الأحد، 31 يناير 2016

قصة نسج العنكبوت في غار ثور للرسول أم لفيليكس النولي؟!

قصة نسج العنكبوت في غار ثور حماية للرسول في أصلها لقسيس
عندما اضطهد رسول الله عليه السلام من قبل المشركين واشتد عليه الحال .. قرر مع ابو بكر الصديق ان يهاجرا الى مكان لايراهم به أحد فوقع خيارهم على غار يقال له ثور
فلجأو اليه هرباً من مشركي قريش .. فبينما هم ماكثين في الغار اقترب مشركي قريش من الغار.
فقاربوا بذلك مكان الرسول وصاحبه .. إلا ان الله اوحى لعنكبوت أن ينسج على باب الغار خيوطاً توهم المشركين انه لا احد في الفتحة التي اختبئ بها الرسول وأبوبكر وقيل هناك زيادة ان حمامة قد باضت لتصرفهم عن ملجئ الرسول .. فانصرف المشركين عن الرسول بما رأو.
زيادة تبيض الحمامة لعلها لاتعرف .. إلا ان نسج العنكبوت اشتهرت اشتهاراً واسع في القصص وانتج لها كرتون للأطفال ..
وللأسف ولبعد هذه الامة من اهل العلم وأهل الأختصاص .. لم يعلم كثيراً من المسلمين ان قصة غار ثور مضطربه وليست صحيحة .. وإنما حسنها بعضهم كابن كثير وابن حجر وضعفها بعضهم كابن عساكر وابن معين والنسائي وآخرهم الأمام الالباني رحمه الله الذي انكر هذه القصة.
فالقصة عند اهل العلم بها نظر.
والقرآن بطبيعته لايفصل الأحداث والأسماء وإنما يترك ذلك للبحث والتفكير حول ما ذكر كذو القرنين الذي لم يذكر من هو لكن بالنظر في الموسوعات التاريخية لدى المؤسسات العلمية نجد انه الإسكندر المقدوني والخضر أيضاً الذي ذكره القرآن ولم يبين من كان هو آصف بن برخيا.
لان الإسلام لايحصر عقل المؤمن بالقرآن وانما يدفعه لتتبع رويات وأخبار المعاصرين والسابقين عن الرُسل ليعرف عما يتحدث القرآن ليخلق في عقل المؤمن نزعه البحث والنظر في الإرث البشري.
وفي قصة العنكبوت نرى بها منفذاً جديداً يفتح عدة تساؤلات حول الآية ومقصدها .. وبحسب القواعد العقلية الصحيحة للمسلم لابد ان نتسلسل في فهم المتشابه من القرآن.
ما حدث به صاحب القرآن وهو رسول الله .. ثم ما شهده المعاصرون (الصحابة) .. ثم ان لم نجد بتلك المصادر ذات الأفضلية عدنا لمصادر الاولين اي مافي التوراة والإنجيل وان لم نجد كذلك .. ففي كتب التاريخ.
وهنا في نسج العنكبوت نجد ان هناك اضطراب في ما يروى عن الرسول وعن معاصريه .. فنتحول بذلك لكتب الأولين لنكتشف بذلك أصل القصة.
(إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا)
لم يذكر القرآن قصه نسج العنكبوت وانما ذكر فقط انهم لجأوا الى الغار فحماهم الله من المشركين ... فمن أين جاءت قصة نسج العنكبوت.
القصة جاءت من فيليكس النولي Felix of Nola وهو قسيس إيطالي من أصل سوري من منطقة نولى في إيطاليا ولد في القرن الثالث أي قبل رسول الله عليه السلام والقرآن بثلاثة قرون ..
تحكي قصة فيليكس انه كان رجلاً صالحاً وزع تركته من أبيه للفقراء حتى أصحب كاهناً .. إلا ان الإمبرطور داكيوس كان وثنياً حارب الكنيسة فطارد أهلها ..
القى جنود داكيوس القبض على فيليكس وسجنوه وعذبوه وقيدوه حتى ارسل الله له ملكاً يرشده لطريق الخروج من السجن فحصلت له معجزة خلت عنه السلاسل من يديه ورجليه فهرب بذلك من السجن حتى لقي أسقف لكنيسة كان صديق له.
عاد جنود الإمبراطور داكيوس للبحث عن فيليكس حتى هرب فيليكس مع صاحبه الأسقف الى حفره يختبؤن فيها.
ولما اقترب الجنود لحفرة الرجلين بعث الله لهما عنكبوتاً ينسج على حفرتهم خيوطاً اوهمت الجنود انه لا احد في الحفرة فنجى بذلك فيليكس والأسقف من قبضة الإمبراطور ..
عاش فيليكس رجلا صالحاً يعين الفقراء والمساكين حتى لقي الله بذلك حسب ماروي.
يجدر ان فيليكس تحتفل به الكنيسة الكاثوليكية وتوزع للأطفال الحلويات بمناسبة ذكراه.
هنا وجدنا زاوية جديد في الآية التي ذكرت بسورة التوبة.
أن تكون الآية تقصد فيليكس النولي ولكن حصل نوع من التبديل فتبدلت على انها لرسول الله .. وهذا ضعيف لان سياق الآية لايتحتمل لغير الرسول و أيضا عدم تطرق القرآن للموقف الذي نسج به العنكبوت فيما يضعف أي قرينة تدل ان القرآن قصد فيليكس.
أن تكون الأحداث قد تكررت وحصل للرسول ما حصل لفيليكس وما روي من حديث قد حصل بالفعل وهذا مقبول يستأنس به لكن لايقطع به لضطرابه.
أن يكون رسول الله يقتبس أحداث القرآن من أخبار الكنائس وحكاياهم ويحدث أصحابه على انها حصلت له .. وهذا ضعيف جداً لان الرسول لم يثبت عنه انه قال بالقصة لا في حديثه القرآني ولا في حديثه النبوي كما بينت اعلاه وذلك من موقف العلماء المتخصصين من رواية نسج العنكبوت ..
أخيراً جزئية نسج العنكبوت لاتثبت .. سواء حصلت للرسول عليه السلام او اقمحها احدهم في الإسلام .. تظل شيئاً يستأنس بمعناه ولا يعتقد بها..
-------------------------------
The Defender

الخميس، 14 يناير 2016

حد السرقة في الإسلام .. أين الخلل؟

 

حد السرقة في الإسلام .. أين الخلل؟
السرقة .. مفتاح خط الجرائم تبدأ بالأختلاس والإعتياد ثم الى الإغتصاب والقتل .. هذه الجريمة من أخطر الجرائم التي عانت منها البشرية بسبب اللوزام التي تتبع هذه الجريمة.
كانت الأمم سابقة تتعامل مع المجرم بغير معيار فيخضع للموقف وحال السارق فتبدأ بالتوبيخ وتنتهي بالقتل أو التعذيب.
ففي أوروبا كان السارق يصل به الحال الى الإعدام شنقاً او بالتربيع اذا سرق من النبلاء والتربيع هو ربط الأعضاء على اربع خيول وشدها أو قطع الرأس بالمقصلة أو قطع اليدين.
وفي أقصى شرق العالم كان أيضاً يتعرض السُراق الى الإعدام حسب الموقف الذي يحصل للسارق فعقوبته كانت مدمية في أغلب أحوالها.
لم يكن العرب خلافاُ لتلك الأمم بل كانوا جزء منها في التعامل مع السرقة فكانوا يعدمون ضعفاء المجرمين ويعينون أقوياء اهل الإجرام على البقاء.
حتى جاء الإسلام وبشرعه ليضع ضبطاً لهذه الجريمة بحيث لا يظلم السارق ولايظلم المجتمع من جرم السارقين ومن تطور إجرامهم.
قبل أن ندرس موقف الإسلام من السرقة لابد أن نعرف السرقة حق معرفة ليدرك المسلم السرقة على وجهها الصحيح فلا يكون بعد توسع مداركه تجاهها قصير النظر في معرفه دائرة الجرائم .
السرقة حِرفه تعتمد على المهارة والفن والإحساس وتتطور بالممارسة وتتوسع أيضاً بها الاهداف وذلك بزايدة الإحتراف و تكتل الجماعات في دائرة واحدة فتصبح قوى دخل الدولة وتتحكم بمفاصلها أحيانا كالمافيا في إيطاليا وياكوزا في اليابان التي بلغ عددها عام 1996 الى 150 الف شخص موزعين في البلاد.
ومن هنا نعرف خطر السرقة التي يظن العامة انها محصورة في الإختلاس إلا ان اهل الاختصاص يدركون ان السرقة مفتاح طويل الامد لابد من كبحه بالعقوبات الكافية لردعه او بتحقيق أعلى دخل للفرد إذا امكن ذلك لتجنب ظهور بوادر السرقة كالسويد مثلاً.
إلا ان السويد فشلت في محاربة ما يسير في خط سرقة وهو الإغتصاب الذي يعد من الإعتداء الذي ينبني على سرقة الأعراض أي هو سرقة من نوع متطور.
فكانت السويد بذلك اعلى دولة في الإغتصاب في أوروبا.. لعدم وجود عقوبة رادعه للجريمة تكفي لترهيب أهل الإجرام.
موقف الإسلام
يقول الأديب الشهير ليو تولوستوي ان شريعة محمد (عليه السلام) ستسود العالم لنسجامها مع متطلبات الإنسان .. وبالفعل شرعة رسول الله هي أفضل شرعة لكبح مفتاح خط الجرائم
في الإسلام يتميز بأنه يعمل على خلق هالة في نفوس المجتمع تكبح الجريمة ولاينتظر وقوعها ثم يتعامل معها فختار لبوابة الاختلاس والاغتصاب والقتل عقوبة لايتحملها المجرمون وهي قطع اليد
رفض الإسلام تلك العقوبات التي كانت تتم قبل ظهوره تجاه السُراق من قتل او تعذيب حتى الموت او مفاضلة في العقوبات .. فجعل للسرقة حداً محدداً من عند الله لا اجتهاد فيه وهو قطع اليد .. واما ان اقتضى الامر ما لايستحق القطع فللمسلمين أن يختاروا ما يشاؤون من عقوبات للسُراق لكن لايزيدوا على حدود الله فيقتلوا او يقطعوا شيئاً أكثر من اليد كالذراع أو الساق ونحوه .. فحد الله هو اليد فقط لايزاد عليه ومادون ذلك فالحبس ونحوه.
فالحد هو الشيء الذي لايمكن تجاوزه ولكن هناك مساحه خلفه.
أي ان قبل قطع اليد هناك مساحه ضخمه للقضاة ان يتصرفوا بها كالحبس اوالتوبيخ او الجلد ولكن ليس لهم مساحه أبداً فوق قطع اليد كون الله قد حد حداً للسرقة.
وهذا من ما يميز شرعه الرسول محمد عليه السلام وانسجامها مع كل زمان ومكان .. بحيث لايظلم السارق فينهي حياته ولا يظلم المجتمع فيصيبهم بالسُراق وتوابع أعمالهم وتطورها ..
فخلق رهبه تمنع من ارتكاب الجريمة التي تتطور وتنخر المجتمعات والتي تصل بها الحال احيانا الى الدخول في مؤسسات الدولة فيكون للدولة ممتنهين للسرقة .
إلا ان الإسلام عانى من معضلة ضبط معيار قطع اليد والسبب في ذلك هو حديث علق في حلق المسلمين كان لابد من النظر فيه.
ويحكي الحديث ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئل عن معيار قطع اليد فقال تقطع يد السارق بصاع وأكثر ..
وهذا أمر لابد من النظر فيه .. لا امتلك العقلية الجبارة في التحقيق ما اذا كان الرسول قد قال ذلك بالفعل ام لا.
لكنني سأنطلق من طريق آخر أظنه يفسر ضيق هذا المعيار الذي قاله عليه السلام.
رسول الله عاش في بيئة صعبه وقام بانقلاب ضخماً في مجتمعه فخلط الضعفاء بالأغنياء وأتى بالغرباء الى البلاد الأمر الذي جعله يحتاج ان يضبط أمن اغنياء بلاده بصفته رئيساً للبلاد فوضع معياراً ضيقاً بسبب ضغوط الفترة التي عاشها رسول الله حتى لاينفرط عليه أمن البلاد فتقع صراعات بين طبقات المجتمع تنهي بالبلاد.
فيكون حديثه عليه السلام حديثاً ظرفياً ..
أما اليوم فمع تضخم مؤسسات الدولة و تمدد المؤسسات الامنية فالمعيار لابد أن يختلف فسرقة الصاع لاتناسب قيمة قطع اليد وانما يكتفى بذلك أشياء أخرى يراها القضاء تحقق غاية الأمان التي ينشدها الإسلام.
فلا سرقة السيارات ولا مجوهرات النساء تستوجب قطع اليد اليوم .. بل لما يترتب عليه مفاسد عظيمة كسرقة تبرعات أموال اللاجئين السوريين أو خزينة البلاد التي هي ملك عام و التي تحتاج فعلا رهبة عظيمة لمنعها لما فيها من مفاسد عظيمة .. فلا يوقفها أمور لاترهب كالسجن الذي يرى السارق ان المليارات تستحق منه التجربة لذلك فتكون تجربته ضحايها الملايين من البشر.
فلذلك جاء الإسلام بمعايير تضمن منع حصول الجريمة بمعايير قاسية على المجرمين .. لكن رحيمة على المجتمع من اهل الإجرام.

الخميس، 7 يناير 2016

الإسلام بين الحروفية والغاية من المقاصد


الإسلام بين الحروفية والغاية من المقاصد

عندما بعث الله رسوله قبل زهاء 1400 سنة وختم الرسالات برسالته .. أراد عز وجل بهذه الرسالة الخاتمة ان تكون ناسخة لكل الشرائع السابقة و ان تكون صالحة لكل زمان ومكان ..
ولأجل هذا الصلاح الطويل في الأمد لابد ان يكون الشارع بمقاصد لها عدة مداخل .. ومن هنا سننظر بالغايات التي قصدها الشرع كي تتناسب مع ما توصل له الإنسان.
...
ففي الإعدام شدد رسول الله ان يقول القتل ضربه بالسيف ولكن باي معنى؟
لم يزل السيف يستخدم في بعض مناطق العالم الإسلامي الى اليوم .. ويكمن هذا الخلل في فهم المقاصد بسبب الحروفية والاخذ بظاهر النصوص دون المعنى.
فلم يقصد رسول الله عليه السلام في شرحه للإعدام في الإسلام استخدام السيف بعينه وإنما قال بالسيف وبضربه واحده لأجل المعطى المتوفر في ذلك العصر .. بقصد عدم تعذيب المقتول مقارنة بالوسائل الأخرى البديلة للسيف ..
إلا انه مع الأسف الشديد كان للإسلام مذاهب تتمسك بالظاهر الكلمه فلم تزل تعدم بالسيف الى اليوم.
كذلك أيضاً في الحجاب الذي تمدد فقهه الآن بسبب متغيرات العصر .. لم يعني الإسلام في الحجاب زي محدداً وإنما يريد غاية واحدة يمكن للمسلمين ان يختاروا اي الطريق يسلكون للوصول اليها وهي غاية العفة.
فالعفة اليوم تقتضي لباس وأساليب محدده كي يصل الإنسان اليها سواء كان رجلاً أم إمرأة .. بل حتى الذكور مع تمدد ظواهر التحرش بالاطفال الذين يشابهون النساء في الخِلقة في مرحلة النمو يتطلب منا فقهه حديثاً يراعي هذا المنعطف الحاصل في المجتمعات.
بل حتى الإندماج بين المجتمعات اصبح يطالب نوع خاص من العفة بين الرجال البالغين انفسهم لأمور لاتخفى على من يتابع تغير منافذ العلاقات بين الإنسان.
كل هذه المتطلبات تندرج في الإسلام تحت مقصد العفة وليس الحجاب على وجه الخصوص او ثياب الرجال.
من هنا يفهم الإسلام بالغاية ..
ففي الحروب يعرف الإسلام من إسمه انه سلام مع باقي الشعوب فيكون منطلق المسلمين ليس من معان نصوص اضطرارية او ظرفية .. وإنما من الغاية الأساسية التي يريدها الإسلام .
فالإسلام دين مرن يناسب معطيات العصور ومتطلبات الإنسان وذلك يكون بفهم الغايه لتكون تحركاتنا وسلوكنا تحقق اعلى مقاصد الإسلام على إثر ذلك الفهم.
لا أن يتتبع المسلمون ظواهر النصوص فتتجمد الغاية بين ثلج العصور القديمة
---------------------------
Defe Nder

الأحد، 3 يناير 2016

لاتخطئ هكذا امامها



كل شيء تعافنا نفسنا منه بمرور الوقت إلا حب الإنسان للإنسان الذي ينضج ويتضخم بمرور الوقت .. كلنا نحلم بسيارة فارهه .. إلا اننا متى حصلنا عليها ذهب بالوقت حماسنا لتلك الماديات.
السيارة .. المنزل .. الطائرات .. الرحلات .. كله يحتاج منا تجربه لنشبع منه ويصبح مألوف لايحتاج ان نسعى اليه لنعيد كره المشقة لأجله.
...
إلا حب الإنسان المبني على أسس روحية جسدية حقيقة .. ليس أؤلائك الذين يبحثون عن محسوسات تذبل بالأعتياد كطعم القُبلة وشعور الجنس.
وإنما أولئك الذين يريدون شيئاً يُكمل حاجتهم الجسدية والروحية كبشر.
ولأجل ذلك لاتخطئ أمامها هكذا.
عن أبيك الاحمق عن والدتك الغبية عن جدك المجنون علمنا بخبر يقول ان الأنثى تبحث عن رجل فقط وان يكون بصفة كذا وكذا وكل ذلك يصب في صالح الصرامه في التعامل .. واخبرونا بنجاح الأسلاف هكذا تجاه نسائهم
ولأن العلاقات هذه استمرت وبقيت .. قبلنا على إثر بتعاليم آبائنا وطبقنا عملياً ما تعلمناه منهم .. فأصبحنا نعتقد باعتقادهم المبني على أسس احسن ما توصف بالفاشلة.
لان مفهوم النجاح في هذه العلاقات غالباً ما يبنى على ما يؤكد الإستمرارية فقط .. ولا تلاحظ تلك المجتمعات العواقب الإنسانية في اللوازم التي اعتمدوها للإستمرارية.
علاقات معلقة بفرائض دمرت التشكيلة الروحية للإنسان .. فالحاجة التي يضغط لها الرجل للإستمرار تكون غالباً فيما يدمر أنثوية الانثى.. والتي غالباً لا يعلم هو ان ذلك من عمله لاشعورياً.
فالرجل الكلاسيكي يثبت رجولته امام زوجته بكلمات صارمه عُلِم انها تعزز هيبته امامها .. لكنه لايعلم ان هذه الكلمة هي شر ما اختار وشر ما فعل.
الأنثى والحاجة للأمان.

عض على امان الأنثى في العلاقة كما تعض على سنة رسول الله حتى لاتزيغ عن دين الله .. فعض على سلوك إشعارها بالامان حتى تأمنك فتكون بذلك ملكت أعظم مفتاح تفتح به كل أقفال الحب الروحي.
فالامان الذي تحتاجه الأنثى ليس الامان الجسدي كما روج له أسلاف العلاقات الفاشلة .. وإنما أمان الروح الذي يجعلها قادرة ان تخبرك بكل شيء وتفعل امامك كل شيء .. ولا تتحرج منك أبداً
ولكي تحصل على ذلك لابد لك ان تكون على قدر عالي من الوعي الروحي في فن الحب الذي يخلق لوازمه ومقتضياته سلوكياتك .. فتعلم مدى حساسية الكلمات تجاه هذا الكائن الروحي المعروف باسم أنثى.
كل سهم من الكلمات القاتلة يترك أثراً لايبرأ في روحها .. فتحسس كلماتك التي تطلقها ولاتطلق كلمات كالقيء في القذارة لاتستطيع اعادتها الى فمك مرة اخرى.
لان الأنثى عندما تجرح بكلمات قاسية مثل أسكتي!! ليس الآن!! قبيحة!! رائحتك تقرفني!!
سيصل بها الحال قطعاً ان تفقد الآمان تجاهك .. فتبدأ الأنثى بالتحرص أمامك في حديثها عن احلامها وأمنياتها وتتجنب سلوكياتها الأنثوية امامك التي لو علمت روعتها لبتلعت كل قيء تقيأت به عليها.
روعه الأنثى هي فيما يسميه الحمقى سخافه الأنثى.
فحبهن لفاستين الـ Fantasy و العاب الاطفال وحب الكلام و المزاح اللطيف والشراء والضحك هو ما يميز الانثى وما يجعلها شيء مؤنس تسعد برؤياه.
وكل هذا المزايا لاتطلقها المرأة بسعادة أمامك .. إلا عندما تشعر بالامان تجاهك
فحرص على الحفاظ عليها آمنه مطمئنة .. وسترى انك أسعد بهذا الكائن اللطيف اكثر من أي شيء تمنيته.
وستكون امنيتك في هذه الحياة ان تغادر انت هذا العالم قبلها وان لاتراها يوماً قد ضعُفت.
وان تكون امنيتك في حياتك الأخرى ان تراها مجدداً.
-----------------
the defender


أهل البيت وآل محمد .. ونساء أفضل من فاطمة رضي الله عنها


ارسل الله عز وجل الرسل والإنبياء لكل قوم على حذا .. وجعل لكل أمة شرعاً ومنهاجاً يناسب عصرهم ومعطيات مكانهم.
ألفت الامم النبوة وأصبحت كل امة تنتظر نبيها فجائت النبوة في بني إسرائيل فحصلوا بذلك على التفضيل في الاختيار.
سارت النبوة في بني إسرائيل حتى انقضت عندهم فحملت النبوة الخاتمة الى أمة أخرى .. إلا ان الخاتمية كانت مفاجأة لم تعهدها الأديان.
فلم يكن دين الخاتمية كسابقها من الاديان بل كانت الرسالة الاخيرة عالمية لكل الامم وليست لأمة دون اخرى.
فتشرف محمد صلى الله عليه وسلم بالخاتمية وكان بذلك أشرف الانبياء والمرسلين مع الإيمان بكل الانبياء لقوله تعالى ( لانفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك واليك المصير ) إلا ان التفضيل وقع لمحمد عليه السلام بالخاتمية وصلاحية رسالته التي جُعلت لكل زمان ومكان وافضلية القرآن على سائر الكتب السابقة فالنبوة مراتب ومنازل فقال تعالى (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض ) وقوله (ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض ولقد آتينا داوود الزبور .. ) فأعلى الانبياء مراتب هم خمسة سماهم الله بأولي العزم وهم محمد وموسى وعيسى وابراهيم ونوح.
إلا ان هذا التفضيل يخص الأنبياء فقط فلا تمتاز امة على اخرى بعد بني اسرائيل على سائر الأمم بما لدى محمد عليه السلام.
إلا ان طبيعة النفس البشرية تسعى للحصول على الامتياز .. الامر الذي أوجد صيغة غريبة في الإسلام تعرف باسم ( آل محمد و أهل البيت )
فمن هم أهل البيت ومنهم آل محمد وماهو حظهم من الإسلام وهل لهم من امتياز؟
آل محمد ذهبت الشهرة عند أغلب المسلمين عن أنهم اهله وخاصته كما تعرف كل ( آل ) إلا ان من تصفحي للقرآن ولتتبعي قول العلماء تبين ان الأمر ابعد من ذلك .. فالقرآن قد يستخدم كلمة يصطلح عليها اصطلاحاً خاصاً في حديثه كالقارعة التي اصطلح القرآن لها معنى قصد به يوم القيامة.
فكلمة ( آل ) التي في القرآن غلب الظن عندي انها ما ذهب اليه السابقون من علماء المسلمين والتي تعني أمة محمد كاملة .. أي ان (آل) في اللاهوت الإسلامي تُحمل على معنى امة .. أيضاً وجدت من قراءتي للقرآن آية تحملنا على تثبيت هذا المعنى لـ (آل)
قال تعالى ( ان الله اصطفى آدم ونوحاً وآل ابراهيم وآل عمران على على العالمين)
لاحظوا ان الله لم يقل انه اصطفى آل محمد رغم انه من المفترض ان يذكرهم كونه فعل ذلك أصلاً .. والسبب الذي أذهب اليه وجعل الله يفعل ذلك ان آل محمد هم امته كلها فلذلك لايوجد اصطفاء فكل البشر منذ توليه الرسالته هم امته.
فلذلك انا اذهب الى أن الـ (آل) هم امة محمد وليس عائلته وأقربائه .. ولا اتفق مع ما ذهب اليه الامام الجليل ابن كثير رحمه الله وباقي من وافقه على ان الـ (آل) هم خاصة النبي.
أهل البيت
انزل الله القرآن عربيا ليخاطب القوم المكلفين بتبليغه .. وبحكم هذا الامر جاء القرآن يحمل طبائع العرب ولغتهم فيدعوهم للنظر بالإبل ويحدثهم بالتفكر أكثر في السفر فطلب التدبر بالنجوم وليس تتبع النجوم فقط وانما النظر بالاجرام السماوية كلها.
فحملت الفاظ القرآن على ما يقتضيه فهم العرب وعاداتهم .. ومن هنا نعرف شيئاً عن ما هو اهل البيت.
لا تعرف العرب كلمة أهل البيت إلا بمعنى واحداً وهم نساء الرجل كأمه واخواته وخالاته وعماته.
ومن لغة القرآن نجد انه لم يحيد عن كلام العرب فلم يذكر اهل البيت إلا مرتين في سياق يحدث به عن نساء الرجل فقط.
فاهل بيت محمد عليه السلام نزلت بهم آية تعلمهم بعض الاخلاق ولاتعطيهم اي امتياز وانما يطلب منهم ان يحرصوا على بعض التكاليف.
اما قوله تعالى ( يا نساء النبي لستن كاحد من النساء ... ) لايُعني به امتيازهن على باقي النساء .. وانما انتن بنات ونساء نبي فكونوا اكثر حذراً في الأخلاق حتى لا تصيبوا سمعه النبي فيبدل الله له زوجات غيركم .. وهذا ملحوظ من سياق الآية.
فأهل البيت عند العرب هم النساء .. والقرآن جاء على لسانهم فالأرجح ان اهل البيت هم النساء فلا يكون علي ابن ابي طالب عليه السلام ولا سلمان الفارسي رضي الله عنهما من اهل بيت الرسول.
إلا انه ربما جاء ذلك من الصراع على الامتياز العرقي الذي يسعى له البشر.
وحتى لو نظرنا في السيرة سنجد فاطمة الزهراء رضي الله عنها أمراة عادية كثيرون من النساء أكثر صلاحاً منها.
فعندما توفي رسول الله بقى صاحبه ابو بكر وباقي المسلمين على اعصابهم جراء بلوغهم خبر ارتداد كثير من العرب عن الاسلام الامر الذي يوشك ان يفقهدهم الامل في البقاء على قيد الحياة جراء هذا الكم الهائل من المحاربين القادمين لهم جراء مقتضيات الردة في تلك العصور.
إلا ان فاطمة لم يعنها الامر ..
فجآت تبحث عن ورثها من الرسول عليه السلام في أرض تعرف ( بفدك ) فقال لها صاحب الرسول اخبرني اباك ان الانبياء لايورثون وان ما يتركون صدقة فكان بذلك هو اعلم منها بالدين .. اي ان ليس لها ورث واذا ارادت شيئا لنفسها سيعطيها من بيت مال المسلمين كحال باقي المسلمين.
وهنا كما نرى ان فاطمة الزهراء عليه السلام امراة عادية جداً وكثير من النساء أفضل منها وذلك مما يبلغنا من روائع النساء التي يتنازلن عن حقوقهن تأليف لقلوب أخوانهن و تضحيتهن لكثير من الحقوق زهداً وكرماً خلافاً لفاطمة بنت الرسول التي غضبت من أبوبكر.
يذكر ان فاطمة عليها السلام لايعرف لها دور كبير في الإسلام سوى انها ابنت الرسول وملتزمة بحقوقها تجاه والدها.
إلا انها تمتلك فضلاً من مبالغ فيه امتاز على كل نساء العالم حتى دون عمل لعل سببه إيمان الناس بالامتياز العرقي الذي لدى فاطمة رضي الله عنها
هذا والله أعلم
----------------------
the defender