الظواهر المجتمعية بين عقدة المحلل وواقع المجتمع
لعله لايخفى عليكم ان لكل مجتمع قصور في جوانب معينة و مواضع قوة في جوانب اخرى .. فيعمل الكُتاب والمحللون على فلسفة القصور لكشف جوانب ضعفه والإعتراف بالامتياز لتثبيته والحفاظ على هيبته فيبقى المجتمع متوازنا متقدماً في جوانب الحياة.
إلا ان تفسير وحل الظواهر المجتمعية السيئة دائماً ما يصطدم بعقدة في نفوس المحللين .. فطغى على المحللين تفسير المجتمع ككيان واحد يحمل صفات ثابته يمثل المحلل نفسه الشخصية المثالية فيه.. فلا يلتقط إلا السلبيات وييتبع العورات ليحقق حاجه نفسية له في ما يكتب.
فلايرى نفسه إلا صاحب الحكمة التي يفتقد لها المجتمع وينبغي على المجتمع تتبع سنته.
فيلحظ ان كثير من المحللين اليوم من كتاب على مواقع التواصل الاجتماعي يعظمون سبب تراجع المجتمع عن المجتمع الآخر في القضايا التي يحسنوها فقط.
ولعل ما يحسنوه لا علاقة له بتقدم المجتمع أصلاً.
فمنهم من يلقى من جمهوره اعجاباً في جوانب محدده فيجعلها قلب النهوض بالمجتمع .. كربط التقدم بالعودة الى تأويل القرآن او بالعودة الى حياة السلف القديم او بتقليد مجتمعات افتتن بها المحلل واصحابه .. ولعلكم لاحظتم هذا حتى في الحديث عن الاحاديث في كتب التاريخ ومدى محاولة اصحابها من متزمتين ومنكرين الى جعل ما لقوا منه اعجاباً من أصحابهم مربطاً للنهوض بالمجتمع .. كونهم عُرِفوا بهذه الدائرة فعظموا ما يحسنوا عند أصحابهم.
فلذلك وجب التحفظ والحرص من هؤولاء للإمساك بجوانب الإخفاق التي يُبحث عنها والإحتفاظ بالإمتياز الذي يحاول أمثال هؤولاء إخفاءه.
لإن محددات المجتمع المثالي تكاد تكون قعدت وأصبحت ثابته لايختلف عليها .. ومنها مدى تقدم المستوى العلمي للمجتمع ككل ومعدل ثقافة الفرد الواحد وانعكاسها على سلوكه كشرط أساسي للفائدة من تلك الثقافة .. وتحت هذه القواعد تندرج الفروع التي تساهم في تقدم المجتمع كاحترام الآخر والفن والنظافة التي تأتي تحت معدل ثقافة الفرد وما الى ذلك.
-------------
أصحاب عقد نفسية تحتاج محللين يحللون تحليلاتهم:
كمثال للحديث عن ظاهرة عقدة المحللين ومحاولتهم ربط ما يحسنوه بتقدم المجتمع او تفسير العادات المنتشرة بما تشتهيه انفسهم.
اذكر لكم ظاهرة تتراءى لي انها تحاول الإنتشار في الوطن العربي .. واذكر بها الطرق والسبل الممكنة لتصدي لهذه الظاهرة حتى اقدم فكرة في التحليل الصحيح الذي اعتقده لظواهر المجتمع.
لعل الرجال على وجه الخصوص لاحظوا سلوك كثير من أصدقائهم بانهم يفسرون الشيء عكس ما هو عليه في المجتمع.
وذلك مثلا لو ان احدهم رأى فتاة تلبس زياً محدداً كالتنورة التي تصل الى الركبة قال بأن ذلك يرمز الى العهر والإشارة الى الرغبة بالبغاء.
وبعضهم يفسر ابتسامة النساء بالمواقف الخاصة التي تتطلب منهن الابتسامة بأنها ترميز وإيحائات.
ويكون تفادي هذه التحليلات بعدم التفاعل مع أصحاب هذه التحليلات المريضة وتبيين أوجه بطلانها كشرح عادة الأزياء الرسمية للنساء اليوم والتي منها التنورة التي تصل الى الركبة وعن دور الابتسامة في التعامل.
حتى يدفع اصحاب تلك التاويلات عن أمانيهم .. فظني انا انهم يسقطون أمانيهم على تحليلاتهم.
بعد هذا الطرح للظواهر التي تتراءى لي ككاتب اردت الالتفات لها واسقاطها قبل استفحالها .. يأتي دور القراء الى ابداء رأيهم في القضية المطروحة ..
هل هي بالفعل موجودة بشكل يسمح ان تسمى ظاهره؟
هل ما طرحه الكاتب صحيح؟
هكذا اعتقد انه ينبغي ان يتم التعامل مع المجتمع .. ليس ككيان واحد يسقط عليه الفرد ما يشاء ويصور نفسه المنقذ فيبتز عقلاء المجتمع.
وانما ان تطرح المهتمة والمهتم كل قضية في المجتمع على حذا .. يناقشون بها مدى الإستفحال .. ومدى تأثير هذه الظاهرة على المجتمع.
----------------------
the Defender
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق