الخميس، 7 يناير 2016

الإسلام بين الحروفية والغاية من المقاصد


الإسلام بين الحروفية والغاية من المقاصد

عندما بعث الله رسوله قبل زهاء 1400 سنة وختم الرسالات برسالته .. أراد عز وجل بهذه الرسالة الخاتمة ان تكون ناسخة لكل الشرائع السابقة و ان تكون صالحة لكل زمان ومكان ..
ولأجل هذا الصلاح الطويل في الأمد لابد ان يكون الشارع بمقاصد لها عدة مداخل .. ومن هنا سننظر بالغايات التي قصدها الشرع كي تتناسب مع ما توصل له الإنسان.
...
ففي الإعدام شدد رسول الله ان يقول القتل ضربه بالسيف ولكن باي معنى؟
لم يزل السيف يستخدم في بعض مناطق العالم الإسلامي الى اليوم .. ويكمن هذا الخلل في فهم المقاصد بسبب الحروفية والاخذ بظاهر النصوص دون المعنى.
فلم يقصد رسول الله عليه السلام في شرحه للإعدام في الإسلام استخدام السيف بعينه وإنما قال بالسيف وبضربه واحده لأجل المعطى المتوفر في ذلك العصر .. بقصد عدم تعذيب المقتول مقارنة بالوسائل الأخرى البديلة للسيف ..
إلا انه مع الأسف الشديد كان للإسلام مذاهب تتمسك بالظاهر الكلمه فلم تزل تعدم بالسيف الى اليوم.
كذلك أيضاً في الحجاب الذي تمدد فقهه الآن بسبب متغيرات العصر .. لم يعني الإسلام في الحجاب زي محدداً وإنما يريد غاية واحدة يمكن للمسلمين ان يختاروا اي الطريق يسلكون للوصول اليها وهي غاية العفة.
فالعفة اليوم تقتضي لباس وأساليب محدده كي يصل الإنسان اليها سواء كان رجلاً أم إمرأة .. بل حتى الذكور مع تمدد ظواهر التحرش بالاطفال الذين يشابهون النساء في الخِلقة في مرحلة النمو يتطلب منا فقهه حديثاً يراعي هذا المنعطف الحاصل في المجتمعات.
بل حتى الإندماج بين المجتمعات اصبح يطالب نوع خاص من العفة بين الرجال البالغين انفسهم لأمور لاتخفى على من يتابع تغير منافذ العلاقات بين الإنسان.
كل هذه المتطلبات تندرج في الإسلام تحت مقصد العفة وليس الحجاب على وجه الخصوص او ثياب الرجال.
من هنا يفهم الإسلام بالغاية ..
ففي الحروب يعرف الإسلام من إسمه انه سلام مع باقي الشعوب فيكون منطلق المسلمين ليس من معان نصوص اضطرارية او ظرفية .. وإنما من الغاية الأساسية التي يريدها الإسلام .
فالإسلام دين مرن يناسب معطيات العصور ومتطلبات الإنسان وذلك يكون بفهم الغايه لتكون تحركاتنا وسلوكنا تحقق اعلى مقاصد الإسلام على إثر ذلك الفهم.
لا أن يتتبع المسلمون ظواهر النصوص فتتجمد الغاية بين ثلج العصور القديمة
---------------------------
Defe Nder

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق