الجمعة، 10 يوليو 2015

آية (ومن الناس من يشتري لهو الحديث) هل الأغاني محرمة؟



وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ)

لايختفى علينا أختلاف هذه الأمة في حكم الأغاني والموسيقى وتتفرع الاجتهادات في معرفة حقيقة الحكم ..
ولنستطيع ان نقارب الحقيقة الى أقصى ما نستطيع من جهد لابد ان نتبع معايير صحيحة تقربنا الى مُراد الله في الآية ..
...
بحيث لانتبع معيار الهوى كما يروج هذه الآيام عند القرآنيين والزنادقة في تفصيل كتاب الله حسب أهوائهم حتى يتماشى مع أهوائهم وتوجهاتهم ..
فمتعة الموسيقى لاتعني اباحتها فمتعة السُكر بالمخمور محرمه - الا عند بعض القرآنيين - عند المسلمين لأن الله أعلم بمصلحه العباد من أنفسهم كونه خالقهم .. فمعيار المتعة ليس بدليل كون كثير من المحرمات لها متعة في اقترافها ..
ولنعرف الحكم في الموسيقى لابد من معيار واضح من القرآن والسنة يبين لنا ما أمرنا الله به ورسوله ..
ولنعرف الحكم لابد أن نعرف الحدث الذي تسبب في نزول الآية حتى لايشتبه علينا المعنى من الآية ..
فلو لم نبحث عن سبب النزول سنجد إشارة في تحريم الأغاني وهي ان الاغاني هي لهو الحديث بالفعل فتكون الآية بها إشارة الى صد الأغاني عن الله ..
لكن مع معرفة الحدث الذي أنزل الآية تصبح الصورة أكثر وضوحاً .. والمعيار الذي يقبله المسلم وغير المسلم ليعرف حقيقة الآية .. أن يعرف لماذا نزلت وماذا حصل حتى تنزل الآية ..
هذه الآية نزلت في النظر ابن الحارث بسبب احداث كان يفتعلها هو ليصد دعوة رسول الله الى الاسلام ..
كان النظر ابن الحارث قبل نزول الآية يذهب الى الأماكن التي يتواجد بها رسول الله وهو يحدث أصحابه فيقول أن لديه أحاديث أفضل من محمد فيقاطع الرسول فيبدأ يحكي قصص رستم الحديد واسفنديار ليشغل الناس عن الإستماع لرسول الله
وكان النظر ابن الحارث موسيقي ومغني بارع وهو أول من ضرب العود في بلاد الرسول واستخدم فنه لصرف الناس عن دعوة الرسول فنزلت الآية عليه ..
وهنا وضحت الآية ومقصدها .. وهو أن النظر ابن الحارث استخدم أساليب كثيرة لصد دعوة الرسول كحكاية القصص ودق العود والعزف ليبتز دعوة الرسول .. فالعله بعمله هو وليس في الأشياء التي استخدمها (الموسيقى وحكاية القصص)
فالآية تتحدث عن أن هذا الرجل استخدم اللهو واللعب لمنع دعوة الرسول .. وهنا القرآن لم يشر الى تحريم الموسيقى والأغاني بل الى تعمد صرف الأنظار عن الحقائق بإختلاق أمور مسلية بهدف صد الحق وليس بهدف التسلية ..
أما من السنة فالاحدايث متضاربه وما دامت كذلك والأساس (القرآن) لم يتحدث عنها فالحكم هنا لايصح لانه يوجد موضع شبهه ..
وبالعودة الى السلف الصالح من المسلمين ذكر الدكتور عدنان ابراهيم ان كثير من الأئمة كانوا طابلين وعازفي موسيقى فالأرجحية هنا بذلك أن الأغاني ليست محرمه وأنما المحرم هو استخدامها هي وكل وسائل الترفية (بناء على القياس) في صد الحقائق ..
هذا رأيي والله أعلم وبحثي هذا هو ظني بأن هذا مُراد الله وليس أنني اتبع ما اتمنى والله أعلم بالنوايا ..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق