الاثنين، 28 أغسطس 2017

هل كان اسم نبي الله نوح فعلاً


نوح .. النبي الذي لاتقل شهرته عن شهره عيسى وموسى بين الناس
اشتهر بسفينته العملاقة التي اصبحت رمزاً للبحارين والقراصنة على مر العصور .. فلم يحكي التاريخ ان رجلاً قد بنى سفينته فعلا بهذا الحجم
ولم يكن هذا الحجم من أجل حمل طاقماً كبير
وإنما لتحمل من كل الكائنات الحية زوجين اثنين!
الأمر الذي اعطى قصته عظمه لم يصل لها بحار قط!
فاللحية السوداء ادوارد تيتش لم يعرف بين العامة وإنما في اوساط الادباء .. حتى ظهر في سلسلة الأنمي الشهيرة ون بيس والفيلم السينمائي قراصنة الكاريبي فأصبح مشهوراُ بعد ذلك لعوام الناس .. رغم انه الملهم الاول للكتاب بسبب شهرته الكبيرة وسيرته المثيرة
اما نوح بلغت شهرته اقصي الارض ومغاربها ليس عند الكتاب وحسب وانما عند العامة في القرون القديمة أيضاً .. كون قصته مرتبطه بالأديان وتحمل الغاز لم يوجد لها حل معقولاً إلا في فترة متأخرة .. وكان ذلك في حجم السفينة وعدد المخلوقات التي حملها معه
تقول القصة أن نوح علم من الله ان الأرض ستصاب بطوفان يغرقها ويغرق البشرية .. وأنه بذلك أمر ببناء سفينة تحمل كل انواع الكائنات الحية .. هكذا هي شهرة القصة في العالم
لكن ذلك استبعد لاحقاً عند بعض المسلمين وقيل انها كانت تحمل الذين يتبعونه ويؤمنون به مع ما يمتلكون من حيوانات تعد بالنسبة لهم مالاً تسير به حياتهم
إلا ان هذا لم يحل اشكالا في قصة نبي الله نوح
فنوح لم يكن الرجل الاول الذي تقع له تلك السلسلة من الاحداث . فقد سبقه بذلك ملكا سومريا بتفاصيل تشبه كثيراً مع ما كان للنبي نوح؟
فهل وجد نوح بالفعل ام ان قصته اعادة تدوير لقصص أخرى؟
ولنبحث في الأمر دعونا نقرأ قصص من التاريخ ربما يساهم محتواها في فهم سبب وجود الرجل السومري قبل نوح ..
يروى في التاريخ الاسلامي ان عبدالله ابن الزبير كان له عدواً يمنياً يسمى الأشتر النخعي .. وكان كلا منهما يهم بقتل الآخر
فلما التقوا ببعض على أرض المعركة أصبح الزبير يصيح لأصحابه وهو يحتضن الأشتر
اقتلوني واقتلوا مالكاً معي!
اقتلوني واقتلوا مالكاً معي!
فأخذ اصحاب الزبير يبحثون عن مالك الذي ينادي الزبير بقتله لكنهم لم يجدوه !
فلما انتهت المعركة كان الزبير على حافة الموت ولم يجده أصحابه إلا مرمياً بين الجثث من قوة الأشتر
فسئل أصحابه لما لم يعينوه على مالك!
لكنهم اشتكوا له انهم لم يعرفوا اين مالك الذي صاح بقتله ؟
وكان الغريب في الأمر ان مالك هو نفسه الأشتر الذي اشتبك معه الزبير!
ولم يكن يعرف إلا في أوساط قليلة بان اسمه الحقيقي مالك وانما عُرف بالأشتر
وهو لقب صِفه وليس اسماً
وليس الأشتر فحسب ممن وقفت غرائب شهره الإسم عكس ما يشاع عنهم ..
بل حتى اشهر رجلا في تاريخ الانسان النبي عيسى عليه السلام لم يكن اسمه عيسى وانما هذا الأسم جاء متأخراُ عما كان يناديه قومه فيه
فعيسى اسمه الحقيقي ( أيشو ) وليس عيسى .. ولكن عبر الزمن عبر اسمه الى العربية باسم عيسى نسبه لتحريف الاسم اليوناني إيسيوس لـ( إيشو شواع )
وحتى لقب المسيح في العربية جاء متخبطا في المعنى عن دلالة الآرامي
فأصبح منهم من يفسره بأنه الرجل الذي يمسح في الأرض ومنهم من ذهب الى جعل اسمه يعني ممسوح القدم ؟!
أما الأرجح هو دلالته بالآرامية (ماشيح) وتعني الممسوح بالزيت وهذا من طقوس العهد القديم الذي عرف في عصره
لكن بعض اللغويين لم يدركوا المعاني الآرامية فأصبحوا يختلقون دلالات لسد حاجاتهم في تفسير كل شيء يتماشى مع المواد التي وصل علمهم لها
وحصل ذلك مثلا بمعنى كلمة (سجيل) التي ذهبت لدلالات متضاربة وأيضا (الأريسيين) التي كتبها الرسول لهرقل وفسرت انها الفلاحين؟
رغم انه اسم طائفة مسيحية .. وكلمة (طه) السريانية التي تعني يا رجل قيل انها اسم من اسماء الرسول
ومن الأمثلة ايضا ليس في معاني الكلمات وإنما حتى في أسماء البلدان .. وجد ان اهل اللغة فشلوا في معرفة معاني اسماء بعض البلدان ومنها سوريا واليمن
فقيل ان معنى اليمن نسبة الى الجهة اليمين وأنها سميت بذلك نسبة ليمين الكعبة ( كان هناك 21 كعبة سبقت كعبة مكة فأي كعبة اليمن هي يمينها )
وبعضهم ذهب الى انها تعني بلاد اليُمن والبركة؟
لكن النقش القديم وجد ان اليمنيين كانوا يكتبون بالحميرية الاسم (يمنت) وهو كلمة ليست من العربية الحديثة أصلا وإنما من الحميرية القديمة و لم يعلموا ان اليمن بلاد مغطاه تاريخيا وصديقة لليونان والرومان وذكرت عند المؤرخين أمثال هيرودوتس كونها بلاد مشهورة اشتهرت بلقب العربية السعيدة
وفي سوريا أطلقوا الأسم بلاد الشام الذي لا يعرف بالضبط حتى الآن من أين جاء هذا الاسم لسوريا الكبرى ( سوريا الكبرى هي سوريا وفلسطين ولبنان والأردن وشمال السعودية وبعض مصر)
فمنهم من قال الشام تعني شمال الكعبة وقيل شمال الارض وقيل انها بلاد شام بن نوح
وهذا لم يطلقه السوريون على انفسهم وإنما لقبوا من شعوب اخرى .. أما اسم سوريا فهو نسبة للغة التي يتحدثونها وهي السريانية واشتق منها اسم سوريا Assyria
كانت معظم التسميات التي تأتي من الحجاز عن اليمن وسوريا تهدف لخلق محورية لمكة بين الحضارات .. ولعب الإسلام دوراً في إشهار مصطلحات أهل مكة فضاعات بين الشعوب الإسلامية حقيقة أسماء بعض الدول
فالسؤال الآن بعدما سردنا مسببات تغير الأسماء
هل نوح كان اسمه نوح فعلاً .. ام ان اسم نوح لقب او مختصر لكلمة ضاع معناها؟
يبدو ان نوح ليس اسم الرجل الذي صنع السفينة العملاقة التي ابحرت بعيداً عن الطوفان وإنما كان اسمه (زيوسودرا) وباليونانية (خيسوثوروس)
وبما ذهبنا اليه لم يبقى الا ان يكون نوح سومريا .. فقصته بالعهد القديم (التوراة) التي وردت بتفاصيل أكثر غزارة من القرآن جاءت متقاربه كثيرا من
بقايا الواح قصة زيوسودرا
فلا ندري هل نوح جاء من قصص العراق القديمة؟
أو انه هو نفسه التي ذكروه بها
والأرجح انه هو نفسه زيوسودرا .. لأن العراق دخل الإسلام في فترة مبكرة ولا يمكن ان تباع له قصص مقتبسه من تأليفهم دون أن يلحظوا ذلك
فالأرجح ان زيوسودرا هو نفسه الرجل الذي ذكر في الكتب الثلاثة ( القرآن والتوراة و الانجيل )
والله أعلم
(قصة زيوسودرا بها أجزاء تعرضت للتشوه ومنها ما هو غير مكتمل)

The Defender

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق