الأحد، 4 سبتمبر 2016

مشروع التغريب ليس بشيء مخيف

مشروع التغريب .. ليس بشيء مخيف
مقدمة ..

اتمنى ان نكون قد تجاوزنا الإنتهازية التي يعمل أصحابها على تسخيف المجتمعات المسلمة وخلق روح الإحباط في المجتمع والدفع بعجلة التخلف باسم التنوير وذلك بالدعوة الى فصل المجتمع عن علماءه ومثقفيه وتقديم المحبطين والحاقدين في واجهه المجتمع .. فكل الأماني ان لاتستغل مثل هذه الأطروحات .. The Defender
---------------------

لعل التغريب ينال حظاً كبيرا عند أصحاب مشروع تعزيز الثقافة الإسلامية في المجتمع المسلم .. وبلغ الأمور المواجهة بتعصب .. حتى ان هذه المواجهة بلغت بالعقل المسلم الى شيطنة الغرب والإعتقاد بأن الإنسان الغربي يحمل مشاريع منظمة تستهدف الإنسان المسلم دون غيره من الناس .. فيلجئ غالباً لتفادي الثقافة الغربية ظناً بأنها مخططاً يستهدف الإسلام.
إلا ان هذا الإعتقاد سببه الجمود الفكري الذي حل بالمسلمين في الفترة الأخيرة الذي أدى بنا الى الإعتقاد ان العالم ينهار أخلاقياً عدا دولنا كالمسلمين .. ويرجع هذا الإعتقاد التي تكتب له الكتب وتنظم له المنظمات لعدة اسباب ..
منها رغبة المجتمع في الحفاظ على عاداته وتقاليده والتي يعمل التغريب على تقويضها بسبب قوة التأثير التي يتمتع به مصدروا الثقافة الغربية وقوة المادة التي يعرضونها على العالم والتي يكون منبتها العالم الغربي .. الأمر الذي يجعل الثقافة المرجوا الحفاظ عليها في مرمى مهدد من الإنسان الغربي؟
الامر الذي يزيد صعوبة تفادي تلك الموجة التغريبية .. فيلجأ انصار الثقافة المرجوا الحفاظ عليها الى خلق الخوف في المجتمع من الغرب حتى لاتنصهر ثقافتهم بفعل الثقافة الغربية.
فأصبحت مجتمعاتنا بذلك مجتمعات مهزوزة تخاف العالم وتتصور فيه ما ليس فيه.
ان ما ينبغي علينا معرفته هو ان الإنسان الغربي كالإنسان الشرقي لايختلف عنه في السعي نحو حياة أفضل للإنسان وان مجهوداته الثقافية التي يسعى اليها لاتصب إلا في هذا النحو .. فلا خوف منه فيما يعرضه علينا من ثقافه مادامنا لاتنقصنا حكمة التمييز فيما يصح وما لايصح.
إلا ان هناك فصيل في مجتمعنا فصلنا عن أهلنا في العالم الغربي بسبب ظنه ان فكر وتراث اسلافه يمثل الحياة الأمثل للإنسان .. بل حتى ان أهلنا الذين يظنون هذا الظن لايزالون يعتقدون في العالم كما عاشه اجدادنا فلا يزالون يعيشون أجواء فارس والمغول والروم في الغرب؟!
ولايدركون الى أي مدى تقدم الإنسان أخلاقياً في هذا العالم .. فلذلك يرون في العالم الغربي من منظور ديني بحت وان الغرب يحمل نوايا خبيثة صليبية كما كانوا في عهد أسلافنا!
ولعل نجاحهم في خلق هذه الثغرة في مجتمعنا سببه تصدر جماعات مخالفه لجمهور المسلمين ترغب في جعل حاضر المسلمين كماضيهم.
وهذا ما ينبغي الحذر منه أصلاً!
فلو أردنا ان نذكر منفذ اهل الجمود في وضع الدين في واجهه الصراع الثقافي اليوم والذي هو غالبا ما يحتوي نوايا نبيلة .. ننظر في النقاب والحجاب من منظور غربي.
عندما يتعرض الغرب سواء نشطاء وناشطات او مؤسسات الى النقاب في العالم ويكتبون عنه ما يرونه فيه سعياً لانتصار فكره يعتقدون بها كالحرية وتحقيق مجتمع حديث بالتخلص من ظاهره النقاب التي يرون بها تخلفاً من وجهه نظرهم .. فأن ردة فعل انصار النقاب لاينبغي ان تكون رده الفعل غاضبة ومحمله بتهم فحواها الدعوة الى الفساد .. وانما ترى صحه ما يُطرح .. فليس ما لدينا هو الوضع القياسي للعالم أخلاقياً.
ولانلزم العالم فيما لايلزمهم .. كحرمه التعرض لثوابت الإسلام فهذا لايلزمهم ولو قالوا بأن من محتواه مرفوض وكتبوا عنه ما يعتقدون.
فالإسلام يمثل مجموعة أفكار وكل منها يحمل غاية تناقش لوحدها من عدة رؤى في جدواها وصلاحيتها .. فالتعرض لأحد ثوابت الإسلام او آراء علماءه ليس شيء ملزماً للعالم تجنبه .. والتعرض له ليس إلا رؤيه يعتقدون فشل جدواها في غايتها.
وهكذا ينبغي ان يكون الصراع الحضاري في هذا العصر الحديث .. وهذا ما تعتقده المجتمعات الغربية والشرق أقصوية.
فنحن نجحنا في تصدير ثقافات شرق اوسطية للعالم الغربي
ومنها نجاحنا في النظام الإسلامي للمصارف .. الذي نجح في ان يرسوا في الأراضي الغربية (بريطانيا) بتأييد غربي من غير المسلمين بسبب نجاحه في تأمين مصرف مثالي يحقق طموحات المجتمع .. على ان النظام المصرفي الاسلامي جاء من السنة النبوية الشريفة فلم يرفض ويعتقد فيه حرب على النظام الغربي للمصارف لان منظور العالم الحديث هو النظر في النتائج.
أيضاً قدرة العربية على البقاء في مقدمة اللغات واحلالها مكان لغات اخرى وهذا كان نتاج مجهود شرقي استطاع ان يثبت جودة انتاجه على لغات لم تصمد امام جودة العربية.
أخيراً .. الصراع الحضاري اليوم ليس كما كان في السابق .. وانما هو صراع نبيل يسعى لتحقيق حياة أفضل لمستقبل الإنسان.
تشوبه عوائق من الفشل في إحداث ثقافة ناجحة على مستوى بعيد .. او استغلال كما يحصل في العالم العربي من المتشددين الساعين لحياة متأخرة على طريقة الأمم التي قضت منذ قرون .. او علمانيين وليبراليين استغلوا هذ الصراع لنواية شخصية او حزبية سببت تصدع بين الإنسان في الشرق والغرب ..
فالتمدد الغربي للثقافة سببه نجاح الثقافة الغربية في القدرة على اقناع العالم برؤاهم لمستقبل الإنسان وجعله يسعى لحياة أفضل.
فالثقافة الغربية .. ليست بشيء مخيف

The Defender

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق