمود ان يفكروا بتلك الطريقة لانهم بليدون عاطفياً .. وصعب عليهم ان ينموا محبتهم بما تتيحه لهم الحياة.

فنحن أهل الطقوس أوفر حظا منهم في حياتنا .. فعندما نخطأ بحق من نحب نكون أكثر قدرة على دفن المشاعر السيئة التي تسببها أخطائنا.

فالذي أخطأ في موعد العشاء مع زوجته أقدر على قتل المشاعر السيئة التي يسببها التأخير .. فدخوله عليها معتذراُ بطريقة الطقوس - كالطقوس اليابانية (راكعاً) - أقوى من تلك التي تخلوا من الطقوس.

فما تخلقه الطقوس من منافذ اجتماعية ل اتحصر لكثرة فوائد وتعدد الفنون التي تحتملها الطقوس.

إلا ان قوة التأثير التي تفتعلها الطقوس ليس بالضرورة ان تحقق غايات نبيلة .. وهنا يكمن جانبها المظلم.

فالإعجاب بالشيطان لم ينموا ويصبح أكثر مقبولية وجمالاُ ما لم يكن هناك فنانون عطفوا بالطقوس الى دعم التأثير والإعجاب بالشرور.

لعلمهم بماهية الطقوس ومدى تأثيرها على الإنسان .. بل حتى ان الله ذاته عز وجل جعل بيننا وبينه طقوساً تحقق غايات أراد بها لنا معانِ عظيمة لاتكاد تحصر تعزز علاقات الإنسان بينه البين .. وبينه وبين الله الذي لا يُرى .. كالمساواة في الصلاة وحصر الركوع والسجود التعبدي لله و رمي الشيطان في الحج الذي يمثل الشرور في الحج.

ولو اننا كمسلمون نفهم الإسلام بالغايات لأحدثنا طقوساً تعيننا على تحقيق الغايات التي يريدها الله بإحداث طقوس عالمية تساهم في تعزز قيم الخير.

فلو ان هناك يوماً يسمى بيوم النار مثلاً .. يكتب به كل مسلم خطاياه وشروره بورقه ثم يحرقها ليعينه هذا على تركها كما أكد علماء النفس ذلك .. لستطعنا ان نستغل قوة تأثير جمال الطقوس على الإنسان للوصول الى الغايات التي نسعى عليه.

-------------------

The Defender

الجمعة، 22 أبريل 2016

الظواهر المجتمعية بين عقدة المحلل وواقع المجتمع

 


لعله لايخفى عليكم ان لكل مجتمع قصور في جوانب معينة و مواضع قوة في جوانب اخرى .. فيعمل الكُتاب والمحللون على فلسفة القصور لكشف جوانب ضعفه والإعتراف بالامتياز لتثبيته والحفاظ على هيبته فيبقى المجتمع متوازنا متقدماً في جوانب الحياة.

إلا ان تفسير وحل الظواهر المجتمعية السيئة دائماً ما يصطدم بعقدة في نفوس المحللين .. فطغى على المحللين تفسير المجتمع ككيان واحد يحمل صفات ثابته يمثل المحلل نفسه الشخصية المثالية فيه.. فلا يلتقط إلا السلبيات وييتبع العورات ليحقق حاجه نفسية له في ما يكتب.

فلايرى نفسه إلا صاحب الحكمة التي يفتقد لها المجتمع وينبغي على المجتمع تتبع سنته.

فيلحظ ان كثير من المحللين اليوم من كتاب على مواقع التواصل الاجتماعي يعظمون سبب تراجع المجتمع عن المجتمع الآخر في القضايا التي يحسنوها فقط.

ولعل ما يحسنوه لا علاقة له بتقدم المجتمع أصلاً.

فمنهم من يلقى من جمهوره اعجاباً في جوانب محدده فيجعلها قلب النهوض بالمجتمع .. كربط التقدم بالعودة الى تأويل القرآن او بالعودة الى حياة السلف القديم او بتقليد مجتمعات افتتن بها المحلل واصحابه .. ولعلكم لاحظتم هذا حتى في الحديث عن الاحاديث في كتب التاريخ ومدى محاولة اصحابها من متزمتين ومنكرين الى جعل ما لقوا منه اعجاباً من أصحابهم مربطاً للنهوض بالمجتمع .. كونهم عُرِفوا بهذه الدائرة فعظموا ما يحسنوا عند أصحابهم.

فلذلك وجب التحفظ والحرص من هؤولاء للإمساك بجوانب الإخفاق التي يُبحث عنها والإحتفاظ بالإمتياز الذي يحاول أمثال هؤولاء إخفاءه.

لإن محددات المجتمع المثالي تكاد تكون قعدت وأصبحت ثابته لايختلف عليها .. ومنها مدى تقدم المستوى العلمي للمجتمع ككل ومعدل ثقافة الفرد الواحد وانعكاسها على سلوكه كشرط أساسي للفائدة من تلك الثقافة .. وتحت هذه القواعد تندرج الفروع التي تساهم في تقدم المجتمع كاحترام الآخر والفن والنظافة التي تأتي تحت معدل ثقافة الفرد وما الى ذلك.

-------------

أصحاب عقد نفسية تحتاج محللين يحللون تحليلاتهم:

كمثال للحديث عن ظاهرة عقدة المحللين ومحاولتهم ربط ما يحسنوه بتقدم المجتمع او تفسير العادات المنتشرة بما تشتهيه انفسهم.

اذكر لكم ظاهرة تتراءى لي انها تحاول الإنتشار في الوطن العربي .. واذكر بها الطرق والسبل الممكنة لتصدي لهذه الظاهرة حتى اقدم فكرة في التحليل الصحيح الذي اعتقده لظواهر المجتمع.

لعل الرجال على وجه الخصوص لاحظوا سلوك كثير من أصدقائهم بانهم يفسرون الشيء عكس ما هو عليه في المجتمع.

وذلك مثلا لو ان احدهم رأى فتاة تلبس زياً محدداً كالتنورة التي تصل الى الركبة قال بأن ذلك يرمز الى العهر والإشارة الى الرغبة بالبغاء.

وبعضهم يفسر ابتسامة النساء بالمواقف الخاصة التي تتطلب منهن الابتسامة بأنها ترميز وإيحائات.

ويكون تفادي هذه التحليلات بعدم التفاعل مع أصحاب هذه التحليلات المريضة وتبيين أوجه بطلانها كشرح عادة الأزياء الرسمية للنساء اليوم والتي منها التنورة التي تصل الى الركبة وعن دور الابتسامة في التعامل.

حتى يدفع اصحاب تلك التاويلات عن أمانيهم .. فظني انا انهم يسقطون أمانيهم على تحليلاتهم.

بعد هذا الطرح للظواهر التي تتراءى لي ككاتب اردت الالتفات لها واسقاطها قبل استفحالها .. يأتي دور القراء الى ابداء رأيهم في القضية المطروحة ..

هل هي بالفعل موجودة بشكل يسمح ان تسمى ظاهره؟

هل ما طرحه الكاتب صحيح؟

هكذا اعتقد انه ينبغي ان يتم التعامل مع المجتمع .. ليس ككيان واحد يسقط عليه الفرد ما يشاء ويصور نفسه المنقذ فيبتز عقلاء المجتمع.

وانما ان تطرح المهتمة والمهتم كل قضية في المجتمع على حذا .. يناقشون بها مدى الإستفحال .. ومدى تأثير هذه الظاهرة على المجتمع.

----------------------

the Defender

الثلاثاء، 19 أبريل 2016

عشيقة ابنك الخفية .. من الطفولة حتى الكبر!



"لا تربوا أبناءكم كما رباكم أباؤكم .. فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم" الإمام علي عليه السلام.
منذ أن كنا صغاراً عمد أبائنا على تسليتنا بما كانت توفره لنا أيامنا ..

فقتصرت تسليتنا على العاب شعبية وبرامج تلفزيونية تعليمية .. فلم تكن برامج الكرتون إلا شخصيات مضحكة على أغلب حالها ..و كانت تتميز في تلك الحقبة بتفوقها على كثير من مسلسلات الكرتون اليوم بالمتعة والقدرة على إثارة الضحك.

حتى اتى هذا الزمن في مطلع الألفينات فبدأت تتوسع الشركات في الإنتاج لوصول الإنترنت الى الكثير من المنازل .. فتوسعت طرق الربح على أثر ذلك بسبب مدى قدرة الإنترنت على الوصول الى أكبر شريحة من المهتمين.

ومن هنا نقف على الجانب التربوي الذي ترتب على هذا التطور .. والذي لوحظ عند كثيرا من الدول المتقدمة ولم يلقي عناية حقيقية في الوطن العربي.
أن معظمنا في الوطن العربي لا يلتفت الى الإنضاج الجنسي لدى الأطفال .. فالسعي الدائم عند تربية الطفل هو حجبه عن مواضع الإثارة حتى ينضج بعيداً عن تلك المؤثرات التي نعتقد انها تمثل جانب من جوانب التربية المنضبطة.

إلا ان هذا الخطأ أصبح اليوم صعب التفادي لوصول أروع الفتيات وأوسم الشبان الى طفلك .. ليبدأ ابنك بالنضوج الجنسي على أيديهن دون يديكي انتي.

وصل الفن الياباني الشهير Anime الى جميع بلدان العالم .. وذلك لمدى ملائمة هذا الفن في تلبية احتياجات المشاهدين سواء كانت العاطفية أو الجمالية او الجنسية .. فيعمد هذا الرسم الى تحسس جميع مواطن الجمال أثناء الرسم من عينين وانف وبنية جسمية رائعة تجعل ما يشاهدها يرى بصاحبات تلك الرسمة أعلى مراتب الجمال.

فلون الشعر الذي لايرى في النساء الحقيقيات يرى في فتيات الانمي .. فيتفنن الفناون بألوان الشعر التي تلفت انتباه الطفل وتعمل على تحفيز نضوجه الجنسي.
وذلك أيضاً من خلال تسريحات للشعر يصعب او يستحيل لفتاة حقيقية ان تقوم بها لاختلاف الرسمة عن الواقع.
ولايكتفى بذلك وحسب .. بل ينحني الرسامون الى اخطر ما يمكن ان يلتفت اليه الطفل وهي الأثداء البارزة المشدودة.

ولنقف عند النقطة علمياً ونشرح مدى تفاعل الطفل مع صدور النساء والتي أصبح رسمه جزء مهماُ في مدى تأثير شخصية الرسمة.

نعلم ان الطفل يرضع من ثدي امه كنتيجة تفاعل جنسي غير ناضج تماما يدفعه الى الرضاعة .. تستمر هذه الفترة حتى تنضج احاسيسه أكثر من قبل
ثم ينقطع عنه عند بلوغه عامين فيشعر الطفل بعد ذلك انه خسر شيئاً يشبع حاجة نفسية لديه .. فيبداً الطفل بعد ذلك بالمطالعة في أثداء النساء فقط.

إلا ان الحزم في التربية يمنع الطفل من تلك المطالعة فيلجئ بعد ذلك الى ما لدى فتيات الكرتون.
فتبدأ علاقته الافتراضية معها .. كونها تمثل شخصية حقيقية في ظاهرها بسبب صياغة الانتاج الفني من صوت وحركة وقصة.

وبعد تلك المغامرات العاطفية التي يعيشها ابنك مع تلك الفتيات .. تنشل حياته العاطفية امام النساء الحقيقيات .. الامر الذي يسبب اضطراب في الحياة الاجتماعية بسبب تعلق الطفل بتلك الفتيات من الطفولة حتى الكبر.
وهذه الظاهرة تزداد بازدياد قدرة تلك الفنون على اختراق قلوب الأطفال .. الأمر الذي يحتم ان هذا الفن لا مناص للهرب منه.

فلا يمكن سوى التعامل معه بطريقة تصحح مجرى تلك التحولات .. ويكون هذا بالعزم على الإنضاج الجنسي للطفل بطريقة صحيحة لا تبلد مشاعره ولا تدفعه للتمرد.

حيث تبحث الام عن مواطن الإنضاج بطريقة غير مباشرة .. وذلك - مثلاً - بترغيب الأبن على مشاهدات المسلسلات الحقيقية التي تحوي على فتيات جميلات يساهم جمالهن في تحديد المسار الصحيح في الإنضاج.
ومن ذلك ان تسعى الام على اصطحاب اطفالها معها الى صديقاتها ليبدأ بإشباع حاجات عاطفية لا يمكن ملاحظتها مباشرة .. على ان تكون تلك الصحبة مصحوبه بكل ما يلزم من تهذيب.
فمثلا تلك المجتمعات التي تمتلك امتياز قبول صداقة الفتيات مع الفتيان تحظى بفرص أكثر من غيرها من المجتمعات التي تفتقر الى ذلك .. فقدرة الأمهات والآباء على خلق احترام متبادل وعلاقات عاطفية بينها مسافات مأمونة ستساهم كثيراً في حل تلك المعضلات الإجتماعية التي بدات تهاجم المجتمعات ككل.
فالقضية تربوية يقع عاتقها على الأبوين والام بالذات .. كونها هي الأقدر على ضبط معيار صحيح للإنضاج الجنسي للطفل .. بحيث تثمر تربيتها على طفلها في حالته النفسية والاجتماعية .. وعلى كل الفتيات في المجتمع التي سيلقين من ابنها نضجاُ رائعاً كان من صُنع امه.
-----------------------------
the defender


الخميس، 11 فبراير 2016

الخطأ الذي نقع به ويهدم عقولنا .. الدكتور زغلول النجار وماسارو إيموتو


الخطأ الذي نقع به ويهدم عقلنا وإيماننا

 

عمد المسلمون المتقدمين على تتبع اهل العدل والصدق في النقل وعلى اهل الاختصاص فاستطاعوا بذلك ان يقدموا نموذجاً علمياً في النقل اقل من غيره عيوباً وأكثر توازناً من البقية.

حتى اثنى الباحثون والمفكرون من غير المسلمين على طرق المسلمين في النقل وعلى معاييرهم في الاثبات رغم ضعف معطيات تلك العصور في المعايير .. إلا انه وللأسف يتراجع المسلمون قرن بعد قرن حتى بدأت تظهر آثار الهشاشة في المنهجية والجمود الفكري والجنح الى القبول الغير مثبت و الى الإلغاء الغير مبرر.

واليوم نفتح باباً من أخطر الأبواب التي أصبنا بها خصوصا ما وقع به الأجلاء من مجتمعنا ناهيك عنما يقع به العامة.
وهذا الخطأ لايتوقف الاصدقاء في مواقع التواصل عن اقترافه .. بل وصل الاصرار على تأصيله وجعله منهجاً حتى كنا بذلك مسخرة بين الأمم التي قدمت سلطة العقل و\فتبنت الحداثة في كل شيء.

منهج اللامنهجية في التعامل مع الحقائق .. هذا ما أصبنا فيه وزعمنا انه هو التنوير
فلا يمكن لمثقفة او مثقف بينكم اليوم إلا و لايشعر بخيبة الأمل من جراء سلوك الشباب المسلم في التعامل مع المعلومات.

فنجد ان شبابنا ينقل عن المجاهيل التقطهم من مواقع التواصل ويتحمس للبحوث الإلغائية حتى وان كانت فارغة المحتوى وضعيفة الاستدلال .. فشبابنا يخضع اهواءه في الدين بالخصوص ويتخذ إله هواه.

فتجده يتشرب علوم الدين من المجاهيل الذين لايعرف لهم أصل عند اهل العلم ويصارع على ما يشربه منهم ويرفض قبول النقود على الفكر الذي قبله عن هؤولاء .. لان شبابنا اعتاد على قبول معلومات من مصادر غير موثوقة كالفيسبوك وغيره .. وكان ذلك اخطر سيل للجهل سمى نفسه التنوير.

وهنا نذكر مثال لرجل اخطئ في معايير القبول لديه على انه مشهور إلا ان عجالته تكاد توقع بالاسلام شر وقيعه.

فالدكتور زغلول النجار - حفظه الله - يستخدم أحياناً منهجية كما لو انه من العوام في القبول والرد .. يذكر في احدى محاظراته عن عالم ياباني مشهور اسمه ماسارو إيموتو وعن علماً جديد مكتشف في الماء ..

كتب ماسارو كتاباً بعنوان رسائل من الماء يذكر فيه ان الماء يتأثر بالدعاء والصلاة فتكون بتلك الكلمات بلوراته عند التجمد تحمل اشكال هندسية جميلة خلاف كلمات الشتم والإحباط التي تجعل بلورات الماء غير منتظمة عند تلقي الماء لتلك الكلمات.

سرعان ما سمع الدكتور زغلول عن هذا البحث حتى حاظر به كإعجاز للناس وأخبر ان عالم يابانياً أثبت ذلك .. ونقل عنه الناس حتى بلغ الشيخ العريفي فنقل ما القاه الدكتور النجار.

فكانت هنا المصيبة العلمية التي لايصح ان يبناها رجل من العوام فضلا عن ان يكون بدرجة دكتور كالدكتور النجار.

فقليلاً من المنهجية العلمية في التثبت نتبين ما يصح ان ينقل وما لايصح .. وذلك بالرجوع لاهل الاختصاص وموقفهم من ماسارو إيموتو.

والتي هي تقطع بأن الرجل لاقيمة ولاوزن علمي له .. وان تجربته وادعاءاته ماهي إلا محض ادعائات واكاذيب.

فقد عرض عليه جميس راندي (كنت قد حدثتم عن راندي سابقاً) مليون دولار لو استطاع ان يثبت شيئاً من خزعبلاته فلم يفعل.

بل استمر في الضحك على البسطاء واستغلال شهرته لبيع قارورات من الماء المبلور حتى لقي الله عام 2014

وقد نشر كريستوفر سيتشفيلد رئيس قسم العلم الطبيعي عن ماسارو انه رجل مدعي يتاجر بقارورات من الماء على حساب عقول البسطاء.

فكيف نقل عنه الدكتور النجار؟ ولما لم يتبع المنهج العلمي في القبول والتثبت؟
هذا خطأ كبير لابد للدكتور النجار ان يتجنبه ولايقع به كونه يمس وتراً حساسا في الإسلام حسب عمله..

فهنا معضلتنا ومعضلة الاصدقاء في الفيسبوك التي لطالما الحيت واصررت على الاصدقاء ان يكونوا يقضين في عدم النقل عن المجاهيل واللجوء لاهل الاختصاص عند طلب العلم.

كونوا حريصين في اعجاباتكم للصفحات والاصدقاء حتى لاينشأ عقل جمعي في مجتمعاتنا لايخضع النقل لمعايير عقلية في القبول والرد .. وانما يتحول فقط الى عواطف بين الاصدقاء لاتقدر قيمة معنى ان تقول اعجبني وتضع له علامة الاعجاب وهذا ما هو حاصل الان والى الساعة للأسف.. و كسل فكري لايرغب في تحمل عناء البحث .. أو اهواء ملوثة تريد تفريغ الدين من مضمونه

The Defender

 

الأحد، 31 يناير 2016

قصة نسج العنكبوت في غار ثور للرسول أم لفيليكس النولي؟!

قصة نسج العنكبوت في غار ثور حماية للرسول في أصلها لقسيس
عندما اضطهد رسول الله عليه السلام من قبل المشركين واشتد عليه الحال .. قرر مع ابو بكر الصديق ان يهاجرا الى مكان لايراهم به أحد فوقع خيارهم على غار يقال له ثور
فلجأو اليه هرباً من مشركي قريش .. فبينما هم ماكثين في الغار اقترب مشركي قريش من الغار.
فقاربوا بذلك مكان الرسول وصاحبه .. إلا ان الله اوحى لعنكبوت أن ينسج على باب الغار خيوطاً توهم المشركين انه لا احد في الفتحة التي اختبئ بها الرسول وأبوبكر وقيل هناك زيادة ان حمامة قد باضت لتصرفهم عن ملجئ الرسول .. فانصرف المشركين عن الرسول بما رأو.
زيادة تبيض الحمامة لعلها لاتعرف .. إلا ان نسج العنكبوت اشتهرت اشتهاراً واسع في القصص وانتج لها كرتون للأطفال ..
وللأسف ولبعد هذه الامة من اهل العلم وأهل الأختصاص .. لم يعلم كثيراً من المسلمين ان قصة غار ثور مضطربه وليست صحيحة .. وإنما حسنها بعضهم كابن كثير وابن حجر وضعفها بعضهم كابن عساكر وابن معين والنسائي وآخرهم الأمام الالباني رحمه الله الذي انكر هذه القصة.
فالقصة عند اهل العلم بها نظر.
والقرآن بطبيعته لايفصل الأحداث والأسماء وإنما يترك ذلك للبحث والتفكير حول ما ذكر كذو القرنين الذي لم يذكر من هو لكن بالنظر في الموسوعات التاريخية لدى المؤسسات العلمية نجد انه الإسكندر المقدوني والخضر أيضاً الذي ذكره القرآن ولم يبين من كان هو آصف بن برخيا.
لان الإسلام لايحصر عقل المؤمن بالقرآن وانما يدفعه لتتبع رويات وأخبار المعاصرين والسابقين عن الرُسل ليعرف عما يتحدث القرآن ليخلق في عقل المؤمن نزعه البحث والنظر في الإرث البشري.
وفي قصة العنكبوت نرى بها منفذاً جديداً يفتح عدة تساؤلات حول الآية ومقصدها .. وبحسب القواعد العقلية الصحيحة للمسلم لابد ان نتسلسل في فهم المتشابه من القرآن.
ما حدث به صاحب القرآن وهو رسول الله .. ثم ما شهده المعاصرون (الصحابة) .. ثم ان لم نجد بتلك المصادر ذات الأفضلية عدنا لمصادر الاولين اي مافي التوراة والإنجيل وان لم نجد كذلك .. ففي كتب التاريخ.
وهنا في نسج العنكبوت نجد ان هناك اضطراب في ما يروى عن الرسول وعن معاصريه .. فنتحول بذلك لكتب الأولين لنكتشف بذلك أصل القصة.
(إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا)
لم يذكر القرآن قصه نسج العنكبوت وانما ذكر فقط انهم لجأوا الى الغار فحماهم الله من المشركين ... فمن أين جاءت قصة نسج العنكبوت.
القصة جاءت من فيليكس النولي Felix of Nola وهو قسيس إيطالي من أصل سوري من منطقة نولى في إيطاليا ولد في القرن الثالث أي قبل رسول الله عليه السلام والقرآن بثلاثة قرون ..
تحكي قصة فيليكس انه كان رجلاً صالحاً وزع تركته من أبيه للفقراء حتى أصحب كاهناً .. إلا ان الإمبرطور داكيوس كان وثنياً حارب الكنيسة فطارد أهلها ..
القى جنود داكيوس القبض على فيليكس وسجنوه وعذبوه وقيدوه حتى ارسل الله له ملكاً يرشده لطريق الخروج من السجن فحصلت له معجزة خلت عنه السلاسل من يديه ورجليه فهرب بذلك من السجن حتى لقي أسقف لكنيسة كان صديق له.
عاد جنود الإمبراطور داكيوس للبحث عن فيليكس حتى هرب فيليكس مع صاحبه الأسقف الى حفره يختبؤن فيها.
ولما اقترب الجنود لحفرة الرجلين بعث الله لهما عنكبوتاً ينسج على حفرتهم خيوطاً اوهمت الجنود انه لا احد في الحفرة فنجى بذلك فيليكس والأسقف من قبضة الإمبراطور ..
عاش فيليكس رجلا صالحاً يعين الفقراء والمساكين حتى لقي الله بذلك حسب ماروي.
يجدر ان فيليكس تحتفل به الكنيسة الكاثوليكية وتوزع للأطفال الحلويات بمناسبة ذكراه.
هنا وجدنا زاوية جديد في الآية التي ذكرت بسورة التوبة.
أن تكون الآية تقصد فيليكس النولي ولكن حصل نوع من التبديل فتبدلت على انها لرسول الله .. وهذا ضعيف لان سياق الآية لايتحتمل لغير الرسول و أيضا عدم تطرق القرآن للموقف الذي نسج به العنكبوت فيما يضعف أي قرينة تدل ان القرآن قصد فيليكس.
أن تكون الأحداث قد تكررت وحصل للرسول ما حصل لفيليكس وما روي من حديث قد حصل بالفعل وهذا مقبول يستأنس به لكن لايقطع به لضطرابه.
أن يكون رسول الله يقتبس أحداث القرآن من أخبار الكنائس وحكاياهم ويحدث أصحابه على انها حصلت له .. وهذا ضعيف جداً لان الرسول لم يثبت عنه انه قال بالقصة لا في حديثه القرآني ولا في حديثه النبوي كما بينت اعلاه وذلك من موقف العلماء المتخصصين من رواية نسج العنكبوت ..
أخيراً جزئية نسج العنكبوت لاتثبت .. سواء حصلت للرسول عليه السلام او اقمحها احدهم في الإسلام .. تظل شيئاً يستأنس بمعناه ولا يعتقد بها..
-------------------------------
The Defender

الخميس، 14 يناير 2016

حد السرقة في الإسلام .. أين الخلل؟

 

حد السرقة في الإسلام .. أين الخلل؟
السرقة .. مفتاح خط الجرائم تبدأ بالأختلاس والإعتياد ثم الى الإغتصاب والقتل .. هذه الجريمة من أخطر الجرائم التي عانت منها البشرية بسبب اللوزام التي تتبع هذه الجريمة.
كانت الأمم سابقة تتعامل مع المجرم بغير معيار فيخضع للموقف وحال السارق فتبدأ بالتوبيخ وتنتهي بالقتل أو التعذيب.
ففي أوروبا كان السارق يصل به الحال الى الإعدام شنقاً او بالتربيع اذا سرق من النبلاء والتربيع هو ربط الأعضاء على اربع خيول وشدها أو قطع الرأس بالمقصلة أو قطع اليدين.
وفي أقصى شرق العالم كان أيضاً يتعرض السُراق الى الإعدام حسب الموقف الذي يحصل للسارق فعقوبته كانت مدمية في أغلب أحوالها.
لم يكن العرب خلافاُ لتلك الأمم بل كانوا جزء منها في التعامل مع السرقة فكانوا يعدمون ضعفاء المجرمين ويعينون أقوياء اهل الإجرام على البقاء.
حتى جاء الإسلام وبشرعه ليضع ضبطاً لهذه الجريمة بحيث لا يظلم السارق ولايظلم المجتمع من جرم السارقين ومن تطور إجرامهم.
قبل أن ندرس موقف الإسلام من السرقة لابد أن نعرف السرقة حق معرفة ليدرك المسلم السرقة على وجهها الصحيح فلا يكون بعد توسع مداركه تجاهها قصير النظر في معرفه دائرة الجرائم .
السرقة حِرفه تعتمد على المهارة والفن والإحساس وتتطور بالممارسة وتتوسع أيضاً بها الاهداف وذلك بزايدة الإحتراف و تكتل الجماعات في دائرة واحدة فتصبح قوى دخل الدولة وتتحكم بمفاصلها أحيانا كالمافيا في إيطاليا وياكوزا في اليابان التي بلغ عددها عام 1996 الى 150 الف شخص موزعين في البلاد.
ومن هنا نعرف خطر السرقة التي يظن العامة انها محصورة في الإختلاس إلا ان اهل الاختصاص يدركون ان السرقة مفتاح طويل الامد لابد من كبحه بالعقوبات الكافية لردعه او بتحقيق أعلى دخل للفرد إذا امكن ذلك لتجنب ظهور بوادر السرقة كالسويد مثلاً.
إلا ان السويد فشلت في محاربة ما يسير في خط سرقة وهو الإغتصاب الذي يعد من الإعتداء الذي ينبني على سرقة الأعراض أي هو سرقة من نوع متطور.
فكانت السويد بذلك اعلى دولة في الإغتصاب في أوروبا.. لعدم وجود عقوبة رادعه للجريمة تكفي لترهيب أهل الإجرام.
موقف الإسلام
يقول الأديب الشهير ليو تولوستوي ان شريعة محمد (عليه السلام) ستسود العالم لنسجامها مع متطلبات الإنسان .. وبالفعل شرعة رسول الله هي أفضل شرعة لكبح مفتاح خط الجرائم
في الإسلام يتميز بأنه يعمل على خلق هالة في نفوس المجتمع تكبح الجريمة ولاينتظر وقوعها ثم يتعامل معها فختار لبوابة الاختلاس والاغتصاب والقتل عقوبة لايتحملها المجرمون وهي قطع اليد
رفض الإسلام تلك العقوبات التي كانت تتم قبل ظهوره تجاه السُراق من قتل او تعذيب حتى الموت او مفاضلة في العقوبات .. فجعل للسرقة حداً محدداً من عند الله لا اجتهاد فيه وهو قطع اليد .. واما ان اقتضى الامر ما لايستحق القطع فللمسلمين أن يختاروا ما يشاؤون من عقوبات للسُراق لكن لايزيدوا على حدود الله فيقتلوا او يقطعوا شيئاً أكثر من اليد كالذراع أو الساق ونحوه .. فحد الله هو اليد فقط لايزاد عليه ومادون ذلك فالحبس ونحوه.
فالحد هو الشيء الذي لايمكن تجاوزه ولكن هناك مساحه خلفه.
أي ان قبل قطع اليد هناك مساحه ضخمه للقضاة ان يتصرفوا بها كالحبس اوالتوبيخ او الجلد ولكن ليس لهم مساحه أبداً فوق قطع اليد كون الله قد حد حداً للسرقة.
وهذا من ما يميز شرعه الرسول محمد عليه السلام وانسجامها مع كل زمان ومكان .. بحيث لايظلم السارق فينهي حياته ولا يظلم المجتمع فيصيبهم بالسُراق وتوابع أعمالهم وتطورها ..
فخلق رهبه تمنع من ارتكاب الجريمة التي تتطور وتنخر المجتمعات والتي تصل بها الحال احيانا الى الدخول في مؤسسات الدولة فيكون للدولة ممتنهين للسرقة .
إلا ان الإسلام عانى من معضلة ضبط معيار قطع اليد والسبب في ذلك هو حديث علق في حلق المسلمين كان لابد من النظر فيه.
ويحكي الحديث ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئل عن معيار قطع اليد فقال تقطع يد السارق بصاع وأكثر ..
وهذا أمر لابد من النظر فيه .. لا امتلك العقلية الجبارة في التحقيق ما اذا كان الرسول قد قال ذلك بالفعل ام لا.
لكنني سأنطلق من طريق آخر أظنه يفسر ضيق هذا المعيار الذي قاله عليه السلام.
رسول الله عاش في بيئة صعبه وقام بانقلاب ضخماً في مجتمعه فخلط الضعفاء بالأغنياء وأتى بالغرباء الى البلاد الأمر الذي جعله يحتاج ان يضبط أمن اغنياء بلاده بصفته رئيساً للبلاد فوضع معياراً ضيقاً بسبب ضغوط الفترة التي عاشها رسول الله حتى لاينفرط عليه أمن البلاد فتقع صراعات بين طبقات المجتمع تنهي بالبلاد.
فيكون حديثه عليه السلام حديثاً ظرفياً ..
أما اليوم فمع تضخم مؤسسات الدولة و تمدد المؤسسات الامنية فالمعيار لابد أن يختلف فسرقة الصاع لاتناسب قيمة قطع اليد وانما يكتفى بذلك أشياء أخرى يراها القضاء تحقق غاية الأمان التي ينشدها الإسلام.
فلا سرقة السيارات ولا مجوهرات النساء تستوجب قطع اليد اليوم .. بل لما يترتب عليه مفاسد عظيمة كسرقة تبرعات أموال اللاجئين السوريين أو خزينة البلاد التي هي ملك عام و التي تحتاج فعلا رهبة عظيمة لمنعها لما فيها من مفاسد عظيمة .. فلا يوقفها أمور لاترهب كالسجن الذي يرى السارق ان المليارات تستحق منه التجربة لذلك فتكون تجربته ضحايها الملايين من البشر.
فلذلك جاء الإسلام بمعايير تضمن منع حصول الجريمة بمعايير قاسية على المجرمين .. لكن رحيمة على المجتمع من اهل الإجرام.

الخميس، 7 يناير 2016

الإسلام بين الحروفية والغاية من المقاصد


الإسلام بين الحروفية والغاية من المقاصد

عندما بعث الله رسوله قبل زهاء 1400 سنة وختم الرسالات برسالته .. أراد عز وجل بهذه الرسالة الخاتمة ان تكون ناسخة لكل الشرائع السابقة و ان تكون صالحة لكل زمان ومكان ..
ولأجل هذا الصلاح الطويل في الأمد لابد ان يكون الشارع بمقاصد لها عدة مداخل .. ومن هنا سننظر بالغايات التي قصدها الشرع كي تتناسب مع ما توصل له الإنسان.
...
ففي الإعدام شدد رسول الله ان يقول القتل ضربه بالسيف ولكن باي معنى؟
لم يزل السيف يستخدم في بعض مناطق العالم الإسلامي الى اليوم .. ويكمن هذا الخلل في فهم المقاصد بسبب الحروفية والاخذ بظاهر النصوص دون المعنى.
فلم يقصد رسول الله عليه السلام في شرحه للإعدام في الإسلام استخدام السيف بعينه وإنما قال بالسيف وبضربه واحده لأجل المعطى المتوفر في ذلك العصر .. بقصد عدم تعذيب المقتول مقارنة بالوسائل الأخرى البديلة للسيف ..
إلا انه مع الأسف الشديد كان للإسلام مذاهب تتمسك بالظاهر الكلمه فلم تزل تعدم بالسيف الى اليوم.
كذلك أيضاً في الحجاب الذي تمدد فقهه الآن بسبب متغيرات العصر .. لم يعني الإسلام في الحجاب زي محدداً وإنما يريد غاية واحدة يمكن للمسلمين ان يختاروا اي الطريق يسلكون للوصول اليها وهي غاية العفة.
فالعفة اليوم تقتضي لباس وأساليب محدده كي يصل الإنسان اليها سواء كان رجلاً أم إمرأة .. بل حتى الذكور مع تمدد ظواهر التحرش بالاطفال الذين يشابهون النساء في الخِلقة في مرحلة النمو يتطلب منا فقهه حديثاً يراعي هذا المنعطف الحاصل في المجتمعات.
بل حتى الإندماج بين المجتمعات اصبح يطالب نوع خاص من العفة بين الرجال البالغين انفسهم لأمور لاتخفى على من يتابع تغير منافذ العلاقات بين الإنسان.
كل هذه المتطلبات تندرج في الإسلام تحت مقصد العفة وليس الحجاب على وجه الخصوص او ثياب الرجال.
من هنا يفهم الإسلام بالغاية ..
ففي الحروب يعرف الإسلام من إسمه انه سلام مع باقي الشعوب فيكون منطلق المسلمين ليس من معان نصوص اضطرارية او ظرفية .. وإنما من الغاية الأساسية التي يريدها الإسلام .
فالإسلام دين مرن يناسب معطيات العصور ومتطلبات الإنسان وذلك يكون بفهم الغايه لتكون تحركاتنا وسلوكنا تحقق اعلى مقاصد الإسلام على إثر ذلك الفهم.
لا أن يتتبع المسلمون ظواهر النصوص فتتجمد الغاية بين ثلج العصور القديمة
---------------------------
Defe Nder

الأحد، 3 يناير 2016

لاتخطئ هكذا امامها



كل شيء تعافنا نفسنا منه بمرور الوقت إلا حب الإنسان للإنسان الذي ينضج ويتضخم بمرور الوقت .. كلنا نحلم بسيارة فارهه .. إلا اننا متى حصلنا عليها ذهب بالوقت حماسنا لتلك الماديات.
السيارة .. المنزل .. الطائرات .. الرحلات .. كله يحتاج منا تجربه لنشبع منه ويصبح مألوف لايحتاج ان نسعى اليه لنعيد كره المشقة لأجله.
...
إلا حب الإنسان المبني على أسس روحية جسدية حقيقة .. ليس أؤلائك الذين يبحثون عن محسوسات تذبل بالأعتياد كطعم القُبلة وشعور الجنس.
وإنما أولئك الذين يريدون شيئاً يُكمل حاجتهم الجسدية والروحية كبشر.
ولأجل ذلك لاتخطئ أمامها هكذا.
عن أبيك الاحمق عن والدتك الغبية عن جدك المجنون علمنا بخبر يقول ان الأنثى تبحث عن رجل فقط وان يكون بصفة كذا وكذا وكل ذلك يصب في صالح الصرامه في التعامل .. واخبرونا بنجاح الأسلاف هكذا تجاه نسائهم
ولأن العلاقات هذه استمرت وبقيت .. قبلنا على إثر بتعاليم آبائنا وطبقنا عملياً ما تعلمناه منهم .. فأصبحنا نعتقد باعتقادهم المبني على أسس احسن ما توصف بالفاشلة.
لان مفهوم النجاح في هذه العلاقات غالباً ما يبنى على ما يؤكد الإستمرارية فقط .. ولا تلاحظ تلك المجتمعات العواقب الإنسانية في اللوازم التي اعتمدوها للإستمرارية.
علاقات معلقة بفرائض دمرت التشكيلة الروحية للإنسان .. فالحاجة التي يضغط لها الرجل للإستمرار تكون غالباً فيما يدمر أنثوية الانثى.. والتي غالباً لا يعلم هو ان ذلك من عمله لاشعورياً.
فالرجل الكلاسيكي يثبت رجولته امام زوجته بكلمات صارمه عُلِم انها تعزز هيبته امامها .. لكنه لايعلم ان هذه الكلمة هي شر ما اختار وشر ما فعل.
الأنثى والحاجة للأمان.

عض على امان الأنثى في العلاقة كما تعض على سنة رسول الله حتى لاتزيغ عن دين الله .. فعض على سلوك إشعارها بالامان حتى تأمنك فتكون بذلك ملكت أعظم مفتاح تفتح به كل أقفال الحب الروحي.
فالامان الذي تحتاجه الأنثى ليس الامان الجسدي كما روج له أسلاف العلاقات الفاشلة .. وإنما أمان الروح الذي يجعلها قادرة ان تخبرك بكل شيء وتفعل امامك كل شيء .. ولا تتحرج منك أبداً
ولكي تحصل على ذلك لابد لك ان تكون على قدر عالي من الوعي الروحي في فن الحب الذي يخلق لوازمه ومقتضياته سلوكياتك .. فتعلم مدى حساسية الكلمات تجاه هذا الكائن الروحي المعروف باسم أنثى.
كل سهم من الكلمات القاتلة يترك أثراً لايبرأ في روحها .. فتحسس كلماتك التي تطلقها ولاتطلق كلمات كالقيء في القذارة لاتستطيع اعادتها الى فمك مرة اخرى.
لان الأنثى عندما تجرح بكلمات قاسية مثل أسكتي!! ليس الآن!! قبيحة!! رائحتك تقرفني!!
سيصل بها الحال قطعاً ان تفقد الآمان تجاهك .. فتبدأ الأنثى بالتحرص أمامك في حديثها عن احلامها وأمنياتها وتتجنب سلوكياتها الأنثوية امامك التي لو علمت روعتها لبتلعت كل قيء تقيأت به عليها.
روعه الأنثى هي فيما يسميه الحمقى سخافه الأنثى.
فحبهن لفاستين الـ Fantasy و العاب الاطفال وحب الكلام و المزاح اللطيف والشراء والضحك هو ما يميز الانثى وما يجعلها شيء مؤنس تسعد برؤياه.
وكل هذا المزايا لاتطلقها المرأة بسعادة أمامك .. إلا عندما تشعر بالامان تجاهك
فحرص على الحفاظ عليها آمنه مطمئنة .. وسترى انك أسعد بهذا الكائن اللطيف اكثر من أي شيء تمنيته.
وستكون امنيتك في هذه الحياة ان تغادر انت هذا العالم قبلها وان لاتراها يوماً قد ضعُفت.
وان تكون امنيتك في حياتك الأخرى ان تراها مجدداً.
-----------------
the defender


أهل البيت وآل محمد .. ونساء أفضل من فاطمة رضي الله عنها


ارسل الله عز وجل الرسل والإنبياء لكل قوم على حذا .. وجعل لكل أمة شرعاً ومنهاجاً يناسب عصرهم ومعطيات مكانهم.
ألفت الامم النبوة وأصبحت كل امة تنتظر نبيها فجائت النبوة في بني إسرائيل فحصلوا بذلك على التفضيل في الاختيار.
سارت النبوة في بني إسرائيل حتى انقضت عندهم فحملت النبوة الخاتمة الى أمة أخرى .. إلا ان الخاتمية كانت مفاجأة لم تعهدها الأديان.
فلم يكن دين الخاتمية كسابقها من الاديان بل كانت الرسالة الاخيرة عالمية لكل الامم وليست لأمة دون اخرى.
فتشرف محمد صلى الله عليه وسلم بالخاتمية وكان بذلك أشرف الانبياء والمرسلين مع الإيمان بكل الانبياء لقوله تعالى ( لانفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك واليك المصير ) إلا ان التفضيل وقع لمحمد عليه السلام بالخاتمية وصلاحية رسالته التي جُعلت لكل زمان ومكان وافضلية القرآن على سائر الكتب السابقة فالنبوة مراتب ومنازل فقال تعالى (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض ) وقوله (ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض ولقد آتينا داوود الزبور .. ) فأعلى الانبياء مراتب هم خمسة سماهم الله بأولي العزم وهم محمد وموسى وعيسى وابراهيم ونوح.
إلا ان هذا التفضيل يخص الأنبياء فقط فلا تمتاز امة على اخرى بعد بني اسرائيل على سائر الأمم بما لدى محمد عليه السلام.
إلا ان طبيعة النفس البشرية تسعى للحصول على الامتياز .. الامر الذي أوجد صيغة غريبة في الإسلام تعرف باسم ( آل محمد و أهل البيت )
فمن هم أهل البيت ومنهم آل محمد وماهو حظهم من الإسلام وهل لهم من امتياز؟
آل محمد ذهبت الشهرة عند أغلب المسلمين عن أنهم اهله وخاصته كما تعرف كل ( آل ) إلا ان من تصفحي للقرآن ولتتبعي قول العلماء تبين ان الأمر ابعد من ذلك .. فالقرآن قد يستخدم كلمة يصطلح عليها اصطلاحاً خاصاً في حديثه كالقارعة التي اصطلح القرآن لها معنى قصد به يوم القيامة.
فكلمة ( آل ) التي في القرآن غلب الظن عندي انها ما ذهب اليه السابقون من علماء المسلمين والتي تعني أمة محمد كاملة .. أي ان (آل) في اللاهوت الإسلامي تُحمل على معنى امة .. أيضاً وجدت من قراءتي للقرآن آية تحملنا على تثبيت هذا المعنى لـ (آل)
قال تعالى ( ان الله اصطفى آدم ونوحاً وآل ابراهيم وآل عمران على على العالمين)
لاحظوا ان الله لم يقل انه اصطفى آل محمد رغم انه من المفترض ان يذكرهم كونه فعل ذلك أصلاً .. والسبب الذي أذهب اليه وجعل الله يفعل ذلك ان آل محمد هم امته كلها فلذلك لايوجد اصطفاء فكل البشر منذ توليه الرسالته هم امته.
فلذلك انا اذهب الى أن الـ (آل) هم امة محمد وليس عائلته وأقربائه .. ولا اتفق مع ما ذهب اليه الامام الجليل ابن كثير رحمه الله وباقي من وافقه على ان الـ (آل) هم خاصة النبي.
أهل البيت
انزل الله القرآن عربيا ليخاطب القوم المكلفين بتبليغه .. وبحكم هذا الامر جاء القرآن يحمل طبائع العرب ولغتهم فيدعوهم للنظر بالإبل ويحدثهم بالتفكر أكثر في السفر فطلب التدبر بالنجوم وليس تتبع النجوم فقط وانما النظر بالاجرام السماوية كلها.
فحملت الفاظ القرآن على ما يقتضيه فهم العرب وعاداتهم .. ومن هنا نعرف شيئاً عن ما هو اهل البيت.
لا تعرف العرب كلمة أهل البيت إلا بمعنى واحداً وهم نساء الرجل كأمه واخواته وخالاته وعماته.
ومن لغة القرآن نجد انه لم يحيد عن كلام العرب فلم يذكر اهل البيت إلا مرتين في سياق يحدث به عن نساء الرجل فقط.
فاهل بيت محمد عليه السلام نزلت بهم آية تعلمهم بعض الاخلاق ولاتعطيهم اي امتياز وانما يطلب منهم ان يحرصوا على بعض التكاليف.
اما قوله تعالى ( يا نساء النبي لستن كاحد من النساء ... ) لايُعني به امتيازهن على باقي النساء .. وانما انتن بنات ونساء نبي فكونوا اكثر حذراً في الأخلاق حتى لا تصيبوا سمعه النبي فيبدل الله له زوجات غيركم .. وهذا ملحوظ من سياق الآية.
فأهل البيت عند العرب هم النساء .. والقرآن جاء على لسانهم فالأرجح ان اهل البيت هم النساء فلا يكون علي ابن ابي طالب عليه السلام ولا سلمان الفارسي رضي الله عنهما من اهل بيت الرسول.
إلا انه ربما جاء ذلك من الصراع على الامتياز العرقي الذي يسعى له البشر.
وحتى لو نظرنا في السيرة سنجد فاطمة الزهراء رضي الله عنها أمراة عادية كثيرون من النساء أكثر صلاحاً منها.
فعندما توفي رسول الله بقى صاحبه ابو بكر وباقي المسلمين على اعصابهم جراء بلوغهم خبر ارتداد كثير من العرب عن الاسلام الامر الذي يوشك ان يفقهدهم الامل في البقاء على قيد الحياة جراء هذا الكم الهائل من المحاربين القادمين لهم جراء مقتضيات الردة في تلك العصور.
إلا ان فاطمة لم يعنها الامر ..
فجآت تبحث عن ورثها من الرسول عليه السلام في أرض تعرف ( بفدك ) فقال لها صاحب الرسول اخبرني اباك ان الانبياء لايورثون وان ما يتركون صدقة فكان بذلك هو اعلم منها بالدين .. اي ان ليس لها ورث واذا ارادت شيئا لنفسها سيعطيها من بيت مال المسلمين كحال باقي المسلمين.
وهنا كما نرى ان فاطمة الزهراء عليه السلام امراة عادية جداً وكثير من النساء أفضل منها وذلك مما يبلغنا من روائع النساء التي يتنازلن عن حقوقهن تأليف لقلوب أخوانهن و تضحيتهن لكثير من الحقوق زهداً وكرماً خلافاً لفاطمة بنت الرسول التي غضبت من أبوبكر.
يذكر ان فاطمة عليها السلام لايعرف لها دور كبير في الإسلام سوى انها ابنت الرسول وملتزمة بحقوقها تجاه والدها.
إلا انها تمتلك فضلاً من مبالغ فيه امتاز على كل نساء العالم حتى دون عمل لعل سببه إيمان الناس بالامتياز العرقي الذي لدى فاطمة رضي الله عنها
هذا والله أعلم
----------------------
the defender