الاثنين، 26 سبتمبر 2016

ناهض حتر .. قتل نفسه قبل أن يقتلوه؟

 

حتى لانخسر الأردن!
ما قد يصيب الأردن يدفعنا الى أختصار الكثير .. فلسنا بحاجة الى مقدمات واستعراضات لنتجنب الصراع المتوقع لأهلنا في الأردن ..
فما جرى للأردن لايختلف كل عاقل انه أمر لاينبغي ان يحصل .. لكن ما تم التغافل عنه قد يكون أشد سوء مما جرى.
ان القتل من أجل الكلمة التي تصيب مشاعر الآخرين أمر مألوف يتغافل عنه مؤيدوا الإبتزاز الفكري .. الامر الذي يدفع الى تفاقم الظاهره فتصبح أقرب الى التحدي بين الأطراف المتنازعة.
أن الذي قُتل من أجل رسمه أساء بها الى مشاعر مقديسها قد قتلته حماقته قبل ان يقتلوه هم ..
لأن هذا الرجل الذي قضى حتفه سعياً الى البروز كشخصية جدلية يسعى اليها الكثير ممن يمتهنون الصحافة .. اختار التنازل عن احترام مشاعر الآخرين سعياً لتحقيق مآربه.
أن مفهوم الحرية بات مشلولاً الى حد كبير فأصبح معظم دعاه الحرية يحصرون مفهوم الإعتداء على الحس دون المشاعر فيسيئون الى مشاعر الآخرين باسم الحرية !
وهذا ما يصطدم مع واقع الإنسان الذي تأكد مسيره حياته ان الإعتداء على مشاعره بالسخرية والإستهزاء وإن كان ذلك حقاً فأنها تدفعه الى أمور لم يعتقد انه سيقترفها يوماً.
لم يجرم دعاه الحرية من يعتدي على مشاعر الآخرين بقدر ما يهتفون الى اعطاءه الصلاحية في الإبتزاز .. لأن القيمة الإنسانية في الدعوى غائبة الى حد يصعب فكروها بها حتى.
ان لغة المشاعر لاتعرف المنطق عندما تبلغ اقصى حالاتها من السعادة أو الإستياء .. فمن تبلغ به مشاعره اعلى مراتب السعادة يفعل ما لايألفه الناس وما تبلغ به المشاعر الى أسوء حالاتها يرتكب ما لم يعتقد يوماً انه سيفعل .
فما أصاب الأردن أمر يعتقد حصوله .. فالدائرة التي وقعت بها الإساءة تقدس ما ابتزها به الضحية .. فعلاقة الله في المحيط الأردني علاقة مقدسة تربطها مشاعر عميقة.
فلا يعقل ان رجلاً عاقلاً يحترم مشاعر الآخرين او حتى لايحترمها يقترف إساءة لمقدس في محيط المقدسين .. اليس هذا حمقاً؟
أن ماتراه غير مقدس هو مقدس عند غيرك .. فإن كنت ناضجاً فكرياً .. فأن الحكمة تطلب منك ان تتوازن في حديثك مع هذه الاوتار الحساسة عند الشعوب التي تقدس ما لاتقدس
فالإساء لله - مثلاً - في أقصى شرق آسيا لا تمتلك تلك الحساسية في الأردن .. فلو ان سيء الخلق له قليل من الحكمة لختار الموقع الانسب للإبتزاز.
ان ابتزاز المشاعر الآخرين وفقاً لتقديرها والحكم بسخفها لايبرر الإساءة لمن لديه أدنى معايير للتفكير .. لأن طبع الإنسان عند المشاعر يتخذ قرارت لايحسب لها في منطقه كثيراً وإنما ترجمه سريعه تشفي جراح مشاعره.
ولكي نقرب الصورة اكثر احدثكم في أمر ربما ترون سخفه .. إلا اننا نراه ويراه الكثيرون مما يرون المحيط الذي أعنيه.
وهو عن صراع عنيف يحاول ان يصل الى أرض الواقع بين محبي شخصية وكارهيها .. وما يجعلكم تستغربون الأمر ان هذه الشخصيات التي يتنزاع عليها لم توجد قط؟!
وإنما هي من صنع الفنانين منها كمثال Lara Croft الشهيرة ..
إن الذين أساءوا لـ Lara كشفوا عن رسائل تهديد بالقتل ومحاولة قرصنة مواقعهم للنيل منهم.
وقس على ذلك محبي الفنانين ولاعبي الكرة عندما يصطدمون بينهم البين ومعدل الغضب الذي يطفوا الى درجة يجعل القتل وارد بين المتنازعين ..
على ان الكل يدرك ان هذا ليس سبباً كافياً للقتل .. إلا أن المشاعر عندما تجرح يسقط المنطق وحس التقدير.
ففي المجتمعات أيضا تختلف مدى الحساسية للكلمة والرسمة المسيئة .. فأهل الشام لايمتلكون حساسية شرسة تجاه قذف الأخت والأم .. بينما في الخليج لايمتلكون حساسية تجاه الام ولكن التعرض للأخت سببا كافي لإشتباكات عنيفة يكون القتل بها مطروحاً
وفي أمريكا والغرب يكون القتل في سب الزوجة والعشيقة أمر مطروحاً وفقاً لعادة مشاعرهم ومدى حساسيتهم للزوجة.
ففي كل مجتمع هناك وتر حساس - كما الله لدينا - إذا اصيب فأن احتمال الفوضى تكون واردة ..
على ان المجتمعات تتفق ان تلك الامور لاينبغي ان يكون بها القتل مطروحاً .. إلا ان ضبط تلك المشاعر صعبا جداً يتطلب فهم البيئة التي يعيشها الإنسان ..
ولإن الأردن يحيط به صراع ديني عنيف .. فأن من يحب الأردن وأهله .. لن يعمل في هذا الوقت العصيب الى لفت الأنظار الى الأردن ..
فالتجارة بهذا الوتر الحساس .. سيفتح باب من نار على الأردن
فالأردن يعتمد السياحة في مصادر دخله .. فأي اضطراب في الأمن سيفقد الأردن احد ابرز مصادره للنمو .. بثمن بخس أراد به صحفي وكاتب ومغرد على تويتر أن يكون شخصية جدلية تلتفت لها الإنظار بإبتزاز مشاعر الآخرين فيما يقدسون.
----------------
The Defender

الأحد، 4 سبتمبر 2016

مشروع التغريب ليس بشيء مخيف

مشروع التغريب .. ليس بشيء مخيف
مقدمة ..

اتمنى ان نكون قد تجاوزنا الإنتهازية التي يعمل أصحابها على تسخيف المجتمعات المسلمة وخلق روح الإحباط في المجتمع والدفع بعجلة التخلف باسم التنوير وذلك بالدعوة الى فصل المجتمع عن علماءه ومثقفيه وتقديم المحبطين والحاقدين في واجهه المجتمع .. فكل الأماني ان لاتستغل مثل هذه الأطروحات .. The Defender
---------------------

لعل التغريب ينال حظاً كبيرا عند أصحاب مشروع تعزيز الثقافة الإسلامية في المجتمع المسلم .. وبلغ الأمور المواجهة بتعصب .. حتى ان هذه المواجهة بلغت بالعقل المسلم الى شيطنة الغرب والإعتقاد بأن الإنسان الغربي يحمل مشاريع منظمة تستهدف الإنسان المسلم دون غيره من الناس .. فيلجئ غالباً لتفادي الثقافة الغربية ظناً بأنها مخططاً يستهدف الإسلام.
إلا ان هذا الإعتقاد سببه الجمود الفكري الذي حل بالمسلمين في الفترة الأخيرة الذي أدى بنا الى الإعتقاد ان العالم ينهار أخلاقياً عدا دولنا كالمسلمين .. ويرجع هذا الإعتقاد التي تكتب له الكتب وتنظم له المنظمات لعدة اسباب ..
منها رغبة المجتمع في الحفاظ على عاداته وتقاليده والتي يعمل التغريب على تقويضها بسبب قوة التأثير التي يتمتع به مصدروا الثقافة الغربية وقوة المادة التي يعرضونها على العالم والتي يكون منبتها العالم الغربي .. الأمر الذي يجعل الثقافة المرجوا الحفاظ عليها في مرمى مهدد من الإنسان الغربي؟
الامر الذي يزيد صعوبة تفادي تلك الموجة التغريبية .. فيلجأ انصار الثقافة المرجوا الحفاظ عليها الى خلق الخوف في المجتمع من الغرب حتى لاتنصهر ثقافتهم بفعل الثقافة الغربية.
فأصبحت مجتمعاتنا بذلك مجتمعات مهزوزة تخاف العالم وتتصور فيه ما ليس فيه.
ان ما ينبغي علينا معرفته هو ان الإنسان الغربي كالإنسان الشرقي لايختلف عنه في السعي نحو حياة أفضل للإنسان وان مجهوداته الثقافية التي يسعى اليها لاتصب إلا في هذا النحو .. فلا خوف منه فيما يعرضه علينا من ثقافه مادامنا لاتنقصنا حكمة التمييز فيما يصح وما لايصح.
إلا ان هناك فصيل في مجتمعنا فصلنا عن أهلنا في العالم الغربي بسبب ظنه ان فكر وتراث اسلافه يمثل الحياة الأمثل للإنسان .. بل حتى ان أهلنا الذين يظنون هذا الظن لايزالون يعتقدون في العالم كما عاشه اجدادنا فلا يزالون يعيشون أجواء فارس والمغول والروم في الغرب؟!
ولايدركون الى أي مدى تقدم الإنسان أخلاقياً في هذا العالم .. فلذلك يرون في العالم الغربي من منظور ديني بحت وان الغرب يحمل نوايا خبيثة صليبية كما كانوا في عهد أسلافنا!
ولعل نجاحهم في خلق هذه الثغرة في مجتمعنا سببه تصدر جماعات مخالفه لجمهور المسلمين ترغب في جعل حاضر المسلمين كماضيهم.
وهذا ما ينبغي الحذر منه أصلاً!
فلو أردنا ان نذكر منفذ اهل الجمود في وضع الدين في واجهه الصراع الثقافي اليوم والذي هو غالبا ما يحتوي نوايا نبيلة .. ننظر في النقاب والحجاب من منظور غربي.
عندما يتعرض الغرب سواء نشطاء وناشطات او مؤسسات الى النقاب في العالم ويكتبون عنه ما يرونه فيه سعياً لانتصار فكره يعتقدون بها كالحرية وتحقيق مجتمع حديث بالتخلص من ظاهره النقاب التي يرون بها تخلفاً من وجهه نظرهم .. فأن ردة فعل انصار النقاب لاينبغي ان تكون رده الفعل غاضبة ومحمله بتهم فحواها الدعوة الى الفساد .. وانما ترى صحه ما يُطرح .. فليس ما لدينا هو الوضع القياسي للعالم أخلاقياً.
ولانلزم العالم فيما لايلزمهم .. كحرمه التعرض لثوابت الإسلام فهذا لايلزمهم ولو قالوا بأن من محتواه مرفوض وكتبوا عنه ما يعتقدون.
فالإسلام يمثل مجموعة أفكار وكل منها يحمل غاية تناقش لوحدها من عدة رؤى في جدواها وصلاحيتها .. فالتعرض لأحد ثوابت الإسلام او آراء علماءه ليس شيء ملزماً للعالم تجنبه .. والتعرض له ليس إلا رؤيه يعتقدون فشل جدواها في غايتها.
وهكذا ينبغي ان يكون الصراع الحضاري في هذا العصر الحديث .. وهذا ما تعتقده المجتمعات الغربية والشرق أقصوية.
فنحن نجحنا في تصدير ثقافات شرق اوسطية للعالم الغربي
ومنها نجاحنا في النظام الإسلامي للمصارف .. الذي نجح في ان يرسوا في الأراضي الغربية (بريطانيا) بتأييد غربي من غير المسلمين بسبب نجاحه في تأمين مصرف مثالي يحقق طموحات المجتمع .. على ان النظام المصرفي الاسلامي جاء من السنة النبوية الشريفة فلم يرفض ويعتقد فيه حرب على النظام الغربي للمصارف لان منظور العالم الحديث هو النظر في النتائج.
أيضاً قدرة العربية على البقاء في مقدمة اللغات واحلالها مكان لغات اخرى وهذا كان نتاج مجهود شرقي استطاع ان يثبت جودة انتاجه على لغات لم تصمد امام جودة العربية.
أخيراً .. الصراع الحضاري اليوم ليس كما كان في السابق .. وانما هو صراع نبيل يسعى لتحقيق حياة أفضل لمستقبل الإنسان.
تشوبه عوائق من الفشل في إحداث ثقافة ناجحة على مستوى بعيد .. او استغلال كما يحصل في العالم العربي من المتشددين الساعين لحياة متأخرة على طريقة الأمم التي قضت منذ قرون .. او علمانيين وليبراليين استغلوا هذ الصراع لنواية شخصية او حزبية سببت تصدع بين الإنسان في الشرق والغرب ..
فالتمدد الغربي للثقافة سببه نجاح الثقافة الغربية في القدرة على اقناع العالم برؤاهم لمستقبل الإنسان وجعله يسعى لحياة أفضل.
فالثقافة الغربية .. ليست بشيء مخيف

The Defender