العفة بين الجمال والإثارة .. محاولة للفهم بشكل أوسع وفق غايات الإسلام
العفة بين الجمال والإثارة .. محاولة للفهم بشكل أوسع وفقاً لغايات الإسلام
اسمحوا لي اخواتي العزيزات ان ابدأ لكن بهذه المقدمة ..
ان هذا الموضوع اختي الكريمة يعمد كثيرون ممن يحاولون كسب صداقتكن الى التلاعب بمقاصد الله في الإسلام لحاجات في نفوسهم فيعملون على تكذيب جمهره المسلمين والطعن في علمهم ونواياهم .. وتكن نيتهم من إثارة هذه المسئلة موجهه الى إرضاء شريحة محددة من النساء بقصد كسب رضاهن على حساب مقصد شرع الله وهذا كفر صريح لانه تعمد التبديل خلاف المقصود.
ولله الحمد لا أفعل ذلك معكن لانني احترمكم كإنسان مكافئ للرجل بالعقل والتكليف ..
فما اكتب لكي الأن هو محاولة لفهم المسئلة وفق ما اعتقد انه يقارب مقصد الله عز وجل.
--
لا يخفى على كل مسلم ومسلمة أن الإسلام يأمر بالعفة في ظل طاقة الإنسان ولايحمل الإنسان ما لايطيق .. فما يشرعه الله لنا هو الأصلح لنا والأخير والأقل كٌلفة في جوانب الحياة.
شرع الإسلام الحجاب الذي كان موجوداً قبل الإسلام بين نساء العرب وغير العرب ولكنه يسمى عند العرب بالحجاب ..
وللأسف يروج بعض المتعالون على علماء المسلمين الذين سبقونا بالإيمان ان الحجاب لايعني غطاء الرأس ويغوصون في اللغويات ظناً منهم ان هذا خفي على فطاحلة اللغة من المسلمين!
وكما أخبرتكم سابقاً ان الاصطلاح هو من يحدد المعنى فالعرب اصطلحوا قديما قبل الإسلام الحجاب على أنه الغطاء الذي يغطي رأس المرأة ويسمى بمسميات أخرى عند غير العرب ((حتى النقاب كان موجوداً عند الإغرقيات قبل الإسلام في أيام وثنية الروم) ..
ولكن هل قصد الإسلام ان تغطي المرأة رأسها وهل أمر الرسول بذلك.
لنعرف ذلك نحن بحاجه الى العودة الى فهم الإسلام كما فهمه السلف الصالح من المسلمين الذي امرنا الله باتباعهم والسير على نهجهم حتى تستمر عجلة توارث الإسلام وفق الغايات الصحيحة التي ارادها الله بالإسلام.
لكن حتى لا نقع في الخطأ الذي وقعت به بعض الجماعات التي تتبع السلف الصالح .. علينا ان نفرق بين الإتباع بالنتائج وبين الإتباع في المنهجية .. فهذا الخطأ يقع به بعض المسلمون وهو انهم يتبعون النتائج التي وصل لها السلف الصالح و تكون في ظل زماناً ومكاناً محدد لايصلح اليوم .
ففي مسئلة الحجاب نجد سلف المسلمين يختلفون بالحجاب خلافاً لما كان عليه الحجاب الحقيقي الذي وجد قبل الإسلام.
والسبب انهم يعلمون ان الغاية من فرض الحجاب هو إخفاء المفاتن وليس شيئاً محدد وهو الرأس كما سماه العرب قبل الإسلام.
فنجد ممن هم أهل علم يختلفون فيما اذا كان على المراة ان تغطي وجهها فقط .. وبعضهم شعرها مع وجهها وترك العينين .. وبعضهم وجهها وشعرها وعينيها أيضاً وبعضهم سمح بعيناً واحداً.
والسبب انهم يريدون ان يخفوا موطن الإثارة في المرأة حسب علمهم بماهو مثير وما يعتبر في زمانهم ومكانهم شيئاً مثير .. فيبدو ان زمانهم ومكانهم كان يفتتن الرجال حتى بشعر المرأة .. إلا ان الاعتياد والصدام الحضاري سحب هذا النوع من الإثارة وبشكل واضح كما ترون اليوم.
ومن هنا سنلتقط من السلف الصالح هذه المنهجية لنشكل فقهاً مطوراً مبني على اسس العصر الحديث الذي ازدهر به علم الاجتماع والجنس وما الى ذلك من علوم نستطيع من خلالها الإستعانة بها لتحقيق الغاية الإسلامية التي تعامل بها المسلمين سابقاً .. فقد تصرفوا وفقاً لمجتمعاتهم وزمانهم ومكانهم ولكن بمحدوديه نتيجه لمعطيات العصر الذي بنوا فقهم عليه.
وأبدأ الان بالتفريق بين أمرين اعتقد انه يٌخلط بينهما وهم مختلفين وهم:
الإثارة والجمال
فالمرأة بها مواطن مثيرة في جسدها لايختلف البشر بالأغلبية الساحقة على أنه إثاره كالفخذ والثديين والبطن مثلاً .. ولو تسائلنا وفق معطياتنا العلمية الحديثة اليوم هل يعد الرجل شعر المرأة مثيراً؟
نرى انه لا .. بل أقرب الى ما يوصف انه من الجمال .. وبظني ان الإسلام في مقاصده يعني حجب الإثارة وليس الجمال كون الجمال يٌسير حياة المرأة والرجل وفق ما يتمنون ..
والجمال لايثير الشهوة وإنما يثير الإعجاب لطالما بقي المعجب لايدفع بإعجابه الى خلاف مايرى من جمال.
وبالعودة الى دور العلوم ومساهمتها في معرفة مواطن الإثارة .. و بتطور علم الجنس وتحوله الى مكتوب ومدروس في أرقى الجامعات .. أشير لكم الى احد الأبحاث التي تساهم في فهم مقاصد الحجب .. وهي دراسة في جامعة واشنطن (وقامت على ذلك دراسات اخرى في نفس الموضوع) عن دور جاذبية قدم المرأة عند الرجال فوجد انه منتشر بشدة وهناك تقرير على موقع MBC وغيره من المواقع عن هذه الدراسة تستطيعون الإطلاع عليها.
وبعلم المسلمة لهذه العلوم الحديثة تعرف من خلالها ما الذي تحجب ومتى وأين؟
فخلاصة ما اعتقده ان الإسلام يدعوا الى إخفاء ما هو مثير حسب ما يثبته العلم أو العٌرف انه في الغالب مثير.
وليس ان تحجب المرأة جمالها كاملاً وتكون بذلك قد كلفت ما لاتطيق كضياع فرصها في الزواج أو العمل.
ونتيجه للأقصاء هذا يحصل في بعض المجتمعات التي تتبنى الحجب الكامل اختلال في المجتمع فيظهر به بعض العوار كانتشار الشذوذ وتأخر الزواج عند النساء وفشل دمج المرأة في العمل .. ويصعب ان يكون شرع الله هو من يتحمل هذا الوزر ..
ولنتأكد من ان شرع الإسلام بالفعل يتبدل بتغير الزمان نرى سيدنا عمر ابن الخطاب - رضي الله عنه - يوقف آية بحد ذاتها لتغير الظرفية التي تسمح بتنفيذ الآية.
وأيضاً نرى تصرف علماء المسلمين بالحجاب ليصلوا الى غاية الحجب التي قصدها الإسلام.
فلما لايتغير عملاً في فقه آية نتيجة لتغير المكان والزمان .. خصوصا اننا علمنا ان هذا ممكن في الإسلام وعند كبار المؤمنين الذين يقاربون فترة نزول القرآن.
the defender
---------------------------------------
هذا المقال للإستأناس ولايعمل به حتى ينظر به مختص تمت تزكيته من أقرنائه العلماء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق