الأربعاء، 30 ديسمبر 2015

العلاج بالدين ليس للدين من الامر شيء



ممسوس قرأ عليه القرآن فذهب به مصابه .. ومصاب بعين لايصلح له حال حتى قُرأ عليه القرآن فصلح حاله .. شيطان يخيفها ليلاً فقرأ عليها الإنجيل فحترق وعدل الشيطان عنها على إثر ذلك.
العلاج بالكتب المقدسة ظاهرة تاريخية قديمة اعتمدت على طرد الارواح الشريرة من الإنسان .. ساهم نجاحها عند كافة الشعوب الى بقائها الى اليوم.
...
عملت الكتب المقدسة دور ضخماً في إعادة الناس الى أهلهم سالمين معافين مما هم فيه .. فأصبحت ظاهرة العلاج بالكتب المقدسة ظاهرة يلقى صاحبها عليها اجراً.
فما السر خلف هذا النجاح الضخم الذي حققته هذه الكتب .. وكيف يحصل ذلك
على الرغم من ان كل كتاب مقدس ينقض الآخر.
يمر الإنسان في مسيره حياته بعد حواجز يعجز عن كثير من الامور ويفلح في كثير منها .. إلا ان بعض ما يفلح به يعجز عن تفسير سبب نجاحه به منطقياً فيلجئ الى تفسير الشيء في غير موضعه.
وكان مما فسره في غير موضعه العلاج بالكتب المقدسة.
والتي أثبتت نجاحات على مدى واسع في التاريخ الإنساني وعجز العقل عن تفسيرها منطقياً فظن بانها طاقات تختفي خلف الكتب.
فما أصل تلك العلاجات وكيف وقعت الصدفة لصالح هذا الأعتقاد.
بعد تقدم الإنسان في مجال العلاج الطبي .. كشف علماء الطب أن الإنسان عندما يصاب بنكسات في حياته سواء نفسيه او جسدية فان هناك امور قادرة على علاجه او التخفيف من آثار نكساته بوسائل طبية تمسى بالعلاج بالإيحاء.
يعمل هذا العلاج على إيحاء المريض بأنه سيقدم له علاج يخفف او يزيل مابه من مرض .. فيتناوله المريض وهو على يقين بأن ذلك العلاج هو خلاصه مما هو فيه .. فيبدأ جسمه بالتفاعل مع الإيحائات التي زرعها به الأطباء .. وليس ذلك من العلاج الذي في أصله قد يكون مدى تأثيره يساوي صفر defect zero ( كأن يكون ماء وسكر)
وقد أثبتت التجارب الطبية هذا النوع من العلاج .. حيث قاموا بالقسمة بين فريقين من المرضى واعطوا نفس العلاج .. وقيل لفريق من المرضى ان هذا العلاج فقط للتخفيف المؤقت دون العلاج
وآخرون آخبِروا ان هذا العلاج لإزالة ما بهم من مرض.
وبعد مرور وقت التجربة تبين بالفعل ان من أخبروا بانهم سيزول عنهم المرض قد تحسنوا خلافا للفرقة الأخرى التي لم تخبر بذلك.
وذلك بفضل الإيحاء الذي سمعه المرضى المتحسنون.
فهذا ما يحصل عند العلاج بالكتب المقدسة .. العلاج بالإيحاء
يذهب المريض وهو على يقين بقدرة كتابه المقدس على شفاءه فيعلاج بالإيحاء المرزوع به جراء إيمانه بالكتاب
رغم ان الامر ظاهرة طبيعية في فسيولوجيا الإنسان .. إلا ان عجز الاولين عن تفسير هذه الظاهرة الطبيعية جعلهم يظنون ان طاقة العلاج كانت من كتابهم المقدس.
يجدر بالذكر ان القرآن عندما قال ان به شفاء للصدور لم يقصد ان به علاج طبي وانما قصد بذلك ان محتواه يريح الإنسان لبيانه ووضوحه ولتوافق محتوى احكامه مع غريزة الإنسان.
the defender


الاثنين، 28 ديسمبر 2015

التوافق الفكري في الزواج .. ومتى يبلغ الحب أشده

 


 الحب هو ما يحرك الانسان وما يحدد جميع تصرفاته وقناعاته .. في كل شيء يبزغ الحب
كونه المحرك الأساسي للاختيار والتصرف
فالإنسان يقتني مقتنياته التي يحبها .. ويقترب من الإنسان الذي يحبه
الامر الذي جعل الحب اشهر السلوكيات الدوارة بين البشر والتي لا تنطفئ أبدا .. إلا ان الحب ولجاذبيته المُتمناه لدى الكل ..
جعل كثير من الناس يخضعونه لأمور هي في أصلها لايستطيع الحب تحملها .. وإنما على عكس ذلك.. هي هدامه تهدم الحب الذي ظن المحبين انهم سيلتقون ببعضهم به الى الأبد.
ولكي نتجنب معوقات الحب الأبدي (الزواج) لابد ان نضع في نصاب اعيننا المثالية والواقعية
هناك واقع ينبني عليه الحب وهناك خيال يصور حباً لم يُبنى إلا في مخيلة المحبين ومن يدعم التقائهم الأبدي عاطفياً.
الحب هو شيء صغير جدا لايكاد يذكر مقارنة بالعوائق التي تحيط به من عناد وغرور وتكبر وضعف في الذهن أو البدن لدى المحبين.
إلا ان هذا الشيء الصغير قادر على ان يكون عملاقاً يطحن كل العوائق التي كانت تحيط به وتحاصره بل يكفيه بعد تضخمه القدرة على التهام كل تلك العوائق ويجعلها مزايا يتمتع بها هو دون غيره.
ولا يكون ذلك إلا بالتوافق الفكري الذي يعمل على تضخيم الحب و ذلك يكون بمقدار القرائن التي جمعها المحبين بينهم البين .
كل شيء يؤثر في الحب من توافق .. وأكثرها لا يخطر على بال المحبين لحساسية الحب الذي لا يحسن التعامل معه إلا من كان مُقدراً لحساسيته ولغم نفسه بالحب الصحيح المصحوب بعدة قرائن كان قد عمل على جمعها حتى أحب.
هذه القرائن تحتاج الى الوقت الكافي والنضج التام لكي تُجمع فيصل الإنسان بها الى أجمل ما يسير حياته ليحصل على القرين الذي يسلمه الحب الأبدي.
يحبون بعضهما .. يُبارك لهما ويدعموا معنوياً حتى اذا إذا انتهت علاقتهم بالإنفصال او البقاء على مضاضه .. قيل عنهم انهم لم يكونوا لبعضهما
لأن الناس تدفع بالحب نتيجه لعواطف لحظية او لتراكمات جمعوها من حب سينمائي مزيف لم يوجد إلا في مخيلة الفنانين والمخرجين فيعمون الناس بعملهم هذا عن النظر في التوافقيات التي جمعت المحبين .. والتي قد تكون في أصلها قرائن قليلة لاتقف امام عوائق الحب فكان حبهم مبني فقط على نزوات هيجتها توافقيات بسيطة.
اختلاف ذوقهم الفني يحفر في حبهم ..
في الألوان في الاطعمة في الكلام في الموسيقى في الادب في العلاقات الأجتماعية في كل شيء .. لكنهم لا يشعرون ان هذه اوتار تعمل على تجريح الحب الصغير الذي اجتمعوا لأجله.
فالفتاة التي تحب الفن الشعبي في الغناء لاتشعر ان ذوقها الفني يحفر في حب من أحبها الذي يفضل الفن العصري كالتكنو والترانس.
يجلس معها في غرفة واحده وهو يتأفف داخلياً من موسيقاها التي تستمع اليها ويشعر بان هناك شيء لم ينبغي ان يكون ولكنه لايحسن التعبير عنه
انه التوافق الفكري في الفنون .. نعم حتى هو يفعل شيء تجاه الحب .. اما حفراً او بناء رائعا سيأتي ذكره لاحقاً.
احب فتاتي الجميلة .. لكن لا ادري لما اعافها لحظياً .. عندما تاكل ورق العنب او نبات من البحر تعودت تفضيله.
احبه انه رائع .. لكنه مدخن واشعر باني احتاج احيانا ان ابتعد عنه اذا بلغ به التدخين الى درجة تجبرني ان ابتعد عنه.
احبه انه رائع .. لكنه لايشعرني بالراحه عندما يتحدث مع الفتيات .. ولايبدو خجولاً أمامهن
احبه انه رائع .. لكنه لايحسن الإستماع لي
نعم احبه احبه احبه .. ولكن ولكن ولكن
هذا هو التوافق الفكري .. مقدار ما تجمع من (احبه) وما تدفع من (لكن)
والأسوء أن ليس كل (لكن) تحمل نفس وزن (لكن) الاخرى .. فهناك (لكن) قاتل للحب وهو ما لُكِن لدينه او لتوجهاته السياسية والاخلاقية
فعدم التوافق في الدين الذي يشكل منهج متكامل من السلوك والأخلاق يعمل كدرع واقِ للحب ذو طابع النزوة والذي سيذهب بعدها هذا الدرع الموهوم مع ذهاب تلك النزوة.
كذلك الاختلاف السياسي والإنتماء .. والعِرق والاعراف
كلها توافقيات تعمل على زيادة حجم الحب او هدمه ..
إلا ان التوافقات التي تلتقي بين المحبين قد تكون قادرة على دحض الذي لم يلتقوا فيه
فهناك من يجلس مع حبيبته التي احبها لشدة توافقه معها فيرفع صوت الموسيقى التي يكرهها لأجلها
وهناك من ياكل ورق العنب ونبات البحر الذي يكرهه إسعاداً لمن أحبها
وهناك من تكسر بحبها رغبه تدخين من احبته لأجله و يفعل هو ذلك لأجلها
وهناك من يضبط نفسه عند الحديث مع الفتيات لقوة التوافق مع من احبها ولشدة تأثيرها عليه
فذلك هو الحب الأبدي .. الذي يبنى على عدة توافقات تجعل منه من ذلك الشيء الصغير المبني على نزوات لحظية وقرائن سرعان ما تهدم .. الى عملاق يسير حياة المحبين ويسحق كل ما يقف امام مسيرة حبهم
The defender

السبت، 12 ديسمبر 2015

قصة فرعون ما بعد 2011



قصة فرعون ما بعد 2011
منذ آلاف السنين كان لمصر العظيمة ملكاً جباراً بعث الله له نبياً يكف به عن الناس ظلمه .. لكن هذا الملك الظالم استمر على ظلمه وطغيانه وكفره حتى جاء أمر الله فيه ..
ينفلق البحر الهائج الى نصفين بأمر من الله .. فيعبر منه الصالحون حتى يبلغوا مرادهم .. ثم يتبعهم بعد ذلك الفاسدون لينالوا منهم ..
...
لكن تأبى حكمه الله ان يمر هؤولاء من هذا البحر الهائج إلا وان يكون ذلك سبباً في هلاكهم من عند آخرهم ..
فعندما أطبق عليهم البحر قال كبيرهم
آمنت برب موسى ..؟!
لكن رب موسى قال: ( آلان وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين )
ليس الآن يا فرعون .. ليس بعد أن كنت فاسداً تؤمن خوفاً من البحر الهائج .. ردت توبتك وحسابك على رب موسى رب العالمين.
مضت آلاف السنين على هذه القصة الشهيرة التي افني بها احد الملوك وجنوده .. ودارت الأيام حتى جاء عام 2011 بعد الميلاد.
فقامت موجات هائجة مرة أخرى .. لكن لم يكن الماء هو سبب هيجان الموج
بل كان البشر انفسهم هم سبب موج غاضب على ثلة من المفسدين .. فعندما بلغ الموج أشده اعلن الفاسدين والمفسدين توبتهم قبل أن يطبق عليهم هذا البحر الهائج من البشر ..
إلا أن البشر قبلوا توبة هؤولاء الفاسدين والمفسدين ,, وجعلوهم يعودوا بينهم كما لو أن شيء لم يكن.
فتلاطم البحر بينه البين حتى هدءت موجاته .. وعاد الفاسدون والمفسدون بقواربهم الفاخرة يستمتعون بهذا البحر الذي فقد هيجانه .. ليصطادوا ويشربوا وياكلوا من كل خراجاته.

the defender


الخميس، 10 ديسمبر 2015

عمليات التجميل في الإسلام الحِل أم التحريم؟



عمليات التجميل في الإسلام الحل أم التحريم؟
الجمال هو سعي الإنسان الدائم في حياته وهو الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم انه من صفات الله وصح عنه ذلك في صحيح مسلم بأنه قد قال (أن الله جميلٌ يحب الجمال)
فحث الإسلام المسلمين على كل الجميل .. كون هذا ما يوافق غريزة الإنسان التي غُرز عليها
تعددت طرق الجمال ومنافذه .. إلا ان نوع من الجمال وأعظمهم وأعلاهم قيمة وأشدهم حاجة لا يأتي إلا بالصدفة التي هي عليها يسير الخلق ... وهو جمال الخِلقة.
ليس للإنسان ان يختار خلقته وإنما ليس له إلا أن يلقى نفسه على الشكل الذي اختارته له جيناته.
فمن هنا تبدأ رحله الإنسان في البحث عن الجمال ليستوفي به غاية الجمال الذي يجعله ذلك الإنسان الذي يرغب به كل أحد.
فمن القُبح الى المعقول .. ومن المعقول الى الجميل .. ومن الجميل الى الأجمل
كل ذلك لغايات يسعى لها لكي يحقق بها غاية وهي أن يكون محبوباً قادراً على أن ينال ما يريد في حياته ..
إلا أن المؤسف في هذا العالم ان الجمال الخلقي متفاوت ..والاماني كلها بعيدة عن ما وقعت عليه الصدفة .. فما الذي يمكن أن يفعله الإنسان لكي يحقق أمنيته؟ وما رأي الإسلام في سمح به التقدم البشري في عمليات التجميل؟
لا يختلف المؤمنون أن الله هو خالق كل شيء ولا يختلفون انه هو وحده الذي يبتلي.
سمح الله عز وجل ان تخلق نساء جميلات جدا .. ومتوسطات في الجمال .. وقبيحات أيضاً ..
بل حتى انه سمح ان توجد نساء مشوهات في الخِلقة!
تلك هي إرادته التي لا يستطيع ان يناجزه بها أحد ولا أن يحتج عليه بها أحد .. فمن غضب من سماح الله بهذا ان يحصل لن يغير واقع الخلق .. ومن رضي بذلك كذلك هو لن يفعل ..
لكن أولئك الذين علموا طريقة الله في الخلق سيقدرون على التصدي الى البلايا والمصائب والمكائد التي وضعها الله في الكون .. ليبدأو  ملحمه الحياة والصراع للسعي نحو الأفضل.
تجاوزاً للتشوهات الخلقية التي لا يختلف على قبول تصحيحها أحد .. ننعطف نحو حاجة باتت شبه ملحه يسعى لها البشر اليوم بشكل واضح كون فرص الجمال أصبحت اليوم متاحه عمل على تحقيقها خلفاء الله في الأرض.
عمليات التجميل هي عمليات جراحية تعمل على جعل الإنسان يبدو أفضل مما كان عليه بسبب عدم وفره حظه فيما جعلته عليه الجينات.
فتلك التي لقيت حظاً أوفر في جيناتها أصبحت أكثر وأوسع حظاً من تلك التي لم يحالفها الحظ .. لكن تلك المراة التي لم يحالفها الحظ تمتلك منفذاً يوسع لها أفق احلامها وامانيها ..
وهي عمليه تعمل على جعلها أكثر جمالاً لا يختلف الرجل المؤمن والكافر والساقط والخلوق انها بهذا أصبحت جميله وأفضل مما كانت عليه .. فلا يكون إنكار ذلك إلا نفاقاً لغايه خدمه معتقد يخشى ان يصطدم بواقع مايرى ويعقل فتكون عقيدته حاجزاً عما يرغب به هو نفسه عندما يبحث عن شريكه لحياته وهي عند بحثها لشريك حياتها.
فهل يقف الإسلام امام ذلك وهو الذي يقر بأنه دين جمال.
عند النظر بشكل أوسع لما عليه الاسلام ولغايات الإسلام ينظر ان هذا الدين حقاً يعمل على دفع الإنسان الى كل ماهو جميل ..
ولكنه يضطر احيانا الى منع مستحبات في الجمال لكثرة المخاطر التي كانت تحيك حول الجمال عند السعي خلفه .. فمتى زالت المخاطر فتح باب كل ماهو جميل .. في السابق كان السعي الى الجمال خطراً قد يودي بالحياة او يؤدي الى نتائج لا تحمد عقباها فينهى الإسلام عنها خوفاً على الإنسان من الإنهيار والندم ..
فنها عن تكسير الإنسان والتفريق بينهم والوشم لما عليهم من مخاطر على الإنسان .. ونهى عن بعض المحاسن لما كان عليها العرف ُالقديم من معانِ
فكان ينهى عن الضرب بالأرض وإصدار الأصوات عند مشي النساء لما كانت عليه نساء العرب من معانٍ في عصر نشأة الإسلام .. فكان ضرب الأرض يعني إشارة الى البغاء.
لكنه لم يعد كذلك اليوم فمتى ذهبت عله التحريم ذهب معها ماحرم لأجله .. ولكن يبثى المعنى ثابت لايتغير وهو الإبتعاد وتحريم كل ماهو يشير الى البغاء.
فالتجميل الذي نهى الإسلام عنه لم يعد كذلك اليوم لتقدم البشر أشواط ضخمه لاتخطر على بال اعتى فقهاء المؤمنين القدامى الذي قدموا اجتهادات صحيحه تناسب تماماً ما وصلوا اليه ولاتناسب ما وصلت اليه حياتنا اليوم.
فالله عندما خلق الكون خلق للإنسان العواقب والآلام ليجعل من معاناته دراما يستمتع بها عندما يقهر ما قهره عند ضعفه فيشعر بجمال حياته ويستمر في الصراع من اجل البقاء فتحلو بذلك حياته.
وكان من تلك الصراعات صراع صدفه الجمال التي أصبح اليوم للإنسان يد في جعل الإنسان يحصل بجماله على مايريد ..
the defender
--------------------------
هذا المقال للإستاناس ولايعمل به حتى يلقى قبولاً من العلماء المعروفين الذين يؤخذ عنهم العلم والذين تم تزكيتهم من أقرنائهم العلماء.