قبل نبدأ لابد أن نشير الى أن هذه الآية من أجل تفاديها زور القرآن كما لو انه كتاب لا تعرف لغته.
ولو اننا نعلم ان البعض وليس الكل يقبل التزوير حباُ في جمال المعنى المزور على الرغم من قناعته أن ما خلص اليه من معنى جميل هو تزوير لمعان الكلمات .. فلم نرغب يوماً بالكذب على أحد بتزوير معاني آيات القرآن ودلالاته كما يفعل البعض اليوم بإسم التنوير!
فلذلك نتجاوز تلك الدعاوي احتراماً للعقول التي اجتازت مبادئ البحث والتفكير .. والتي تعلم أن مدخل مباحث الآيات يعتمد على معرفه أن هذا الكتاب هو الأشهر على الإطلاق.
فصاحبه عليه أفضل السلام رجلاً حكم الجزيرة العربية وانتشر كتابه – القرآن – المنزل بلغة سامية شهيرة في الجزيرة العربية كلها ثم الى العالم من بعده ويتلى على إثر ذلك مليارات المرات.
فليس القرآن ذلك الكتاب الذي اكتشف في أحفوره بلغة غريبة تم التنقيب عنها ودراستها وخلص بعد ذلك الى نتائج احتمالية لمعاني الكلمات؟!
فمن لم يجرأ على القول بتزوير قصه آنا كارنينا لشهرتها .. لن يفكر أن ما هو أشهر ويحمل طقوساً تجعله يتلى على الدوام على السنه مليارات البشر لن يزور الى الأبد .. لكن التزوير باسم التنوير لعب دوراً كبيراً في تراجع بعض العقول المتحمسة التي فقدت توازنها في تقدير الأمور .. فأصبحت تنجر لكل ما هو غير مألوف لتحاول أن تثبت أنها مختلفة عن السائد .. كون الإختلاف عن المألوف روج له اليوم كامتياز على الدوام.
واضربوهن؟!
لكي نقف على مقصد القرآن في قوله واضربوهن علينا أن نقف على العُرف التاريخي للقيم التي أتت بهذه النتيجة ..
أننا نعلم أن حظ المرأة في التاريخ حافل بالظلم والسيطرة على حياتها .. فالمرأة تظهر في التاريخ باسم جارية أكثر من هي امرأة .. حياتها لم تكن إلا لغايات بسيطة إما لإنجاب أطفال شرعيين أو لمداعبة الذكور كما قال بالمعنى خطيب اليونان ديموستين.
إن هذه البيئة الصعبة التي عاشتها الأنثى لم لتكن بيئة قادرة على إنتاج نساء بعقليات ناضجة .. وإنما بيئة جافه جعلت من نساء تلك الحقبة والمجتمع المتزمت أقل قوامة من الرجل بألف ألف مره .. حقبة أعطته امتياز أن يربيها كما لو أنها طفله بسبب قصر منافذ حياتها.
أن المربي اليوم لايختلف في أن الترهيب والترغيب عامل هام في إنضاج الأطفال .. وتلك الحقبة القاسية التي عاشتها أسلاف الإناث جعلت خيار التأديب مطروحاً كخيار سيء يتماشى مع مجتمع برمته اليوم تعد قيمه حافله بالجرائم .. إلا انها في تلك الحقبة تعد أمراً مقبولاً ليس في بيئة القرآن فقط .. وإنما في العالم اجمع
ومن ذلك ذكر القرآن لأمور اليوم تعد من الجرائم كالسبايا وملك اليمين تماشياً مع معطيات تلك العصور .. والتي الغى التقدم البشري الأخلاقي تلك المؤسسات .. فأصبحت غايات القرآن مستوفاه بالكامل في إلغاء تلك المؤسسات من أصلها عوضاً عن التهذيب الذي كان يدعوا له القرآن.
فضرب المرأة من أجل التأديب كان تماشياً مع بيئة سيئة لم لتكن تعتبر المرأة كما هي اليوم في العصر الحديث .. ولم لتكن المرأة ذاتها هي المرأة اليوم.
فالمرأة اليوم بعد مطالعه نتائج تطور المجتمع وجد انها قوامتها تقبل أن تنجز ما ينجزه الرجال عندما تتوفر بيئة حاضنه للمرأة تمكنها من ابراز طاقتها ويسمح لها أن تنمو كما ينمو الرجال.
وهذا ما يدفع الى النظر الى آية الضرب النساء كآية منسوخة نسخها التقدم البشري الأخلاقي الذي نسخ ملك اليمين والسبايا ويسير اليوم باتجاه تعدد الزوجات.
فعقل المرأة اليوم وقوامتها التي أشار القرآن بامتيازه للرجل بسبب الحقبه التي نزل بها قد تغير بسبب تغير الظروف التي سببت بقبول تلك المعاملة تجاه المرأة
فالقرآن قُبيل ذكر واضربوهن يذكر سبب ذلك في قوامه الرجل ونفقته عليها كما كان في تلك الفترة في قوله تعالى:
الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا.
ان تلك القوامة التي كانت للرجل والنفقة والبيئة التي سببت في نشوء عقليات غير ناضجة للنساء لم تعد باقية اليوم .. كما لم تعد تلك المؤسسات السيئة في ذاكرة النساء باقية الآن.
فلذلك الخيار السيء الذي اضطر القرآن لقبوله مع تحريص صاحب القرآن محمد عليه السلام الى تجنب الإصابة والأذى بالنهي عن ضرب الوجه ونحوه .. بل نفسه هو الذي نحن ملزمون بالسير على هديه - ما استطعنا - لم يضرب زوجة قط ولا عامل عمل له.
بل كان أقصى ما يقوم به هو الإنصراف .. حتى عندما تسخر منه زوجته!
لأنه يعلم أن خيار الضرب الذي ورد على لسانه الشريف في قرآنه الكريم ليس شيئاً حتمياً لابد منه .. وإنما هو خيار سيء تماشياً مع بيئة سيئة في تعاملها مع المرأة أنتجها بشكل يجبر على طرح ذلك كخيار سيء لظرف سيء.
فلسنا اليوم في ذلك العصر الذي انتج هذا الآية .. وإنما نحن في عصر نتفنن فيه في التعامل مع نساء يقول العلم الحديث أنهن يمتلكن عقلاً أكثر تعقيداً منا .. كأن يستطيع أن ينجز عده امور في وقت واحد وأن يتذكر الأشياء بقرائن أقل من الرجل.
فلن يضرب اليوم إلا أولئك الأزواج الفاشلون في علاقتهم .. فهي تضربه وهو يضربها .. أو ذلك الذي أحب امرأة تعاني من تأخر عقلي اضطر لضبط سلوكها بالضرب رغم حبه لها أو هي تضربه حباً فيه وانتظار رجاحه عقله.
أننا في عصر نساءه متطورات عقلياً بشده .. يحتاج منا دراسة وتجارب ضخمه للتعامل معهن وكسب ودهن بأسلوب يتماشى مع عقليتهن المتطورة اليوم ..
فعصر واضربوهن قد تم فيه صده
The Defender