الجمعة، 18 سبتمبر 2015

اللغة والاصطلاح القاعدة الذهبية المفقودة


 

اللغة والأصطلاح القاعدة الذهبية المفقودة؟

كلما اتصفح منشورات مواقع التواصل لابد ان اصطدم بمخادع او محتال لا يعرف له علم يبيع بضاعته للمتحمسين من الشباب والشابات الذين يبحثون عنما يشبع لهم حاجاتهم النفسية وقصورهم في الفهم .. فمن ينكر لهم علماً او عملاً في الدين اعتبروه مصلحاً كبيراً خلصهم من قيود التبعية ..

وطبعاً لايريدون أن يعرفوا أو يسمعوا اي شيء يقدح بمن اتبعوه فقد حقق لهم امانيهم التي لطالما حلموا بها بعيداً عن صدقية ما قبلوه عنه .. فهم يعلمون انهم لو عرضوا بطلهم على الأكفاء وأصحاب الدرجات العلمية سيتهدم عليهم ذلك الوثن الذي حقق أمنياتهم التافهة .. واختاروا بذلك الكفر على الإثم

لانهم نسيوا ان انكار ما يترجح إثبوته في الدين كفر .. والتقاعس عن ما يترجح ثبوته إثم

والإنسان معذور بجهله لكنه ليس معذوراً بكفره ..

أذكركم بما كنتم تدرسونه وأنتم صغار وكبرتم عليه ولايزال يدرس في كافة مدراس وجامعات العالم وهو من أسس التعلم ..

.. اللغة والإصطلاح ..

الذي يخطئ به الكثيرون وتتسرب لهم أفكار ومعلومات مغلوطة نتيجة هذا الخطأ الفادح الذي يجهلونه او يتجاهلونه ..

عندما تدرس في الفيزياء عن شيء ستجد ان اول شيء يستفتح به بعد العنوان هو ذكر الشيء لغة واصطلاحاً

فمثلاً المادة في الفيزياء تعريفها يكون كتالي:
لغة: الزيادة المتصلة
اصطلاحاً: هي أصل الأشياء والمكون لكل شيء ولها ثلاث صور هم الصلبة والغازية والسائلة

فعندما يشرح لك المعلم أو الدكتور المادة في الفيزياء هل بظنكم انه سيشرحها لكم بالمعنى اللغوي أو الأصطلاحي؟

طبعاً بالأصطلاحي .. لايمكن ان تجد معلماً او دكتوراً في الفيزياء يشرح لك المادة بالمعنى اللغوي ويقول المادة هي الزيادة والامداد وهي للجذر اللغوي (مد) ويبحر في شرح المادة على هذا النحو .. هذه حماقه علمية وادبية فلايمكن ان ترى ذلك .

الالحاد كمثلا آخر ..

الإلحاد لغة هو الميل
واصطلاحاً في المعنى الفقهي هو الميل عن الحق
واصطلاحا في المعنى الادبي والعلمي هو عدم التصديق بوجود إله

وبفهمك الان للغة والاصطلاح .. هل تعتقد - مثلاً - ان البروفيسور ريتشارد دوكنز الملحد يقصد انه ملحد بالمعنى اللغوي اي انه يعتقد بالميل؟

او بالاصطلاح الفقهي انه المائل عن الحق؟
كلا هو يقصد وكل الملاحدة بالمعنى الاصطلاحي الادبي والعلمي انهم لايصدقون بوجود إله

وفي الدين نجد الصلاة لغة هي الدعاء

واصطلاحاً حركات ومواقيت وقراءات تعبدية فهي أقوال وأفعال ..

أو اي اصطلاح يوافق ما صكه الدين المقصود عن صلاته ..

فكل دين له مصطلح مختلف في الصلاة واللغوي ليس له موضع في شرح وتبيين ماهية صلاة الديانة ..

لكن مع الأسف الشديد وجد من المسلمين فقط من قرأ الصلاة في القرآن وأعتبرها بالمعنى اللغوي وترك أعمال الرُسل التي بينوا ماهية صلاة وانكر على اتباع ديانته وعلى سلفه ما اخذوه عن مؤسس الديانة واعتبر نفسه اكتشف اكتشافاً عظيماً؟!

والحج لغة القصد واصطلاحاً مناسك تعبدية علمها الرُسل المؤمنون وهكذا ..

مثال آخر عن اللغة والاصطلاح في العلم .. يخطأ به شبابنا وشاباتنا كثيراً ويظهرون بمظاهر محرجة أمام بقية الأمم ..

النظرية لغة واصطلاحاً ..

النظرية لغة من النظر ويقال نظر الى الشيء اي ابصره

واصطلاحاً في الاوساط العلمية تعني: شواهد وقرائن علمية مطلقة او جزئية على قضية علمية محددة لم يتم التوصل الى جميع قرائنها لتعتبر حقيقة مطلقة ولكنها تحمل حقائق علمية وشاوهد مجمعة داعمه لها ( مصطلح من تصرفي للأختصار)

شبابنا وشاباتنا يتعكرون في الاوساط العلمية بسبب تبنيهم تصورات عن النظرية بالمفهوم اللغوي ولذلك يتخبطون كونهم لايستخدمون المصطلح العلمي الصحيح المستخدم في الوسط العلمي للنظرية

فتذكروا هذه القاعدة العامة والمعهودة في الفهم التي لو فهمتموها حق الفهم كما يفهما كل المتعلمون سيحترق مجهود اصحاب التخبط والهرطقة ولن يكون لهم مكان بينكم كونكم أصبحتم ذو نظرة علمية توافق المجتمعات العلمية التي تتبع كبرائها وعلمائها ومثقفيها .. وسيصعب على الحمقى والمجانين ان يمرروا اجندهم واهوائهم على حساب عقولكم بمغازلة اهوائكم ..

فسفينة الحُمق لاتجد لها مرفئ في ميناء العقلاء .. ولو رسيت فهذه مصيبة
ولو ركبتم بها كانت المصيبة بذلك أعظم

the defender

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق