الثلاثاء، 27 أكتوبر 2015

تعدد الزوجات و واقع فطرة النساء؟



تعدد الزوجات و واقع فطرة النساء؟

التعدد القضية التي شغلت بال عقلاء المسلمين في كافة أنحاء العالم كونها تشغل وتر حساس في الاخلاق ..  وفي التركيبة الخُلقية للإنسان والتي بذلك تمس صدقيه محمد عليه السلام وتبعيه القرآن الذي أتى به من خالق الكون ..


لأن خالق الكون لابد أن لايخطئ في صنيعته .. ولنفهم ذلك لابد ان نحدد زوايا مهمه في هذا الحديث.


القرآن جاء هُدى للمجتمع وخطه محكمه لاصلاحه وحمايته .. وتشريعاته جائت على فطرة الانسان فلاتخالفه ابدا ..


الا ان هذه القضية مصطدمة مع فطرة النساء .. الأمر الذي يوحي أمرين على ذلك


 فإما ان هناك فهماً خاطئاً للقرآن .. أو ان ما بين أيدينا من ليس لصانع الكون لمخالفته ماهو ظاهر تماماً لكل البشر ..


ولنعيد فهمنا لابد ان نفهم القرآن فهماً غائياً (بالغايات) وانه جاء ليحقق غايات البشر جميعاً وليس طرف على طرف ..
ولنبدأ اولاً من خارج القرآن ..


في السابق كانت المرأة ثانوية في المجتمع .. ليس لها رأي في الدين او في السياسة وفي الحياة عموما الا في جوانب بسيطة لاتكاد تذكر فكانت تغلب على حقيقتها فتقبل ما لاتقبله فطرتها ..


فالاحتجاج بفترة اخبرنا التاريخ ان دور المراة فيها كان مهمشاً غير مؤثر في الحياة لايصح .. فلايساعد ماضيها على فهم الحقيقة على وجهها الصحيح كأن نقول قبلت به النساء منذ مدة فلماذا اليوم؟ ..
والنساء مازالو يعيشون ونستطيع ان نأخذ برأيهن الذي يعكس حقيقة فطرتهن تجاه تعدد الزوجات ..


أصبح النساء اكثر فعالية وجرءة في إبداء الحقائق الامر الذي يوضح أن فهم سلفنا كان خاطئا تجاههن ولاينبغي الاسترشاد به في هذه المسئلة .. فسلفنا تعاطوا بمعطيات عصرهم البسيطة جدا وبأخلاقيات لايٌعتبر بها اليوم وفق القيم الحديثة فربما لهم العذر وليس لنا ذلك لتقدمنا علمياً واخلاقيا فلابد نصحح مفاهيمنا مادمنا بهذ الرقي الاخلاقي والمعرفي عنهم ..


وبعلم الكل .. نعرف ان النساء تقريبا وبما يصل الى الاجماع التام نجد انهن يرفضن التعدد ويعتبرنه انحرافاً أخلاقيا .. و كما تعلمون اليوم أنهن مكافئات للرجال في الاخلاق والقيم والعلم ولم يعد هناك تفاضل كالسابق بل رأيهن هنا اقوى كونهن صاحبات الشأن ..

خلقتهن كرجال تماما يرفضن هذا العمل وعلى ذلك نسمع قصص تهدم البيوت نتيجه هذه التشريعات التي لامناص انها ضد فطرة النساء.


وبتطور العلوم الاجتماعية سيوضع القرآن في موقف محرج بسبب مخالفته لحقائق الحياة .. وعلى ذلك ستتسائل النساء .. من كتب القرآن؟

القرآن لم ينزل لصالح الرجال ويغلبهم على النساء في وتر حساس كهذا .. فالرجل لايستطيع ان يتخيل نفسه في موضع كالمرأة كأن يرى زوجته مع زوجها الآخر!
والنساء يقولون لنا ذلك انهن لايستطعن رؤية ازواجهن مع نساء اخريات .. فلماذا لانعتبر بقولهن وهن يصرحن لنا بذلك.


هنا معضلة على القرآن لابد من حلها .. فالقرآن لابد ان يوافق خِلقة النساء والا فالترجيح الأقوى سيكون لصالح عدم تبعيته لخالق الكون وانه كتب بواسطة رجال في عصور متأخره  ..

فما المشكلة ولماذا يبيح القرآن أمراً ضده جل النساء اللاتي لهن كامل الحرية في ابدء الرأي ولايقف امامهن ظرف يجبرهن على اختيار امر محدد او اعتراف يخالف ما تضمره في نفسها كتمجيدها لدينها او تقدمها في السن في مجتمع يبحث عن الصغيرات وما الى ذلك مما يعكر الرأي الحقيقي لهن ..


ما ذهبت اليه .. ان القرآن عندما ابدا اباحتها كان ذلك لظروف خاصه مرت بها البشرية وانتهت في العصر الحديث .. ولايعود الا عندما تنتكس البشرية فيضطرون ان يقدمو تنازلات لم يحسبوا لها حساباً ..
ومن مثل ما ذكره القرآن وعفى عنه التاريخ هو ملك اليمين .. فملك اليمين عُرف بشري وجد قبل القرآن وانتهى فانتهى حكم الله القرآني فيه لتقدم حكم اخلاقي ينفي حتى التهذيب المذكور في القرآن.
فالاسلام هذب ملك اليمين وجاء التاريخ ليقدم ماهو أفضل من ذلك فأعفى المسئلة من أصلها .. وبفهمنا للغايات علمنا ان الإلغاء يحقق غايات القرآن فعطلنا النص القرآني تجاه ملك اليمين وتمسكنا بالعٌرف الحديث الذي يحقق الغاية القرآنية التي كان يرمي لها بقوله بالتهذيب ..
كذلك تعدد الزوجات فمع تقدم العلوم الاجتماعية والاخلاقية وتقدم دور المرأة في الحياة علمنا منهن ومن العلم الحديث ان القرآن لايوافق فطرة النساء .. فلابد ان يكون ذكره لهذا التشريع ظرفي في ظل نكسة مجتمعية تجبر البشرية على التعامل مع تلك التشريعات .. وبتتبع الظرف التاريخي واعمال وأقوال صاحب القرآن محمد صلى الله عليه وسلم نجد انه يتعامل مع التعدد في ظل نكسه تعاني منها دولته .. فالرسول عاش فترة قتاليه يُقتل بها رجاله وتتشتت بها نساء دولته
فحث أصحابه على الزواج من المطلقات والارامل واعطاهم رتبه الجهاد في هذه الاعمال .. ولم يشرع ذلك تحقيقاً لرغائب الرجال .. بل حتى هو يقول عنه اهل الاختصاص ان جميع زوجاته كانت لاسباب سياسية وكلهن متزوجات مطلقات وارامل عدا عائشة فعمرها وقصتها لانستطيع ان نحتج بها لشدة اضطراب رواياتها فلا نعرف عمرها ولاسبب حقيقة زواجه منها او كونها متزوجه من قبل او لا ..
ولكن الثابت لدينا ان زوجاته مطلقات وارامل ولاسباب سياسية فاعماله اضطرارية وفق لما حصل له.
فالرسول كان يتصرف في ظل نكسه مجتمعيه وذلك واضح من توجهاته القولية والعملية واعترافه بحبه لخديجة فقط امام زوجاته .. فلذلك لايصح ان نتبع الرسول في ظل وجود علتان هنا:
انه يتعامل لظرف خاص .. وايضا في ظل سياسه
ففهمنا الذي ذهبنا اليه هنا ليس من السنة النبوية .. فالرسول قال عنه اهل العلم انه لايتبع في امور الدنيا كالطب والزراعة وامور الحياة الشخصية ومن بينها السياسة كونها ظرفية ..
والأكبر من ذلك ما تخبرنا به النساء .. وما نعرفه أيضاً ان القرآن جاء للنساء وللرجال معاً وليس لصالح نوع على نوع ..


فالمسئلة ليست شائكة في فهمها وإنما مشكلتها تكمن في تغييب ما يخبرنا به صاحب الشأن وهي المرأة وإغفال الجانب العلمي في فهم الامور كعلم الاجتماع والنفس وما الى ذلكم ما يوضح غايات القرآن
وأيضا الظن ان القرآن عندما يذكر شيئا فأنه يحرض عليه او يتمناه ويرغب به وهذا غير صحيح أبداً..
فتعدد الزوجات لابد ان يتعامل معه كملك اليمين اي ان يتم ايقافه سريعا من قبل علمائنا ونخبة مجتمعاتنا .. ولايباح الا في ظل نكسة مجتمعيه حقيقية يقدرها النخبة من المجتمع فيقدم النساء والرجال تنازلات لصالح المجتمع كاملا ..

-----------
The defender


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق