الأربعاء، 30 ديسمبر 2015

العلاج بالدين ليس للدين من الامر شيء



ممسوس قرأ عليه القرآن فذهب به مصابه .. ومصاب بعين لايصلح له حال حتى قُرأ عليه القرآن فصلح حاله .. شيطان يخيفها ليلاً فقرأ عليها الإنجيل فحترق وعدل الشيطان عنها على إثر ذلك.
العلاج بالكتب المقدسة ظاهرة تاريخية قديمة اعتمدت على طرد الارواح الشريرة من الإنسان .. ساهم نجاحها عند كافة الشعوب الى بقائها الى اليوم.
...
عملت الكتب المقدسة دور ضخماً في إعادة الناس الى أهلهم سالمين معافين مما هم فيه .. فأصبحت ظاهرة العلاج بالكتب المقدسة ظاهرة يلقى صاحبها عليها اجراً.
فما السر خلف هذا النجاح الضخم الذي حققته هذه الكتب .. وكيف يحصل ذلك
على الرغم من ان كل كتاب مقدس ينقض الآخر.
يمر الإنسان في مسيره حياته بعد حواجز يعجز عن كثير من الامور ويفلح في كثير منها .. إلا ان بعض ما يفلح به يعجز عن تفسير سبب نجاحه به منطقياً فيلجئ الى تفسير الشيء في غير موضعه.
وكان مما فسره في غير موضعه العلاج بالكتب المقدسة.
والتي أثبتت نجاحات على مدى واسع في التاريخ الإنساني وعجز العقل عن تفسيرها منطقياً فظن بانها طاقات تختفي خلف الكتب.
فما أصل تلك العلاجات وكيف وقعت الصدفة لصالح هذا الأعتقاد.
بعد تقدم الإنسان في مجال العلاج الطبي .. كشف علماء الطب أن الإنسان عندما يصاب بنكسات في حياته سواء نفسيه او جسدية فان هناك امور قادرة على علاجه او التخفيف من آثار نكساته بوسائل طبية تمسى بالعلاج بالإيحاء.
يعمل هذا العلاج على إيحاء المريض بأنه سيقدم له علاج يخفف او يزيل مابه من مرض .. فيتناوله المريض وهو على يقين بأن ذلك العلاج هو خلاصه مما هو فيه .. فيبدأ جسمه بالتفاعل مع الإيحائات التي زرعها به الأطباء .. وليس ذلك من العلاج الذي في أصله قد يكون مدى تأثيره يساوي صفر defect zero ( كأن يكون ماء وسكر)
وقد أثبتت التجارب الطبية هذا النوع من العلاج .. حيث قاموا بالقسمة بين فريقين من المرضى واعطوا نفس العلاج .. وقيل لفريق من المرضى ان هذا العلاج فقط للتخفيف المؤقت دون العلاج
وآخرون آخبِروا ان هذا العلاج لإزالة ما بهم من مرض.
وبعد مرور وقت التجربة تبين بالفعل ان من أخبروا بانهم سيزول عنهم المرض قد تحسنوا خلافا للفرقة الأخرى التي لم تخبر بذلك.
وذلك بفضل الإيحاء الذي سمعه المرضى المتحسنون.
فهذا ما يحصل عند العلاج بالكتب المقدسة .. العلاج بالإيحاء
يذهب المريض وهو على يقين بقدرة كتابه المقدس على شفاءه فيعلاج بالإيحاء المرزوع به جراء إيمانه بالكتاب
رغم ان الامر ظاهرة طبيعية في فسيولوجيا الإنسان .. إلا ان عجز الاولين عن تفسير هذه الظاهرة الطبيعية جعلهم يظنون ان طاقة العلاج كانت من كتابهم المقدس.
يجدر بالذكر ان القرآن عندما قال ان به شفاء للصدور لم يقصد ان به علاج طبي وانما قصد بذلك ان محتواه يريح الإنسان لبيانه ووضوحه ولتوافق محتوى احكامه مع غريزة الإنسان.
the defender


الاثنين، 28 ديسمبر 2015

التوافق الفكري في الزواج .. ومتى يبلغ الحب أشده

 


 الحب هو ما يحرك الانسان وما يحدد جميع تصرفاته وقناعاته .. في كل شيء يبزغ الحب
كونه المحرك الأساسي للاختيار والتصرف
فالإنسان يقتني مقتنياته التي يحبها .. ويقترب من الإنسان الذي يحبه
الامر الذي جعل الحب اشهر السلوكيات الدوارة بين البشر والتي لا تنطفئ أبدا .. إلا ان الحب ولجاذبيته المُتمناه لدى الكل ..
جعل كثير من الناس يخضعونه لأمور هي في أصلها لايستطيع الحب تحملها .. وإنما على عكس ذلك.. هي هدامه تهدم الحب الذي ظن المحبين انهم سيلتقون ببعضهم به الى الأبد.
ولكي نتجنب معوقات الحب الأبدي (الزواج) لابد ان نضع في نصاب اعيننا المثالية والواقعية
هناك واقع ينبني عليه الحب وهناك خيال يصور حباً لم يُبنى إلا في مخيلة المحبين ومن يدعم التقائهم الأبدي عاطفياً.
الحب هو شيء صغير جدا لايكاد يذكر مقارنة بالعوائق التي تحيط به من عناد وغرور وتكبر وضعف في الذهن أو البدن لدى المحبين.
إلا ان هذا الشيء الصغير قادر على ان يكون عملاقاً يطحن كل العوائق التي كانت تحيط به وتحاصره بل يكفيه بعد تضخمه القدرة على التهام كل تلك العوائق ويجعلها مزايا يتمتع بها هو دون غيره.
ولا يكون ذلك إلا بالتوافق الفكري الذي يعمل على تضخيم الحب و ذلك يكون بمقدار القرائن التي جمعها المحبين بينهم البين .
كل شيء يؤثر في الحب من توافق .. وأكثرها لا يخطر على بال المحبين لحساسية الحب الذي لا يحسن التعامل معه إلا من كان مُقدراً لحساسيته ولغم نفسه بالحب الصحيح المصحوب بعدة قرائن كان قد عمل على جمعها حتى أحب.
هذه القرائن تحتاج الى الوقت الكافي والنضج التام لكي تُجمع فيصل الإنسان بها الى أجمل ما يسير حياته ليحصل على القرين الذي يسلمه الحب الأبدي.
يحبون بعضهما .. يُبارك لهما ويدعموا معنوياً حتى اذا إذا انتهت علاقتهم بالإنفصال او البقاء على مضاضه .. قيل عنهم انهم لم يكونوا لبعضهما
لأن الناس تدفع بالحب نتيجه لعواطف لحظية او لتراكمات جمعوها من حب سينمائي مزيف لم يوجد إلا في مخيلة الفنانين والمخرجين فيعمون الناس بعملهم هذا عن النظر في التوافقيات التي جمعت المحبين .. والتي قد تكون في أصلها قرائن قليلة لاتقف امام عوائق الحب فكان حبهم مبني فقط على نزوات هيجتها توافقيات بسيطة.
اختلاف ذوقهم الفني يحفر في حبهم ..
في الألوان في الاطعمة في الكلام في الموسيقى في الادب في العلاقات الأجتماعية في كل شيء .. لكنهم لا يشعرون ان هذه اوتار تعمل على تجريح الحب الصغير الذي اجتمعوا لأجله.
فالفتاة التي تحب الفن الشعبي في الغناء لاتشعر ان ذوقها الفني يحفر في حب من أحبها الذي يفضل الفن العصري كالتكنو والترانس.
يجلس معها في غرفة واحده وهو يتأفف داخلياً من موسيقاها التي تستمع اليها ويشعر بان هناك شيء لم ينبغي ان يكون ولكنه لايحسن التعبير عنه
انه التوافق الفكري في الفنون .. نعم حتى هو يفعل شيء تجاه الحب .. اما حفراً او بناء رائعا سيأتي ذكره لاحقاً.
احب فتاتي الجميلة .. لكن لا ادري لما اعافها لحظياً .. عندما تاكل ورق العنب او نبات من البحر تعودت تفضيله.
احبه انه رائع .. لكنه مدخن واشعر باني احتاج احيانا ان ابتعد عنه اذا بلغ به التدخين الى درجة تجبرني ان ابتعد عنه.
احبه انه رائع .. لكنه لايشعرني بالراحه عندما يتحدث مع الفتيات .. ولايبدو خجولاً أمامهن
احبه انه رائع .. لكنه لايحسن الإستماع لي
نعم احبه احبه احبه .. ولكن ولكن ولكن
هذا هو التوافق الفكري .. مقدار ما تجمع من (احبه) وما تدفع من (لكن)
والأسوء أن ليس كل (لكن) تحمل نفس وزن (لكن) الاخرى .. فهناك (لكن) قاتل للحب وهو ما لُكِن لدينه او لتوجهاته السياسية والاخلاقية
فعدم التوافق في الدين الذي يشكل منهج متكامل من السلوك والأخلاق يعمل كدرع واقِ للحب ذو طابع النزوة والذي سيذهب بعدها هذا الدرع الموهوم مع ذهاب تلك النزوة.
كذلك الاختلاف السياسي والإنتماء .. والعِرق والاعراف
كلها توافقيات تعمل على زيادة حجم الحب او هدمه ..
إلا ان التوافقات التي تلتقي بين المحبين قد تكون قادرة على دحض الذي لم يلتقوا فيه
فهناك من يجلس مع حبيبته التي احبها لشدة توافقه معها فيرفع صوت الموسيقى التي يكرهها لأجلها
وهناك من ياكل ورق العنب ونبات البحر الذي يكرهه إسعاداً لمن أحبها
وهناك من تكسر بحبها رغبه تدخين من احبته لأجله و يفعل هو ذلك لأجلها
وهناك من يضبط نفسه عند الحديث مع الفتيات لقوة التوافق مع من احبها ولشدة تأثيرها عليه
فذلك هو الحب الأبدي .. الذي يبنى على عدة توافقات تجعل منه من ذلك الشيء الصغير المبني على نزوات لحظية وقرائن سرعان ما تهدم .. الى عملاق يسير حياة المحبين ويسحق كل ما يقف امام مسيرة حبهم
The defender

السبت، 12 ديسمبر 2015

قصة فرعون ما بعد 2011



قصة فرعون ما بعد 2011
منذ آلاف السنين كان لمصر العظيمة ملكاً جباراً بعث الله له نبياً يكف به عن الناس ظلمه .. لكن هذا الملك الظالم استمر على ظلمه وطغيانه وكفره حتى جاء أمر الله فيه ..
ينفلق البحر الهائج الى نصفين بأمر من الله .. فيعبر منه الصالحون حتى يبلغوا مرادهم .. ثم يتبعهم بعد ذلك الفاسدون لينالوا منهم ..
...
لكن تأبى حكمه الله ان يمر هؤولاء من هذا البحر الهائج إلا وان يكون ذلك سبباً في هلاكهم من عند آخرهم ..
فعندما أطبق عليهم البحر قال كبيرهم
آمنت برب موسى ..؟!
لكن رب موسى قال: ( آلان وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين )
ليس الآن يا فرعون .. ليس بعد أن كنت فاسداً تؤمن خوفاً من البحر الهائج .. ردت توبتك وحسابك على رب موسى رب العالمين.
مضت آلاف السنين على هذه القصة الشهيرة التي افني بها احد الملوك وجنوده .. ودارت الأيام حتى جاء عام 2011 بعد الميلاد.
فقامت موجات هائجة مرة أخرى .. لكن لم يكن الماء هو سبب هيجان الموج
بل كان البشر انفسهم هم سبب موج غاضب على ثلة من المفسدين .. فعندما بلغ الموج أشده اعلن الفاسدين والمفسدين توبتهم قبل أن يطبق عليهم هذا البحر الهائج من البشر ..
إلا أن البشر قبلوا توبة هؤولاء الفاسدين والمفسدين ,, وجعلوهم يعودوا بينهم كما لو أن شيء لم يكن.
فتلاطم البحر بينه البين حتى هدءت موجاته .. وعاد الفاسدون والمفسدون بقواربهم الفاخرة يستمتعون بهذا البحر الذي فقد هيجانه .. ليصطادوا ويشربوا وياكلوا من كل خراجاته.

the defender


الخميس، 10 ديسمبر 2015

عمليات التجميل في الإسلام الحِل أم التحريم؟



عمليات التجميل في الإسلام الحل أم التحريم؟
الجمال هو سعي الإنسان الدائم في حياته وهو الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم انه من صفات الله وصح عنه ذلك في صحيح مسلم بأنه قد قال (أن الله جميلٌ يحب الجمال)
فحث الإسلام المسلمين على كل الجميل .. كون هذا ما يوافق غريزة الإنسان التي غُرز عليها
تعددت طرق الجمال ومنافذه .. إلا ان نوع من الجمال وأعظمهم وأعلاهم قيمة وأشدهم حاجة لا يأتي إلا بالصدفة التي هي عليها يسير الخلق ... وهو جمال الخِلقة.
ليس للإنسان ان يختار خلقته وإنما ليس له إلا أن يلقى نفسه على الشكل الذي اختارته له جيناته.
فمن هنا تبدأ رحله الإنسان في البحث عن الجمال ليستوفي به غاية الجمال الذي يجعله ذلك الإنسان الذي يرغب به كل أحد.
فمن القُبح الى المعقول .. ومن المعقول الى الجميل .. ومن الجميل الى الأجمل
كل ذلك لغايات يسعى لها لكي يحقق بها غاية وهي أن يكون محبوباً قادراً على أن ينال ما يريد في حياته ..
إلا أن المؤسف في هذا العالم ان الجمال الخلقي متفاوت ..والاماني كلها بعيدة عن ما وقعت عليه الصدفة .. فما الذي يمكن أن يفعله الإنسان لكي يحقق أمنيته؟ وما رأي الإسلام في سمح به التقدم البشري في عمليات التجميل؟
لا يختلف المؤمنون أن الله هو خالق كل شيء ولا يختلفون انه هو وحده الذي يبتلي.
سمح الله عز وجل ان تخلق نساء جميلات جدا .. ومتوسطات في الجمال .. وقبيحات أيضاً ..
بل حتى انه سمح ان توجد نساء مشوهات في الخِلقة!
تلك هي إرادته التي لا يستطيع ان يناجزه بها أحد ولا أن يحتج عليه بها أحد .. فمن غضب من سماح الله بهذا ان يحصل لن يغير واقع الخلق .. ومن رضي بذلك كذلك هو لن يفعل ..
لكن أولئك الذين علموا طريقة الله في الخلق سيقدرون على التصدي الى البلايا والمصائب والمكائد التي وضعها الله في الكون .. ليبدأو  ملحمه الحياة والصراع للسعي نحو الأفضل.
تجاوزاً للتشوهات الخلقية التي لا يختلف على قبول تصحيحها أحد .. ننعطف نحو حاجة باتت شبه ملحه يسعى لها البشر اليوم بشكل واضح كون فرص الجمال أصبحت اليوم متاحه عمل على تحقيقها خلفاء الله في الأرض.
عمليات التجميل هي عمليات جراحية تعمل على جعل الإنسان يبدو أفضل مما كان عليه بسبب عدم وفره حظه فيما جعلته عليه الجينات.
فتلك التي لقيت حظاً أوفر في جيناتها أصبحت أكثر وأوسع حظاً من تلك التي لم يحالفها الحظ .. لكن تلك المراة التي لم يحالفها الحظ تمتلك منفذاً يوسع لها أفق احلامها وامانيها ..
وهي عمليه تعمل على جعلها أكثر جمالاً لا يختلف الرجل المؤمن والكافر والساقط والخلوق انها بهذا أصبحت جميله وأفضل مما كانت عليه .. فلا يكون إنكار ذلك إلا نفاقاً لغايه خدمه معتقد يخشى ان يصطدم بواقع مايرى ويعقل فتكون عقيدته حاجزاً عما يرغب به هو نفسه عندما يبحث عن شريكه لحياته وهي عند بحثها لشريك حياتها.
فهل يقف الإسلام امام ذلك وهو الذي يقر بأنه دين جمال.
عند النظر بشكل أوسع لما عليه الاسلام ولغايات الإسلام ينظر ان هذا الدين حقاً يعمل على دفع الإنسان الى كل ماهو جميل ..
ولكنه يضطر احيانا الى منع مستحبات في الجمال لكثرة المخاطر التي كانت تحيك حول الجمال عند السعي خلفه .. فمتى زالت المخاطر فتح باب كل ماهو جميل .. في السابق كان السعي الى الجمال خطراً قد يودي بالحياة او يؤدي الى نتائج لا تحمد عقباها فينهى الإسلام عنها خوفاً على الإنسان من الإنهيار والندم ..
فنها عن تكسير الإنسان والتفريق بينهم والوشم لما عليهم من مخاطر على الإنسان .. ونهى عن بعض المحاسن لما كان عليها العرف ُالقديم من معانِ
فكان ينهى عن الضرب بالأرض وإصدار الأصوات عند مشي النساء لما كانت عليه نساء العرب من معانٍ في عصر نشأة الإسلام .. فكان ضرب الأرض يعني إشارة الى البغاء.
لكنه لم يعد كذلك اليوم فمتى ذهبت عله التحريم ذهب معها ماحرم لأجله .. ولكن يبثى المعنى ثابت لايتغير وهو الإبتعاد وتحريم كل ماهو يشير الى البغاء.
فالتجميل الذي نهى الإسلام عنه لم يعد كذلك اليوم لتقدم البشر أشواط ضخمه لاتخطر على بال اعتى فقهاء المؤمنين القدامى الذي قدموا اجتهادات صحيحه تناسب تماماً ما وصلوا اليه ولاتناسب ما وصلت اليه حياتنا اليوم.
فالله عندما خلق الكون خلق للإنسان العواقب والآلام ليجعل من معاناته دراما يستمتع بها عندما يقهر ما قهره عند ضعفه فيشعر بجمال حياته ويستمر في الصراع من اجل البقاء فتحلو بذلك حياته.
وكان من تلك الصراعات صراع صدفه الجمال التي أصبح اليوم للإنسان يد في جعل الإنسان يحصل بجماله على مايريد ..
the defender
--------------------------
هذا المقال للإستاناس ولايعمل به حتى يلقى قبولاً من العلماء المعروفين الذين يؤخذ عنهم العلم والذين تم تزكيتهم من أقرنائهم العلماء.


الاثنين، 16 نوفمبر 2015

ماذا كان علم الجرح والتعديل؟



ماذا كان علم الجرح والتعديل .. تصفية حسابات وغيبة ونميمة؟


الجرح والتعديل هو علم يختص بالتأكد من سلامة النقل في الإسلام حتى لايُحرف ويضيع مع رياح المبالغات والأكاذيب والخطأ.

فعمل المسلمون على تتبع مستوى واهلية من ينقل علوم الإسلام حتى لاينقص في الإسلام شيء أو يزيد عليه ما ليس منه وحققوا بذلك درجات علمية قوية في النقل شهد لها غير المسلمين.
لكن للأسف الشديد ظهر من المسلمين اليوم من يقول بأن هذا العلم هو غيبة ونميمة وانه لايصح ان يُعمل به ولقي هذا الكلام تصفيقاً وتزميراً لدى من يتحمس الى تحليلات المؤامراتية والطعن في علوم المسلمين.
بعيداً عن ذلك كان لهذا العلم الدور الاكبر في تمييز الإسلام عن باقي الديانات فحفظ كتابه من التحريف والزيادة والنقصان.
فبهذا العلم تصدى المسلمون لقراءات خاطئة كثيرة للقرآن كانت قد ظهرت إما بقصد التحريف أو عن جهل في قراءة القرآن.
فكانت قراءات خاطئة للقرآن ستظهر لولا لم يتم تجريح هذه القراءة وصاحبها لو تبين تعمده في هذه القراءة او تجريح قراءته لو ثبت خطئه فيها .. فليس علم الجرح والتعديل يطعن في عداله الانسان كشخصه كما ظن من قبلوا انه غيبة ونميمة .. وإنما هو في أصله تجريح الخطأ أن حصل أو قد يصل الى صاحب الخطأ ان ثبت تعمده لأنه لايمكن لعاقل ان ينقل عمن يعرف كذبه.
فالإمام عبدالرزاق الصنعاني صاحب المصنف موثق في نقله لكنه لم يعد كذلك بعد ان اصيب بالعمى .. فلم يطعن به وإنما اخبروا ان اخباره بعد ان عمي لم تعد كما كان مبصراً وهذا ليس طعناً بشخصه أبداً.
قال تعالى ( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ )
كانت هذه الآية ستحرف تحريفاً له غاية عرقية أو خطأ غير متعمد لو لم يلتفت اليها وسمح ان تنقل هكذا عن كل من قرأها بهذا شكل .. فكانت كلمة (أنفُسِكم) تقرأ (أنفسِكم) أي من النفيس والغالي .. أي كأن نقول أن هذا المعدن نفيس .. وبقراءة انفسكم بهذا المعنى سيعطى معنى خاطئ للقرآن فالله لم يقل ان الرسول نفيس وانما قال انه من قومه.
وبذلك تتحرف الآيات.. لكن الله حفظ كتابه عبر نسائه و رجاله الذين تناقلوه لفظاً ومعنى فلم يطله التحريف بفضل إلهام الله للمؤمنين بعلم الجرح والتعديل.
كذلك في أحاديث رسول الله التي كذب عليه بمئات الألوف من احاديث فوجدت احاديث تخبر بأن رسول الله يعطي امتيازات عرقية وانه يأمر بما يخالف رسالته او تصوره بصور غير لائقه ويأمر بأشياء سخيفة.
فعمل علم الجرح والتعديل على التصدي لأكبر قدر ممكن من هذه الأحاديث .. وعلى الرغم من صعوبة هذا العلم إلا انه تسبب في جعل رسول الله عند المفكرين والفلاسفة شخصية تاريخية عظيمة كما قال عنه الله في القرآن الذي اتى به بسبب مجهود المسلمين في حفظ تراثه العظيم.
وبطبيعة الحال وكما يحصل مع كل الشخصيات التاريخية لصق بالرسول أخبار غريبة وغير معقولة ولاتتناسب مع شخصيته بالمُجمل وهذا لابد منه في شخصيات التاريخ.
فقد لصق بالاسكندر الاكبر من هذه الاخبار ما لايعقل مع واقع سيرته .. ولصق كذلك بأدولف هتلر ما ينافي مايُعرف عنه وبجوتاما بوذا وهارون الرشيد وخالد ابن الوليد وتشي جيفارا والكثير من الشخصيات التاريخية المشهورة أن لم يكن كلها تلقى هذا النوع من الإغراب في الاخبار عنهم ولعل ذلك طابع بشري في النقل في حب الاختلاق والمبالغة.
واخيراً على الرغم من حرص المسلمين في تتبع أحسن الرجال والنساء في النقل .. تبين ان أصح الكتب بعد القرآن في درجه الثبوت وهما صحيح البخاري و صحيح مسلم يعانون من دسائس وغرابات لاتعقل انه يكون شخصاً كالرسول قد قال وفعل ذلك بناءً على مجمل شخصيته وطبيعة تصرفاته من تاريخه وفقا لشهادات معاصريه.
فماذا لو لم يوجد علم الجرح والتعديل؟
لكان لدينا الآن آيات زائدة وقراءات خاطئة ودلالات خارج المقصود والعديد من القرائين وملايين الاحاديث والاخبار لايعرف من أين جائت.
ولضاعات أخبار القرآن وشهاده المعاصرين لأحادثه .. فلن يعرف من هو أبو لهب ولماذا نزلت به آيه وماذا حصل لكي تنزل سورة الكوثر ومن هو الشانئ في الآية .. ومن هو كبيرهم الذي تولى امرهم في سورة النور والكثير من ذلك.
ولكن بفضل الله ورحمته هيئ للإسلام نساء ورجال يحفظون دينه من تحريف العابثين وخطأ الجاهلين.

the defender

الأحد، 1 نوفمبر 2015

روعة الجنس

روعة الجنس

هو الذي يحرك حياتنا ويجعلها أكثر عطفاً وحنان .. هو ذلك الذي يخلق العمل الذي يأتي بنا الى الوجود.
هو الذي يسعى اليه الإنسان في معظم سلوكه دون ان يدري ان ما يحركه كان محركاً جنسياً.
...
يضم الأخ أخته في أفراحها ليعبر لها عن حبه لها .. دون ان يدري ان ما حركه لهذا السلوك كان محركاً جنسياً في تركيبته الفسيولوجية.
الاخت ترى أخوها الصغير يقوم بأشياء لطيفة يغمرها شعور يدفعها الى أن تُقبله وتضمه لها نتيجه لتصرفات لاتعلم هي لما هي قبلته وضمته ..
يسعد الأب والأم ان يروا ابنتهم تفعل ذلك مع اخيها الصغير وان يروا ابنتهم تحب اخاها الصغير وتعطف عليه وتغمره بحنان يقارب حنانهم.
لكن لا احد يدري؟
أن تلك المحركات التي دفعت الأخت الى ان تفعل ذلك مع أخيها .. كان محركاً جنسياً.
لان الجنس عُرف باتجاه محدد لا احد يفكر في ان يتعمق في علاقته بتصرفات الإنسان .. وحتى الذين عرفوا جنبوا المجتمع تلك الحقيقة حتى لا يضطرب هذا السلوك الإنساني الجميل الذي يحرك عواطفنا.
في الدين اعتبر أمراً مقدساً نؤجر عليه عندما نثيره على قدر احتياجنا له في تعزيز عملاً إنسانيا تزيد على إثره المحبة ..
فحث على حب الأبناء والتعامل معهم بحنان على ان يحرك الانسان محركه الجنسي الذي يدفعه الى الحنان بمقدرا يحقق حب الأبناء بالقدر الذي لايتعدى الأبوة والامومة.
وحتى عندما يزداد الجنس عُمقاُ مع من يمكن أن يحرك الجنس امامه بشكل أعمق من غيره حث الدين على أن يتعاطى الزوجين مع هذا السلوك بمودة ورحمة ..
ولم ينكر ابداً على الجنس هالته وقدسيته في نفس الإنسان بل عززه وكرمه ..
إلا أن انحراف الغرائز وتطورها نتيجة لعوامل كان لابد ان تُكبح وتدفن .. أصبح هذا السلوك الرحيم والعاطفي يثير قلق البشر.
فاصبح يضرب به بعض الامثال التي تحطم قدسيته في نفس الإنسان مما دفع البعض الى ربط الجنس بسلوك الحيوان .. بدل ان يقنن ويُعرف على وجهه الصحيح ودوره في سلوك الإنسان.
بل أدى بالبعض ممن بلغهم ان الإنسان في حياته الثانية سيكون الجنس مرافقاً له في تلك الحياة الى القول بتكذيب وتطهير كل ما يؤدي الى مرافقة الجنس الى تلك الحياة التي سميت الجنة.
رغم ان الجنس انزل الجنة الى الحياة الاولى قبل الثانية
فلا ينبغي لنا ذلك .. بل ينبغي ان نعرف جانبه الرباني والإنساني في حياتنا لنشعر بروعته

the defender

الثلاثاء، 27 أكتوبر 2015

تعدد الزوجات و واقع فطرة النساء؟



تعدد الزوجات و واقع فطرة النساء؟

التعدد القضية التي شغلت بال عقلاء المسلمين في كافة أنحاء العالم كونها تشغل وتر حساس في الاخلاق ..  وفي التركيبة الخُلقية للإنسان والتي بذلك تمس صدقيه محمد عليه السلام وتبعيه القرآن الذي أتى به من خالق الكون ..


لأن خالق الكون لابد أن لايخطئ في صنيعته .. ولنفهم ذلك لابد ان نحدد زوايا مهمه في هذا الحديث.


القرآن جاء هُدى للمجتمع وخطه محكمه لاصلاحه وحمايته .. وتشريعاته جائت على فطرة الانسان فلاتخالفه ابدا ..


الا ان هذه القضية مصطدمة مع فطرة النساء .. الأمر الذي يوحي أمرين على ذلك


 فإما ان هناك فهماً خاطئاً للقرآن .. أو ان ما بين أيدينا من ليس لصانع الكون لمخالفته ماهو ظاهر تماماً لكل البشر ..


ولنعيد فهمنا لابد ان نفهم القرآن فهماً غائياً (بالغايات) وانه جاء ليحقق غايات البشر جميعاً وليس طرف على طرف ..
ولنبدأ اولاً من خارج القرآن ..


في السابق كانت المرأة ثانوية في المجتمع .. ليس لها رأي في الدين او في السياسة وفي الحياة عموما الا في جوانب بسيطة لاتكاد تذكر فكانت تغلب على حقيقتها فتقبل ما لاتقبله فطرتها ..


فالاحتجاج بفترة اخبرنا التاريخ ان دور المراة فيها كان مهمشاً غير مؤثر في الحياة لايصح .. فلايساعد ماضيها على فهم الحقيقة على وجهها الصحيح كأن نقول قبلت به النساء منذ مدة فلماذا اليوم؟ ..
والنساء مازالو يعيشون ونستطيع ان نأخذ برأيهن الذي يعكس حقيقة فطرتهن تجاه تعدد الزوجات ..


أصبح النساء اكثر فعالية وجرءة في إبداء الحقائق الامر الذي يوضح أن فهم سلفنا كان خاطئا تجاههن ولاينبغي الاسترشاد به في هذه المسئلة .. فسلفنا تعاطوا بمعطيات عصرهم البسيطة جدا وبأخلاقيات لايٌعتبر بها اليوم وفق القيم الحديثة فربما لهم العذر وليس لنا ذلك لتقدمنا علمياً واخلاقيا فلابد نصحح مفاهيمنا مادمنا بهذ الرقي الاخلاقي والمعرفي عنهم ..


وبعلم الكل .. نعرف ان النساء تقريبا وبما يصل الى الاجماع التام نجد انهن يرفضن التعدد ويعتبرنه انحرافاً أخلاقيا .. و كما تعلمون اليوم أنهن مكافئات للرجال في الاخلاق والقيم والعلم ولم يعد هناك تفاضل كالسابق بل رأيهن هنا اقوى كونهن صاحبات الشأن ..

خلقتهن كرجال تماما يرفضن هذا العمل وعلى ذلك نسمع قصص تهدم البيوت نتيجه هذه التشريعات التي لامناص انها ضد فطرة النساء.


وبتطور العلوم الاجتماعية سيوضع القرآن في موقف محرج بسبب مخالفته لحقائق الحياة .. وعلى ذلك ستتسائل النساء .. من كتب القرآن؟

القرآن لم ينزل لصالح الرجال ويغلبهم على النساء في وتر حساس كهذا .. فالرجل لايستطيع ان يتخيل نفسه في موضع كالمرأة كأن يرى زوجته مع زوجها الآخر!
والنساء يقولون لنا ذلك انهن لايستطعن رؤية ازواجهن مع نساء اخريات .. فلماذا لانعتبر بقولهن وهن يصرحن لنا بذلك.


هنا معضلة على القرآن لابد من حلها .. فالقرآن لابد ان يوافق خِلقة النساء والا فالترجيح الأقوى سيكون لصالح عدم تبعيته لخالق الكون وانه كتب بواسطة رجال في عصور متأخره  ..

فما المشكلة ولماذا يبيح القرآن أمراً ضده جل النساء اللاتي لهن كامل الحرية في ابدء الرأي ولايقف امامهن ظرف يجبرهن على اختيار امر محدد او اعتراف يخالف ما تضمره في نفسها كتمجيدها لدينها او تقدمها في السن في مجتمع يبحث عن الصغيرات وما الى ذلك مما يعكر الرأي الحقيقي لهن ..


ما ذهبت اليه .. ان القرآن عندما ابدا اباحتها كان ذلك لظروف خاصه مرت بها البشرية وانتهت في العصر الحديث .. ولايعود الا عندما تنتكس البشرية فيضطرون ان يقدمو تنازلات لم يحسبوا لها حساباً ..
ومن مثل ما ذكره القرآن وعفى عنه التاريخ هو ملك اليمين .. فملك اليمين عُرف بشري وجد قبل القرآن وانتهى فانتهى حكم الله القرآني فيه لتقدم حكم اخلاقي ينفي حتى التهذيب المذكور في القرآن.
فالاسلام هذب ملك اليمين وجاء التاريخ ليقدم ماهو أفضل من ذلك فأعفى المسئلة من أصلها .. وبفهمنا للغايات علمنا ان الإلغاء يحقق غايات القرآن فعطلنا النص القرآني تجاه ملك اليمين وتمسكنا بالعٌرف الحديث الذي يحقق الغاية القرآنية التي كان يرمي لها بقوله بالتهذيب ..
كذلك تعدد الزوجات فمع تقدم العلوم الاجتماعية والاخلاقية وتقدم دور المرأة في الحياة علمنا منهن ومن العلم الحديث ان القرآن لايوافق فطرة النساء .. فلابد ان يكون ذكره لهذا التشريع ظرفي في ظل نكسة مجتمعية تجبر البشرية على التعامل مع تلك التشريعات .. وبتتبع الظرف التاريخي واعمال وأقوال صاحب القرآن محمد صلى الله عليه وسلم نجد انه يتعامل مع التعدد في ظل نكسه تعاني منها دولته .. فالرسول عاش فترة قتاليه يُقتل بها رجاله وتتشتت بها نساء دولته
فحث أصحابه على الزواج من المطلقات والارامل واعطاهم رتبه الجهاد في هذه الاعمال .. ولم يشرع ذلك تحقيقاً لرغائب الرجال .. بل حتى هو يقول عنه اهل الاختصاص ان جميع زوجاته كانت لاسباب سياسية وكلهن متزوجات مطلقات وارامل عدا عائشة فعمرها وقصتها لانستطيع ان نحتج بها لشدة اضطراب رواياتها فلا نعرف عمرها ولاسبب حقيقة زواجه منها او كونها متزوجه من قبل او لا ..
ولكن الثابت لدينا ان زوجاته مطلقات وارامل ولاسباب سياسية فاعماله اضطرارية وفق لما حصل له.
فالرسول كان يتصرف في ظل نكسه مجتمعيه وذلك واضح من توجهاته القولية والعملية واعترافه بحبه لخديجة فقط امام زوجاته .. فلذلك لايصح ان نتبع الرسول في ظل وجود علتان هنا:
انه يتعامل لظرف خاص .. وايضا في ظل سياسه
ففهمنا الذي ذهبنا اليه هنا ليس من السنة النبوية .. فالرسول قال عنه اهل العلم انه لايتبع في امور الدنيا كالطب والزراعة وامور الحياة الشخصية ومن بينها السياسة كونها ظرفية ..
والأكبر من ذلك ما تخبرنا به النساء .. وما نعرفه أيضاً ان القرآن جاء للنساء وللرجال معاً وليس لصالح نوع على نوع ..


فالمسئلة ليست شائكة في فهمها وإنما مشكلتها تكمن في تغييب ما يخبرنا به صاحب الشأن وهي المرأة وإغفال الجانب العلمي في فهم الامور كعلم الاجتماع والنفس وما الى ذلكم ما يوضح غايات القرآن
وأيضا الظن ان القرآن عندما يذكر شيئا فأنه يحرض عليه او يتمناه ويرغب به وهذا غير صحيح أبداً..
فتعدد الزوجات لابد ان يتعامل معه كملك اليمين اي ان يتم ايقافه سريعا من قبل علمائنا ونخبة مجتمعاتنا .. ولايباح الا في ظل نكسة مجتمعيه حقيقية يقدرها النخبة من المجتمع فيقدم النساء والرجال تنازلات لصالح المجتمع كاملا ..

-----------
The defender


إيقاظ الحكمة من وحل التحريف



إيقاظ الحكمة من وحل التحريف
منذ تأصيلها في عصر اليونان الذهبي اعطيت مسمى عميقاُ وهو فيلو وتعني (محبة) وسوفيا (الحكمة)
أي حب الحكمة .. إلا ان هذه المهارة التي تحتاج إدراكاً عميقاُ للعلوم لكي يحصل الإنسان على لقبها (فيلسوف) أصبحت الآن في مرمى عبثي سحب هالتها وجعلها عالة على ادراك الامور وفق غاياتها ..
كانت الفلسفة بطبيعة عملها تعمل على احاطة الشيء من عدة جوانبه .. فكانت تقتضي طرح السؤال المنطقي والبحث حول الأسئلة الصعبة كصفات الخالق وطريقة عمل الكون وحرية العقل ..
وتمددت الفلسفة لتصل الى عدة علوم حديثة تشعبت طرقها واصبحت الفلسفة بطبيعة عملها ركناً اساسياً في تأليف موسوعات فلسفية تحيط بالعلوم من عدة جوانب وتربط مايمكن ربطه حتى تحيط به من عده جوانب تحقق غاية الحكمة التي وجدت الفلسفة لأجلها ..
ولكن ..
لم تسلم الفلسفة من التحريف وتعمد إساءة استخدامها في امور لا علاقة لها بالحكمة ..
انحنت الفلسفة - بالذات عند الشابات والشباب العربي - الى الظن أن الفلسفة تعني احاطة المسئلة بالغموض؟
فظهر تُجار الكتاب ليشتغلوا على هذا المنحنى المُحرف للفلسفة كون العامة تبجل هذا النوع من الفلسفة - وما هو بفلسفة - فاصبح هذا التحريف للحكمة سائد في مجتمعاتنا ..
وهنا ينبغي أن نتسائل .. أين وجه الحكمة في خلق الغموض؟
يكتب أحدهم:
(كفرَ المعبد حينما ساوى بين التي سلب الحب بكارتها .. و بين التي أحبت سلب بكارتها)
بغض النظر عن الفكرة التي يعمد الكاتب الى إيصالها .. لكن هذا الكم الهائل من خلق الغموض لايعبر عن أي وجه حكمه ..
وانما محاولة لتلبيس فكرة كان يمكن إيصالها الى شريحة أكبر للناس مما هي عليها الآن بهذه الحُلة التشكيلية التي تقصد الكاتب بها الإستعراض على جمهوره.
لم تعرف الفلسفة اي الحكمة على هذا النحو من التلبيس والغموض والربط الغير منطقي و الابتزازي .. وانما عرفت على نحو ابعد من هذا بكثير
عرفت على انها احاطه الشيء من عده جوانبه .. فالفيلسوف هو الذي يؤلف كتاباً عن الجنس - مثلا - يحيط به من عده منافذ فسيولوجية واجتماعية وأخلاقية .. فيقال هذا كتاب لفلان في فلسفة الجنس.
.. ولايعمد ابداً على خلق غموض في مؤلفاته ولايقال على هؤولاء فلاسفة ..
قد يقول الفيلسوف مقولة لاغموض بها ولكنها تحمل معانِ عميقة كقول الفيلسوف الملحد الشهير كارل ماركس
( إذا أردت أن تعرف مدى تقدم مجتمع ما، فانظر إلى وضع المرأة )
هنا لاغموض ويفهمه الجميع ويقدم على اثره حكمه واضحه المقصود ويندرج تحت هذه المقولة الفلسفية مئات التسائلات حول المراة وينشأ على اثر مقولته فلسفات تعني بدور المراة في المجتمع وتاخره بتاخرها ..
فلذلك لاينبغي ان تنحني الفلسفة لدينا بشكل يخالف الهدف الذي وجدت له الفلسفة .. فتصبح غموض وتشكيل وخلط غير منطقي ..
بل تبقى وسيلة تحقق اقصى منفعه للعلوم كما اُريد لها ..
the defender


الخميس، 15 أكتوبر 2015

العفة بين الجمال والإثارة .. محاولة للفهم بشكل أوسع وفق غايات الإسلام



العفة بين الجمال والإثارة .. محاولة للفهم بشكل أوسع وفقاً لغايات الإسلام


اسمحوا لي اخواتي العزيزات ان ابدأ لكن بهذه المقدمة ..

ان هذا الموضوع اختي الكريمة يعمد كثيرون ممن يحاولون كسب صداقتكن الى التلاعب بمقاصد الله في الإسلام لحاجات في نفوسهم فيعملون على تكذيب جمهره المسلمين والطعن في علمهم ونواياهم .. وتكن نيتهم من إثارة هذه المسئلة موجهه الى إرضاء شريحة محددة من النساء بقصد كسب رضاهن على حساب مقصد شرع الله وهذا كفر صريح لانه تعمد التبديل خلاف المقصود.
ولله الحمد لا أفعل ذلك معكن لانني احترمكم كإنسان مكافئ للرجل بالعقل والتكليف ..
فما اكتب لكي الأن هو محاولة لفهم المسئلة وفق ما اعتقد انه يقارب مقصد الله عز وجل.
--

لا يخفى على كل مسلم ومسلمة أن الإسلام يأمر بالعفة في ظل طاقة الإنسان ولايحمل الإنسان ما لايطيق .. فما يشرعه الله لنا هو الأصلح لنا والأخير والأقل كٌلفة في جوانب الحياة.
شرع الإسلام الحجاب الذي كان موجوداً قبل الإسلام بين نساء العرب وغير العرب ولكنه يسمى عند العرب بالحجاب ..
وللأسف يروج بعض المتعالون على علماء المسلمين الذين سبقونا بالإيمان ان الحجاب لايعني غطاء الرأس ويغوصون في اللغويات ظناً منهم ان هذا خفي على فطاحلة اللغة من المسلمين!
وكما أخبرتكم سابقاً ان الاصطلاح هو من يحدد المعنى فالعرب اصطلحوا قديما قبل الإسلام الحجاب على أنه الغطاء الذي يغطي رأس المرأة ويسمى بمسميات أخرى عند غير العرب ((حتى النقاب كان موجوداً عند الإغرقيات قبل الإسلام في أيام وثنية الروم) ..
ولكن هل قصد الإسلام ان تغطي المرأة رأسها وهل أمر الرسول بذلك.
لنعرف ذلك نحن بحاجه الى العودة الى فهم الإسلام كما فهمه السلف الصالح من المسلمين الذي امرنا الله باتباعهم والسير على نهجهم حتى تستمر عجلة توارث الإسلام وفق الغايات الصحيحة التي ارادها الله بالإسلام.
لكن حتى لا نقع في الخطأ الذي وقعت به بعض الجماعات التي تتبع السلف الصالح .. علينا ان نفرق بين الإتباع بالنتائج وبين الإتباع في المنهجية .. فهذا الخطأ يقع به بعض المسلمون وهو انهم يتبعون النتائج التي وصل لها السلف الصالح و تكون في ظل زماناً ومكاناً محدد لايصلح اليوم .
ففي مسئلة الحجاب نجد سلف المسلمين يختلفون بالحجاب خلافاً لما كان عليه الحجاب الحقيقي الذي وجد قبل الإسلام.
والسبب انهم يعلمون ان الغاية من فرض الحجاب هو إخفاء المفاتن وليس شيئاً محدد وهو الرأس كما سماه العرب قبل الإسلام.
فنجد ممن هم أهل علم يختلفون فيما اذا كان على المراة ان تغطي وجهها فقط .. وبعضهم شعرها مع وجهها وترك العينين .. وبعضهم وجهها وشعرها وعينيها أيضاً وبعضهم سمح بعيناً واحداً.
والسبب انهم يريدون ان يخفوا موطن الإثارة في المرأة حسب علمهم بماهو مثير وما يعتبر في زمانهم ومكانهم شيئاً مثير .. فيبدو ان زمانهم ومكانهم كان يفتتن الرجال حتى بشعر المرأة .. إلا ان الاعتياد والصدام الحضاري سحب هذا النوع من الإثارة وبشكل واضح كما ترون اليوم.
ومن هنا سنلتقط من السلف الصالح هذه المنهجية لنشكل فقهاً مطوراً مبني على اسس العصر الحديث الذي ازدهر به علم الاجتماع والجنس وما الى ذلك من علوم نستطيع من خلالها الإستعانة بها لتحقيق الغاية الإسلامية التي تعامل بها المسلمين سابقاً .. فقد تصرفوا وفقاً لمجتمعاتهم وزمانهم ومكانهم ولكن بمحدوديه نتيجه لمعطيات العصر الذي بنوا فقهم عليه.
وأبدأ الان بالتفريق بين أمرين اعتقد انه يٌخلط بينهما وهم مختلفين وهم:
الإثارة والجمال
فالمرأة بها مواطن مثيرة في جسدها لايختلف البشر بالأغلبية الساحقة على أنه إثاره كالفخذ والثديين والبطن مثلاً .. ولو تسائلنا وفق معطياتنا العلمية الحديثة اليوم هل يعد الرجل شعر المرأة مثيراً؟
نرى انه لا .. بل أقرب الى ما يوصف انه من الجمال .. وبظني ان الإسلام في مقاصده يعني حجب الإثارة وليس الجمال كون الجمال يٌسير حياة المرأة والرجل وفق ما يتمنون ..
والجمال لايثير الشهوة وإنما يثير الإعجاب لطالما بقي المعجب لايدفع بإعجابه الى خلاف مايرى من جمال.
وبالعودة الى دور العلوم ومساهمتها في معرفة مواطن الإثارة .. و بتطور علم الجنس وتحوله الى مكتوب ومدروس في أرقى الجامعات .. أشير لكم الى احد الأبحاث التي تساهم في فهم مقاصد الحجب .. وهي دراسة في جامعة واشنطن (وقامت على ذلك دراسات اخرى في نفس الموضوع) عن دور جاذبية قدم المرأة عند الرجال فوجد انه منتشر بشدة وهناك تقرير على موقع MBC وغيره من المواقع عن هذه الدراسة تستطيعون الإطلاع عليها.
وبعلم المسلمة لهذه العلوم الحديثة تعرف من خلالها ما الذي تحجب ومتى وأين؟
فخلاصة ما اعتقده ان الإسلام يدعوا الى إخفاء ما هو مثير حسب ما يثبته العلم أو العٌرف انه في الغالب مثير.
وليس ان تحجب المرأة جمالها كاملاً وتكون بذلك قد كلفت ما لاتطيق كضياع فرصها في الزواج أو العمل.
ونتيجه للأقصاء هذا يحصل في بعض المجتمعات التي تتبنى الحجب الكامل اختلال في المجتمع فيظهر به بعض العوار كانتشار الشذوذ وتأخر الزواج عند النساء وفشل دمج المرأة في العمل .. ويصعب ان يكون شرع الله هو من يتحمل هذا الوزر ..
ولنتأكد من ان شرع الإسلام بالفعل يتبدل بتغير الزمان نرى سيدنا عمر ابن الخطاب - رضي الله عنه - يوقف آية بحد ذاتها لتغير الظرفية التي تسمح بتنفيذ الآية.
وأيضاً نرى تصرف علماء المسلمين بالحجاب ليصلوا الى غاية الحجب التي قصدها الإسلام.
فلما لايتغير عملاً في فقه آية نتيجة لتغير المكان والزمان .. خصوصا اننا علمنا ان هذا ممكن في الإسلام وعند كبار المؤمنين الذين يقاربون فترة نزول القرآن.
the defender
---------------------------------------
هذا المقال للإستأناس ولايعمل به حتى ينظر به مختص تمت تزكيته من أقرنائه العلماء


الثلاثاء، 13 أكتوبر 2015

كلمات غير عربية في القرآن؟!

 

كلمات غير عربية في القرآن؟!

في البداية اعيد واذكركم اخواني وأخواتي في مسئلة وهي التأني وعدم الإنبهار سريعاً في كل ما تقرأ وتسمع .. لإنه في معظم ما يتم تدويره هو إحياء لمسائل قديمة أو أمراً معروف عند معظم كبار جمهور العلماء ..

واليوم انقل لكم شيء صُدم الكثيرون به رغم انه مألوف ومعروف ..
وهي كلمات ذات أصول غير عربية في القرآن وفي لسان العرب كله بالعموم .

فاللغة بطبيعتها ليس لها ملكاً يقوم بمراقبة الكلمات ويمنع دخول اي كلمة تستعمل بين البشر لأشياء محددة يتعارفون عليها ..

فمثلاً كلمة بنك اليوم أصبحت كلمة عربية يعرفه كل العرب وهي مرادفة لكلمة مصرف .. وكلمة بنك دخلت بواسطة العرف البشري بين البشر الى لسانهم فاصبحت من لسانهم ..

وهذا العرف البشري قديم بقدم البشرية.
فالكلمات تنتقل بين البشر حسب ظروف محدده تسمح للكلمة ان تنتشر بينهم ..

و القرآن نزل بلسان العرب وليس بلسان الآلهة كما يظن البعض فيعمل على طلسمة القرآن ويختلق معان من مخيلته للقرآن ويدفع بذلك مؤيديه الى الظن ان القرآن له لسان خاص وكلمات لاتعرف .. كلا صاحب القرآن يقول بلسان عربي مبين أي واضح يفهمه كل من يتكلم العربية.

وبحكم ان القرآن نزل بلسان عربي فأنه بطبيعه الحال سيكون بما يتداوله لسان العرب .. وبفهمكم لطبيعة اللغة وكيفية انتقالها وكيفية تكون اللغة العربية وتطورها بفعل الصدام الحضاري ستكونوا الآن قادرون على فهم معنى عربية القرآن .. وهي لو اردت ان اقدم لها مصطلحا يساعدكم في الحصول على صورة أوضح .. فأنني أقول
ان عربية القرآن تعني انه جاء بمايتداول على لسان العرب سواء كانت الكلمة احدثها العرب او انتقلت لهم من لغات اخرى ..

وحتى اضعكم في صورة اوضح تبين لكم أنه ايضا هناك كلمات تستخدمونها اليوم ليست في اصلها عربية وانما مهاجرة لكم من لغات اخرى لكنها عربت بالاستعمال .. ومتواجدة كذلك بالقرآن وبكثرة

فقوله تعالى ( انه اواه حليم) تعني انه مؤمن حليم فكمة اواه انتقلت الى العرب من الحبشة وتعني المؤمن ..

وفي قوله تعالى (طه) تعني يا رجل اما بالسريانية او النبطية او الحبشية والارجح السريانية عن ابن عباس ..

وكذلك القسطاس كلمة رومية تعني الميزان ..

والكثير من الكلمات التي يعرفها العرب قبل الإسلام وبعده .. ولكن بُعد الناس عن القراءة و اتباعهم لمن لايعرف له علم خصوصا في عصر الإنترنت جعلهم ينظرون الى الامر بغرابه ..

ومرة اخرى احذركم اخواني وأخواتي من سرعه التهور في كل العلوم ..

فهذا هو السيوطي رحمه الله متوفى قبل أكثر من 700 سنة ويعرف ان كلمات القرآن لها اصول نبطية ورومية وحبشية وفارسية وليس له مثلكم انترنت او تلفزيون ومع ذلك يعرف ويؤلف كتاباً عن ذلك .. وحتى من عاصروا الرسول يعرفون ذلك ولا احد يهتم بحكم طبيعة اللسان البشري .. فزيد ابن ثابت يتقن السريانية اصلا ولم يعلق على كلمات القرآن .. لانها اصلا معربة ومرسومه بالعربي وبالنطق العربي تعرف عند العرب ..

فالأمر لايحتاج الا نظره بسيطة في التاريخ وفي كتب العلماء لتعرف ان ما فاجئكي وفاجئك عرفه من قبلك الكثير من الامم ..

انظر\ـي الصور المرفقة .. قمت بتصويرها من هاتفي

the defender

 
 
 




























 

الجمعة، 18 سبتمبر 2015

الكتاب والقرآن .. بعيداً عن الخداع التجاري


ما هو الكتاب الذي ذكره الله في القرآن؟

مع ازدهار سبل العيش وكسب المال في ظل العولمة وتمدد وسائل الكسب .. لقي الكسب عبر النشاط الذهني نشاطاً واسعا في العالم .. فانتشرت صحف العلوم والأدب والقصص وكل ما يسير عبر الأنشطة الذهنية ..

في الجانب المظلم لهذه السُبل في التكسب ونشر المعرفة انتشرت أيضاً العلوم الزائفة والأكاذيب والخداع لجذب أكبر عدد من المهتمين بهذا النوع من الغرائب ولقي عند الشباب المسلم أرضاً خصبه لحماستهم في تبديل مقاصد الله في القرآن خاصة .. لان الدعاية المضادة للإسلام نحجت في زرع الخيبة والإحراج من آيات القرآن في نفوس نسبة لابأس بها من العامة وأصبحوا يظنون ان القرآن يحتاج لمن يسعفه من هذا الأحراج ..

وعلى ذلك لم يسلم القرآن من تلك السبل في التكسب .. بل كان أحد ابرز الكتب التي لقيت وسيلة لكسب الشهرة والمال على حساب ماقصده الله تعالى في كتابه ..

رغم تعدد المطاعن التي لقيها القرآن من هذه الوسائل إلا إنني أجد نفسي مضطراً أن أذكر لكم واحد من تلك التلاعبات في كتاب الله وهي كلمة - الكتاب - في القرآن والتمدد بها خارج المقصود لتأليف كتاب يدر على مؤلفه عوائد مالية وشهرة لايراعي به حرمه التلاعب بكلام الله تعالى ..

فما هو الكتاب الذي ذكره الله في القرآن؟

يقول الله تعالى: (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من متدكر)

يخبرنا الله تعالى صراحة انه يسر القرآن وجعله سهلاً لاعوج فيه ولا ألغاز ..

ويقول تعالى أيضاً: ( نزل به الروح الأمين (أي جبريل) .. على قلبك لتكون من المنذرين .. بلسان عربي مبين)

يقول تعالى لنا انه بلسان عربي مبين اي واضح وبين ..

فلماذا لا نصدق الله؟

لو أخبرت أن أحدا أصابه مرض وطلب من والده العلاج لعلمه أن والده يعلم بعلاجه فأرسل الأب ابنه الأخر رسولاً لأخيه ليخبره أن أبوهما قال ان العلاج هو:
Glow Dragon P Zero One AI

هل سيكون هذا الأب الذي يقول لابنه ذلك أباً محباً لابنه ام مراوغا مخادعاً .. وهل يؤخذ منه علم أو
أمان وهو يفعل لك؟

فكيف ينسب إلى الله تعالى مراوغه على هذا النحو من التلاعب في التوجيه والإخبار؟

فلنعد الى الكتاب لنكتشف أن القرآن لا مراوغة او تعقيد فيه تماماً كما ذكره الله عن القرآن ..

الكتاب هو كل كتاب مقدس انزله الله من قرآن وإنجيل وتوراة وزبور وغيره أو لم ينزله كاللوح المحفوظ .. وهذا يُعرف بوضوح من القرآن

يقول تعالى :

(فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ..)

الكتب المقصودة هنا هم الإنجيل والتوراة وكل ما حرف من كتب مقدسة لله

يقول تعالى :

( وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب .. )

الكتب هنا هم الإنجيل والتوراة

يقول تعالى :

(نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة والانجيل)

الكتاب هنا القرآن

يقول تعالى :

(أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ۗ إِنَّ ذَٰلِكَ فِي كِتَابٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ)

الكتاب هنا اللوح المحفوظ

يقول تعالى :

(وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)

هنا دلاله على ان الكتاب هو كل الكتب المقدسة المنسوبة الى الله أنزلت او لم تنزل كما ظهر في الاية السابقة ..

يقول تعالى :

(واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا)

هنا الكتاب واضحاً جلياً انه القرآن مرة أخرى

وأمثلة كثيرة لايسعني ان احصرها كلها ولكم ان تنظروا في القرآن لتعلموا ان القرآن ليس طلاسم وشعوذات بل هو واضح مبين كما أخبرنا الله تعالى عنه ..

وتذكروا ان القرآن ميسر وليس معقد وهذا ما اخبرنا الله به .. فكلما وجدت تعسفاً في تفسير ما هو واضح فعلم انه يتعمد الخروج عن المقصود لاسباب خارجه عما يريده الله


اللغة والاصطلاح القاعدة الذهبية المفقودة


 

اللغة والأصطلاح القاعدة الذهبية المفقودة؟

كلما اتصفح منشورات مواقع التواصل لابد ان اصطدم بمخادع او محتال لا يعرف له علم يبيع بضاعته للمتحمسين من الشباب والشابات الذين يبحثون عنما يشبع لهم حاجاتهم النفسية وقصورهم في الفهم .. فمن ينكر لهم علماً او عملاً في الدين اعتبروه مصلحاً كبيراً خلصهم من قيود التبعية ..

وطبعاً لايريدون أن يعرفوا أو يسمعوا اي شيء يقدح بمن اتبعوه فقد حقق لهم امانيهم التي لطالما حلموا بها بعيداً عن صدقية ما قبلوه عنه .. فهم يعلمون انهم لو عرضوا بطلهم على الأكفاء وأصحاب الدرجات العلمية سيتهدم عليهم ذلك الوثن الذي حقق أمنياتهم التافهة .. واختاروا بذلك الكفر على الإثم

لانهم نسيوا ان انكار ما يترجح إثبوته في الدين كفر .. والتقاعس عن ما يترجح ثبوته إثم

والإنسان معذور بجهله لكنه ليس معذوراً بكفره ..

أذكركم بما كنتم تدرسونه وأنتم صغار وكبرتم عليه ولايزال يدرس في كافة مدراس وجامعات العالم وهو من أسس التعلم ..

.. اللغة والإصطلاح ..

الذي يخطئ به الكثيرون وتتسرب لهم أفكار ومعلومات مغلوطة نتيجة هذا الخطأ الفادح الذي يجهلونه او يتجاهلونه ..

عندما تدرس في الفيزياء عن شيء ستجد ان اول شيء يستفتح به بعد العنوان هو ذكر الشيء لغة واصطلاحاً

فمثلاً المادة في الفيزياء تعريفها يكون كتالي:
لغة: الزيادة المتصلة
اصطلاحاً: هي أصل الأشياء والمكون لكل شيء ولها ثلاث صور هم الصلبة والغازية والسائلة

فعندما يشرح لك المعلم أو الدكتور المادة في الفيزياء هل بظنكم انه سيشرحها لكم بالمعنى اللغوي أو الأصطلاحي؟

طبعاً بالأصطلاحي .. لايمكن ان تجد معلماً او دكتوراً في الفيزياء يشرح لك المادة بالمعنى اللغوي ويقول المادة هي الزيادة والامداد وهي للجذر اللغوي (مد) ويبحر في شرح المادة على هذا النحو .. هذه حماقه علمية وادبية فلايمكن ان ترى ذلك .

الالحاد كمثلا آخر ..

الإلحاد لغة هو الميل
واصطلاحاً في المعنى الفقهي هو الميل عن الحق
واصطلاحا في المعنى الادبي والعلمي هو عدم التصديق بوجود إله

وبفهمك الان للغة والاصطلاح .. هل تعتقد - مثلاً - ان البروفيسور ريتشارد دوكنز الملحد يقصد انه ملحد بالمعنى اللغوي اي انه يعتقد بالميل؟

او بالاصطلاح الفقهي انه المائل عن الحق؟
كلا هو يقصد وكل الملاحدة بالمعنى الاصطلاحي الادبي والعلمي انهم لايصدقون بوجود إله

وفي الدين نجد الصلاة لغة هي الدعاء

واصطلاحاً حركات ومواقيت وقراءات تعبدية فهي أقوال وأفعال ..

أو اي اصطلاح يوافق ما صكه الدين المقصود عن صلاته ..

فكل دين له مصطلح مختلف في الصلاة واللغوي ليس له موضع في شرح وتبيين ماهية صلاة الديانة ..

لكن مع الأسف الشديد وجد من المسلمين فقط من قرأ الصلاة في القرآن وأعتبرها بالمعنى اللغوي وترك أعمال الرُسل التي بينوا ماهية صلاة وانكر على اتباع ديانته وعلى سلفه ما اخذوه عن مؤسس الديانة واعتبر نفسه اكتشف اكتشافاً عظيماً؟!

والحج لغة القصد واصطلاحاً مناسك تعبدية علمها الرُسل المؤمنون وهكذا ..

مثال آخر عن اللغة والاصطلاح في العلم .. يخطأ به شبابنا وشاباتنا كثيراً ويظهرون بمظاهر محرجة أمام بقية الأمم ..

النظرية لغة واصطلاحاً ..

النظرية لغة من النظر ويقال نظر الى الشيء اي ابصره

واصطلاحاً في الاوساط العلمية تعني: شواهد وقرائن علمية مطلقة او جزئية على قضية علمية محددة لم يتم التوصل الى جميع قرائنها لتعتبر حقيقة مطلقة ولكنها تحمل حقائق علمية وشاوهد مجمعة داعمه لها ( مصطلح من تصرفي للأختصار)

شبابنا وشاباتنا يتعكرون في الاوساط العلمية بسبب تبنيهم تصورات عن النظرية بالمفهوم اللغوي ولذلك يتخبطون كونهم لايستخدمون المصطلح العلمي الصحيح المستخدم في الوسط العلمي للنظرية

فتذكروا هذه القاعدة العامة والمعهودة في الفهم التي لو فهمتموها حق الفهم كما يفهما كل المتعلمون سيحترق مجهود اصحاب التخبط والهرطقة ولن يكون لهم مكان بينكم كونكم أصبحتم ذو نظرة علمية توافق المجتمعات العلمية التي تتبع كبرائها وعلمائها ومثقفيها .. وسيصعب على الحمقى والمجانين ان يمرروا اجندهم واهوائهم على حساب عقولكم بمغازلة اهوائكم ..

فسفينة الحُمق لاتجد لها مرفئ في ميناء العقلاء .. ولو رسيت فهذه مصيبة
ولو ركبتم بها كانت المصيبة بذلك أعظم

the defender