الجمعة، 22 أبريل 2016

الظواهر المجتمعية بين عقدة المحلل وواقع المجتمع

 


لعله لايخفى عليكم ان لكل مجتمع قصور في جوانب معينة و مواضع قوة في جوانب اخرى .. فيعمل الكُتاب والمحللون على فلسفة القصور لكشف جوانب ضعفه والإعتراف بالامتياز لتثبيته والحفاظ على هيبته فيبقى المجتمع متوازنا متقدماً في جوانب الحياة.

إلا ان تفسير وحل الظواهر المجتمعية السيئة دائماً ما يصطدم بعقدة في نفوس المحللين .. فطغى على المحللين تفسير المجتمع ككيان واحد يحمل صفات ثابته يمثل المحلل نفسه الشخصية المثالية فيه.. فلا يلتقط إلا السلبيات وييتبع العورات ليحقق حاجه نفسية له في ما يكتب.

فلايرى نفسه إلا صاحب الحكمة التي يفتقد لها المجتمع وينبغي على المجتمع تتبع سنته.

فيلحظ ان كثير من المحللين اليوم من كتاب على مواقع التواصل الاجتماعي يعظمون سبب تراجع المجتمع عن المجتمع الآخر في القضايا التي يحسنوها فقط.

ولعل ما يحسنوه لا علاقة له بتقدم المجتمع أصلاً.

فمنهم من يلقى من جمهوره اعجاباً في جوانب محدده فيجعلها قلب النهوض بالمجتمع .. كربط التقدم بالعودة الى تأويل القرآن او بالعودة الى حياة السلف القديم او بتقليد مجتمعات افتتن بها المحلل واصحابه .. ولعلكم لاحظتم هذا حتى في الحديث عن الاحاديث في كتب التاريخ ومدى محاولة اصحابها من متزمتين ومنكرين الى جعل ما لقوا منه اعجاباً من أصحابهم مربطاً للنهوض بالمجتمع .. كونهم عُرِفوا بهذه الدائرة فعظموا ما يحسنوا عند أصحابهم.

فلذلك وجب التحفظ والحرص من هؤولاء للإمساك بجوانب الإخفاق التي يُبحث عنها والإحتفاظ بالإمتياز الذي يحاول أمثال هؤولاء إخفاءه.

لإن محددات المجتمع المثالي تكاد تكون قعدت وأصبحت ثابته لايختلف عليها .. ومنها مدى تقدم المستوى العلمي للمجتمع ككل ومعدل ثقافة الفرد الواحد وانعكاسها على سلوكه كشرط أساسي للفائدة من تلك الثقافة .. وتحت هذه القواعد تندرج الفروع التي تساهم في تقدم المجتمع كاحترام الآخر والفن والنظافة التي تأتي تحت معدل ثقافة الفرد وما الى ذلك.

-------------

أصحاب عقد نفسية تحتاج محللين يحللون تحليلاتهم:

كمثال للحديث عن ظاهرة عقدة المحللين ومحاولتهم ربط ما يحسنوه بتقدم المجتمع او تفسير العادات المنتشرة بما تشتهيه انفسهم.

اذكر لكم ظاهرة تتراءى لي انها تحاول الإنتشار في الوطن العربي .. واذكر بها الطرق والسبل الممكنة لتصدي لهذه الظاهرة حتى اقدم فكرة في التحليل الصحيح الذي اعتقده لظواهر المجتمع.

لعل الرجال على وجه الخصوص لاحظوا سلوك كثير من أصدقائهم بانهم يفسرون الشيء عكس ما هو عليه في المجتمع.

وذلك مثلا لو ان احدهم رأى فتاة تلبس زياً محدداً كالتنورة التي تصل الى الركبة قال بأن ذلك يرمز الى العهر والإشارة الى الرغبة بالبغاء.

وبعضهم يفسر ابتسامة النساء بالمواقف الخاصة التي تتطلب منهن الابتسامة بأنها ترميز وإيحائات.

ويكون تفادي هذه التحليلات بعدم التفاعل مع أصحاب هذه التحليلات المريضة وتبيين أوجه بطلانها كشرح عادة الأزياء الرسمية للنساء اليوم والتي منها التنورة التي تصل الى الركبة وعن دور الابتسامة في التعامل.

حتى يدفع اصحاب تلك التاويلات عن أمانيهم .. فظني انا انهم يسقطون أمانيهم على تحليلاتهم.

بعد هذا الطرح للظواهر التي تتراءى لي ككاتب اردت الالتفات لها واسقاطها قبل استفحالها .. يأتي دور القراء الى ابداء رأيهم في القضية المطروحة ..

هل هي بالفعل موجودة بشكل يسمح ان تسمى ظاهره؟

هل ما طرحه الكاتب صحيح؟

هكذا اعتقد انه ينبغي ان يتم التعامل مع المجتمع .. ليس ككيان واحد يسقط عليه الفرد ما يشاء ويصور نفسه المنقذ فيبتز عقلاء المجتمع.

وانما ان تطرح المهتمة والمهتم كل قضية في المجتمع على حذا .. يناقشون بها مدى الإستفحال .. ومدى تأثير هذه الظاهرة على المجتمع.

----------------------

the Defender

الثلاثاء، 19 أبريل 2016

عشيقة ابنك الخفية .. من الطفولة حتى الكبر!



"لا تربوا أبناءكم كما رباكم أباؤكم .. فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم" الإمام علي عليه السلام.
منذ أن كنا صغاراً عمد أبائنا على تسليتنا بما كانت توفره لنا أيامنا ..

فقتصرت تسليتنا على العاب شعبية وبرامج تلفزيونية تعليمية .. فلم تكن برامج الكرتون إلا شخصيات مضحكة على أغلب حالها ..و كانت تتميز في تلك الحقبة بتفوقها على كثير من مسلسلات الكرتون اليوم بالمتعة والقدرة على إثارة الضحك.

حتى اتى هذا الزمن في مطلع الألفينات فبدأت تتوسع الشركات في الإنتاج لوصول الإنترنت الى الكثير من المنازل .. فتوسعت طرق الربح على أثر ذلك بسبب مدى قدرة الإنترنت على الوصول الى أكبر شريحة من المهتمين.

ومن هنا نقف على الجانب التربوي الذي ترتب على هذا التطور .. والذي لوحظ عند كثيرا من الدول المتقدمة ولم يلقي عناية حقيقية في الوطن العربي.
أن معظمنا في الوطن العربي لا يلتفت الى الإنضاج الجنسي لدى الأطفال .. فالسعي الدائم عند تربية الطفل هو حجبه عن مواضع الإثارة حتى ينضج بعيداً عن تلك المؤثرات التي نعتقد انها تمثل جانب من جوانب التربية المنضبطة.

إلا ان هذا الخطأ أصبح اليوم صعب التفادي لوصول أروع الفتيات وأوسم الشبان الى طفلك .. ليبدأ ابنك بالنضوج الجنسي على أيديهن دون يديكي انتي.

وصل الفن الياباني الشهير Anime الى جميع بلدان العالم .. وذلك لمدى ملائمة هذا الفن في تلبية احتياجات المشاهدين سواء كانت العاطفية أو الجمالية او الجنسية .. فيعمد هذا الرسم الى تحسس جميع مواطن الجمال أثناء الرسم من عينين وانف وبنية جسمية رائعة تجعل ما يشاهدها يرى بصاحبات تلك الرسمة أعلى مراتب الجمال.

فلون الشعر الذي لايرى في النساء الحقيقيات يرى في فتيات الانمي .. فيتفنن الفناون بألوان الشعر التي تلفت انتباه الطفل وتعمل على تحفيز نضوجه الجنسي.
وذلك أيضاً من خلال تسريحات للشعر يصعب او يستحيل لفتاة حقيقية ان تقوم بها لاختلاف الرسمة عن الواقع.
ولايكتفى بذلك وحسب .. بل ينحني الرسامون الى اخطر ما يمكن ان يلتفت اليه الطفل وهي الأثداء البارزة المشدودة.

ولنقف عند النقطة علمياً ونشرح مدى تفاعل الطفل مع صدور النساء والتي أصبح رسمه جزء مهماُ في مدى تأثير شخصية الرسمة.

نعلم ان الطفل يرضع من ثدي امه كنتيجة تفاعل جنسي غير ناضج تماما يدفعه الى الرضاعة .. تستمر هذه الفترة حتى تنضج احاسيسه أكثر من قبل
ثم ينقطع عنه عند بلوغه عامين فيشعر الطفل بعد ذلك انه خسر شيئاً يشبع حاجة نفسية لديه .. فيبداً الطفل بعد ذلك بالمطالعة في أثداء النساء فقط.

إلا ان الحزم في التربية يمنع الطفل من تلك المطالعة فيلجئ بعد ذلك الى ما لدى فتيات الكرتون.
فتبدأ علاقته الافتراضية معها .. كونها تمثل شخصية حقيقية في ظاهرها بسبب صياغة الانتاج الفني من صوت وحركة وقصة.

وبعد تلك المغامرات العاطفية التي يعيشها ابنك مع تلك الفتيات .. تنشل حياته العاطفية امام النساء الحقيقيات .. الامر الذي يسبب اضطراب في الحياة الاجتماعية بسبب تعلق الطفل بتلك الفتيات من الطفولة حتى الكبر.
وهذه الظاهرة تزداد بازدياد قدرة تلك الفنون على اختراق قلوب الأطفال .. الأمر الذي يحتم ان هذا الفن لا مناص للهرب منه.

فلا يمكن سوى التعامل معه بطريقة تصحح مجرى تلك التحولات .. ويكون هذا بالعزم على الإنضاج الجنسي للطفل بطريقة صحيحة لا تبلد مشاعره ولا تدفعه للتمرد.

حيث تبحث الام عن مواطن الإنضاج بطريقة غير مباشرة .. وذلك - مثلاً - بترغيب الأبن على مشاهدات المسلسلات الحقيقية التي تحوي على فتيات جميلات يساهم جمالهن في تحديد المسار الصحيح في الإنضاج.
ومن ذلك ان تسعى الام على اصطحاب اطفالها معها الى صديقاتها ليبدأ بإشباع حاجات عاطفية لا يمكن ملاحظتها مباشرة .. على ان تكون تلك الصحبة مصحوبه بكل ما يلزم من تهذيب.
فمثلا تلك المجتمعات التي تمتلك امتياز قبول صداقة الفتيات مع الفتيان تحظى بفرص أكثر من غيرها من المجتمعات التي تفتقر الى ذلك .. فقدرة الأمهات والآباء على خلق احترام متبادل وعلاقات عاطفية بينها مسافات مأمونة ستساهم كثيراً في حل تلك المعضلات الإجتماعية التي بدات تهاجم المجتمعات ككل.
فالقضية تربوية يقع عاتقها على الأبوين والام بالذات .. كونها هي الأقدر على ضبط معيار صحيح للإنضاج الجنسي للطفل .. بحيث تثمر تربيتها على طفلها في حالته النفسية والاجتماعية .. وعلى كل الفتيات في المجتمع التي سيلقين من ابنها نضجاُ رائعاً كان من صُنع امه.
-----------------------------
the defender