ناهض حتر .. قتل نفسه قبل أن يقتلوه؟
حتى لانخسر الأردن!
ما قد يصيب الأردن يدفعنا الى أختصار الكثير .. فلسنا بحاجة الى مقدمات واستعراضات لنتجنب الصراع المتوقع لأهلنا في الأردن ..
فما جرى للأردن لايختلف كل عاقل انه أمر لاينبغي ان يحصل .. لكن ما تم التغافل عنه قد يكون أشد سوء مما جرى.
ان القتل من أجل الكلمة التي تصيب مشاعر الآخرين أمر مألوف يتغافل عنه مؤيدوا الإبتزاز الفكري .. الامر الذي يدفع الى تفاقم الظاهره فتصبح أقرب الى التحدي بين الأطراف المتنازعة.
أن الذي قُتل من أجل رسمه أساء بها الى مشاعر مقديسها قد قتلته حماقته قبل ان يقتلوه هم ..
لأن هذا الرجل الذي قضى حتفه سعياً الى البروز كشخصية جدلية يسعى اليها الكثير ممن يمتهنون الصحافة .. اختار التنازل عن احترام مشاعر الآخرين سعياً لتحقيق مآربه.
أن مفهوم الحرية بات مشلولاً الى حد كبير فأصبح معظم دعاه الحرية يحصرون مفهوم الإعتداء على الحس دون المشاعر فيسيئون الى مشاعر الآخرين باسم الحرية !
وهذا ما يصطدم مع واقع الإنسان الذي تأكد مسيره حياته ان الإعتداء على مشاعره بالسخرية والإستهزاء وإن كان ذلك حقاً فأنها تدفعه الى أمور لم يعتقد انه سيقترفها يوماً.
لم يجرم دعاه الحرية من يعتدي على مشاعر الآخرين بقدر ما يهتفون الى اعطاءه الصلاحية في الإبتزاز .. لأن القيمة الإنسانية في الدعوى غائبة الى حد يصعب فكروها بها حتى.
ان لغة المشاعر لاتعرف المنطق عندما تبلغ اقصى حالاتها من السعادة أو الإستياء .. فمن تبلغ به مشاعره اعلى مراتب السعادة يفعل ما لايألفه الناس وما تبلغ به المشاعر الى أسوء حالاتها يرتكب ما لم يعتقد يوماً انه سيفعل .
فما أصاب الأردن أمر يعتقد حصوله .. فالدائرة التي وقعت بها الإساءة تقدس ما ابتزها به الضحية .. فعلاقة الله في المحيط الأردني علاقة مقدسة تربطها مشاعر عميقة.
فلا يعقل ان رجلاً عاقلاً يحترم مشاعر الآخرين او حتى لايحترمها يقترف إساءة لمقدس في محيط المقدسين .. اليس هذا حمقاً؟
أن ماتراه غير مقدس هو مقدس عند غيرك .. فإن كنت ناضجاً فكرياً .. فأن الحكمة تطلب منك ان تتوازن في حديثك مع هذه الاوتار الحساسة عند الشعوب التي تقدس ما لاتقدس
فالإساء لله - مثلاً - في أقصى شرق آسيا لا تمتلك تلك الحساسية في الأردن .. فلو ان سيء الخلق له قليل من الحكمة لختار الموقع الانسب للإبتزاز.
ان ابتزاز المشاعر الآخرين وفقاً لتقديرها والحكم بسخفها لايبرر الإساءة لمن لديه أدنى معايير للتفكير .. لأن طبع الإنسان عند المشاعر يتخذ قرارت لايحسب لها في منطقه كثيراً وإنما ترجمه سريعه تشفي جراح مشاعره.
ولكي نقرب الصورة اكثر احدثكم في أمر ربما ترون سخفه .. إلا اننا نراه ويراه الكثيرون مما يرون المحيط الذي أعنيه.
وهو عن صراع عنيف يحاول ان يصل الى أرض الواقع بين محبي شخصية وكارهيها .. وما يجعلكم تستغربون الأمر ان هذه الشخصيات التي يتنزاع عليها لم توجد قط؟!
وإنما هي من صنع الفنانين منها كمثال Lara Croft الشهيرة ..
إن الذين أساءوا لـ Lara كشفوا عن رسائل تهديد بالقتل ومحاولة قرصنة مواقعهم للنيل منهم.
وقس على ذلك محبي الفنانين ولاعبي الكرة عندما يصطدمون بينهم البين ومعدل الغضب الذي يطفوا الى درجة يجعل القتل وارد بين المتنازعين ..
على ان الكل يدرك ان هذا ليس سبباً كافياً للقتل .. إلا أن المشاعر عندما تجرح يسقط المنطق وحس التقدير.
ففي المجتمعات أيضا تختلف مدى الحساسية للكلمة والرسمة المسيئة .. فأهل الشام لايمتلكون حساسية شرسة تجاه قذف الأخت والأم .. بينما في الخليج لايمتلكون حساسية تجاه الام ولكن التعرض للأخت سببا كافي لإشتباكات عنيفة يكون القتل بها مطروحاً
وفي أمريكا والغرب يكون القتل في سب الزوجة والعشيقة أمر مطروحاً وفقاً لعادة مشاعرهم ومدى حساسيتهم للزوجة.
ففي كل مجتمع هناك وتر حساس - كما الله لدينا - إذا اصيب فأن احتمال الفوضى تكون واردة ..
على ان المجتمعات تتفق ان تلك الامور لاينبغي ان يكون بها القتل مطروحاً .. إلا ان ضبط تلك المشاعر صعبا جداً يتطلب فهم البيئة التي يعيشها الإنسان ..
ولإن الأردن يحيط به صراع ديني عنيف .. فأن من يحب الأردن وأهله .. لن يعمل في هذا الوقت العصيب الى لفت الأنظار الى الأردن ..
فالتجارة بهذا الوتر الحساس .. سيفتح باب من نار على الأردن
فالأردن يعتمد السياحة في مصادر دخله .. فأي اضطراب في الأمن سيفقد الأردن احد ابرز مصادره للنمو .. بثمن بخس أراد به صحفي وكاتب ومغرد على تويتر أن يكون شخصية جدلية تلتفت لها الإنظار بإبتزاز مشاعر الآخرين فيما يقدسون.
----------------
The Defender
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق