منذ قدم الإنسان كانت الطقوس تهيمن على التعابير التي يريد أن يطلقها الإنسان الى نفسه والى غيره .. فلم تخلوا حضارة من طقوس تعبر بها عن قيمها ومشاعرها ودينها ..
ولازالت على ذلك حتى جاء هذا العصر المادي الذي يسعى به البعض الى الدفع عن كل ما يدفن المشاعر فتعاظمت بفلسفتهم الغلظة وازدادت بحدتهم الجلافة.
...
إلا ان الطقوس لقيت لها حظاً بين كل الناس .. وستلقى لها حظاً دائما ما بقي البشر .. لانها العمود الأساسي الذي تقف عليه الغاية التي نسعى اليها بيننا ...
وهي القدرة على تحقيق أعظم تأثير على النفس وعلى الناس من حولنا
فليس الزوج الذي يقيم طقساً ليوم زواجه ممن احبها كذلك الذي لم يفعل سوى المألوف .. ففرش الأرض بالشموع والتجهز بالأزياء الخيالية كالأقنعة تعظم بذلك المحبة المراد لها من هذا الطقس ..
وتكن به القيمة اعلى في نفوس المحبُين وهذا مما ساهمت به الظروف التي تخلقها الطقوس في تنمية هذه المشاعر.
وتلك وذاك اللذان يكتبان على قُفل حديدي أسمائهم ليعبروا عن شدة ترابطهم لينحتوا في ذاكرتهم طقساً عبروا به عن حبهم لبعضهم .. لن يكونوا كؤولائك الذين لا يعرفون قيمة الطقوس في تعظيم المحبة ودورها في خلق التفاصيل في مسيرة المحبين.
صعب على أهل الجمود ان يفكروا بتلك الطريقة لانهم بليدون عاطفياً .. وصعب عليهم ان ينموا محبتهم بما تتيحه لهم الحياة.
فنحن أهل الطقوس أوفر حظا منهم في حياتنا .. فعندما نخطأ بحق من نحب نكون أكثر قدرة على دفن المشاعر السيئة التي تسببها أخطائنا.
فالذي أخطأ في موعد العشاء مع زوجته أقدر على قتل المشاعر السيئة التي يسببها التأخير .. فدخوله عليها معتذراُ بطريقة الطقوس - كالطقوس اليابانية (راكعاً) - أقوى من تلك التي تخلوا من الطقوس.
فما تخلقه الطقوس من منافذ اجتماعية ل اتحصر لكثرة فوائد وتعدد الفنون التي تحتملها الطقوس.
إلا ان قوة التأثير التي تفتعلها الطقوس ليس بالضرورة ان تحقق غايات نبيلة .. وهنا يكمن جانبها المظلم.
فالإعجاب بالشيطان لم ينموا ويصبح أكثر مقبولية وجمالاُ ما لم يكن هناك فنانون عطفوا بالطقوس الى دعم التأثير والإعجاب بالشرور.
لعلمهم بماهية الطقوس ومدى تأثيرها على الإنسان .. بل حتى ان الله ذاته عز وجل جعل بيننا وبينه طقوساً تحقق غايات أراد بها لنا معانِ عظيمة لاتكاد تحصر تعزز علاقات الإنسان بينه البين .. وبينه وبين الله الذي لا يُرى .. كالمساواة في الصلاة وحصر الركوع والسجود التعبدي لله و رمي الشيطان في الحج الذي يمثل الشرور في الحج.
ولو اننا كمسلمون نفهم الإسلام بالغايات لأحدثنا طقوساً تعيننا على تحقيق الغايات التي يريدها الله بإحداث طقوس عالمية تساهم في تعزز قيم الخير.
فلو ان هناك يوماً يسمى بيوم النار مثلاً .. يكتب به كل مسلم خطاياه وشروره بورقه ثم يحرقها ليعينه هذا على تركها كما أكد علماء النفس ذلك .. لستطعنا ان نستغل قوة تأثير جمال الطقوس على الإنسان للوصول الى الغايات التي نسعى عليه.
-------------------
The Defender
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق