الحب هو ما يحرك الانسان وما يحدد جميع تصرفاته وقناعاته .. في كل شيء يبزغ الحب
كونه المحرك الأساسي للاختيار والتصرف
فالإنسان يقتني مقتنياته التي يحبها .. ويقترب من الإنسان الذي يحبه
الامر الذي جعل الحب اشهر السلوكيات الدوارة بين البشر والتي لا تنطفئ أبدا .. إلا ان الحب ولجاذبيته المُتمناه لدى الكل ..
جعل كثير من الناس يخضعونه لأمور هي في أصلها لايستطيع الحب تحملها .. وإنما على عكس ذلك.. هي هدامه تهدم الحب الذي ظن المحبين انهم سيلتقون ببعضهم به الى الأبد.
ولكي نتجنب معوقات الحب الأبدي (الزواج) لابد ان نضع في نصاب اعيننا المثالية والواقعية
هناك واقع ينبني عليه الحب وهناك خيال يصور حباً لم يُبنى إلا في مخيلة المحبين ومن يدعم التقائهم الأبدي عاطفياً.
الحب هو شيء صغير جدا لايكاد يذكر مقارنة بالعوائق التي تحيط به من عناد وغرور وتكبر وضعف في الذهن أو البدن لدى المحبين.
إلا ان هذا الشيء الصغير قادر على ان يكون عملاقاً يطحن كل العوائق التي كانت تحيط به وتحاصره بل يكفيه بعد تضخمه القدرة على التهام كل تلك العوائق ويجعلها مزايا يتمتع بها هو دون غيره.
ولا يكون ذلك إلا بالتوافق الفكري الذي يعمل على تضخيم الحب و ذلك يكون بمقدار القرائن التي جمعها المحبين بينهم البين .
كل شيء يؤثر في الحب من توافق .. وأكثرها لا يخطر على بال المحبين لحساسية الحب الذي لا يحسن التعامل معه إلا من كان مُقدراً لحساسيته ولغم نفسه بالحب الصحيح المصحوب بعدة قرائن كان قد عمل على جمعها حتى أحب.
هذه القرائن تحتاج الى الوقت الكافي والنضج التام لكي تُجمع فيصل الإنسان بها الى أجمل ما يسير حياته ليحصل على القرين الذي يسلمه الحب الأبدي.
يحبون بعضهما .. يُبارك لهما ويدعموا معنوياً حتى اذا إذا انتهت علاقتهم بالإنفصال او البقاء على مضاضه .. قيل عنهم انهم لم يكونوا لبعضهما
لأن الناس تدفع بالحب نتيجه لعواطف لحظية او لتراكمات جمعوها من حب سينمائي مزيف لم يوجد إلا في مخيلة الفنانين والمخرجين فيعمون الناس بعملهم هذا عن النظر في التوافقيات التي جمعت المحبين .. والتي قد تكون في أصلها قرائن قليلة لاتقف امام عوائق الحب فكان حبهم مبني فقط على نزوات هيجتها توافقيات بسيطة.
اختلاف ذوقهم الفني يحفر في حبهم ..
في الألوان في الاطعمة في الكلام في الموسيقى في الادب في العلاقات الأجتماعية في كل شيء .. لكنهم لا يشعرون ان هذه اوتار تعمل على تجريح الحب الصغير الذي اجتمعوا لأجله.
فالفتاة التي تحب الفن الشعبي في الغناء لاتشعر ان ذوقها الفني يحفر في حب من أحبها الذي يفضل الفن العصري كالتكنو والترانس.
يجلس معها في غرفة واحده وهو يتأفف داخلياً من موسيقاها التي تستمع اليها ويشعر بان هناك شيء لم ينبغي ان يكون ولكنه لايحسن التعبير عنه
انه التوافق الفكري في الفنون .. نعم حتى هو يفعل شيء تجاه الحب .. اما حفراً او بناء رائعا سيأتي ذكره لاحقاً.
احب فتاتي الجميلة .. لكن لا ادري لما اعافها لحظياً .. عندما تاكل ورق العنب او نبات من البحر تعودت تفضيله.
احبه انه رائع .. لكنه مدخن واشعر باني احتاج احيانا ان ابتعد عنه اذا بلغ به التدخين الى درجة تجبرني ان ابتعد عنه.
احبه انه رائع .. لكنه لايشعرني بالراحه عندما يتحدث مع الفتيات .. ولايبدو خجولاً أمامهن
احبه انه رائع .. لكنه لايحسن الإستماع لي
نعم احبه احبه احبه .. ولكن ولكن ولكن
هذا هو التوافق الفكري .. مقدار ما تجمع من (احبه) وما تدفع من (لكن)
والأسوء أن ليس كل (لكن) تحمل نفس وزن (لكن) الاخرى .. فهناك (لكن) قاتل للحب وهو ما لُكِن لدينه او لتوجهاته السياسية والاخلاقية
فعدم التوافق في الدين الذي يشكل منهج متكامل من السلوك والأخلاق يعمل كدرع واقِ للحب ذو طابع النزوة والذي سيذهب بعدها هذا الدرع الموهوم مع ذهاب تلك النزوة.
كذلك الاختلاف السياسي والإنتماء .. والعِرق والاعراف
كلها توافقيات تعمل على زيادة حجم الحب او هدمه ..
إلا ان التوافقات التي تلتقي بين المحبين قد تكون قادرة على دحض الذي لم يلتقوا فيه
فهناك من يجلس مع حبيبته التي احبها لشدة توافقه معها فيرفع صوت الموسيقى التي يكرهها لأجلها ❤
وهناك من ياكل ورق العنب ونبات البحر الذي يكرهه إسعاداً لمن أحبها ❤
وهناك من تكسر بحبها رغبه تدخين من احبته لأجله و يفعل هو ذلك لأجلها ❤
وهناك من يضبط نفسه عند الحديث مع الفتيات لقوة التوافق مع من احبها ولشدة تأثيرها عليه ❤
فذلك هو الحب الأبدي .. الذي يبنى على عدة توافقات تجعل منه من ذلك الشيء الصغير المبني على نزوات لحظية وقرائن سرعان ما تهدم .. الى عملاق يسير حياة المحبين ويسحق كل ما يقف امام مسيرة حبهم
The defender
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق