الخطأ الذي نقع به ويهدم عقلنا وإيماننا
عمد المسلمون المتقدمين على تتبع اهل العدل والصدق في النقل وعلى اهل الاختصاص فاستطاعوا بذلك ان يقدموا نموذجاً علمياً في النقل اقل من غيره عيوباً وأكثر توازناً من البقية.
حتى اثنى الباحثون والمفكرون من غير المسلمين على طرق المسلمين في النقل وعلى معاييرهم في الاثبات رغم ضعف معطيات تلك العصور في المعايير .. إلا انه وللأسف يتراجع المسلمون قرن بعد قرن حتى بدأت تظهر آثار الهشاشة في المنهجية والجمود الفكري والجنح الى القبول الغير مثبت و الى الإلغاء الغير مبرر.
واليوم نفتح باباً من أخطر الأبواب التي أصبنا بها خصوصا ما وقع به الأجلاء من مجتمعنا ناهيك عنما يقع به العامة.
وهذا الخطأ لايتوقف الاصدقاء في مواقع التواصل عن اقترافه .. بل وصل الاصرار على تأصيله وجعله منهجاً حتى كنا بذلك مسخرة بين الأمم التي قدمت سلطة العقل و\فتبنت الحداثة في كل شيء.
منهج اللامنهجية في التعامل مع الحقائق .. هذا ما أصبنا فيه وزعمنا انه هو التنوير
فلا يمكن لمثقفة او مثقف بينكم اليوم إلا و لايشعر بخيبة الأمل من جراء سلوك الشباب المسلم في التعامل مع المعلومات.
فنجد ان شبابنا ينقل عن المجاهيل التقطهم من مواقع التواصل ويتحمس للبحوث الإلغائية حتى وان كانت فارغة المحتوى وضعيفة الاستدلال .. فشبابنا يخضع اهواءه في الدين بالخصوص ويتخذ إله هواه.
فتجده يتشرب علوم الدين من المجاهيل الذين لايعرف لهم أصل عند اهل العلم ويصارع على ما يشربه منهم ويرفض قبول النقود على الفكر الذي قبله عن هؤولاء .. لان شبابنا اعتاد على قبول معلومات من مصادر غير موثوقة كالفيسبوك وغيره .. وكان ذلك اخطر سيل للجهل سمى نفسه التنوير.
وهنا نذكر مثال لرجل اخطئ في معايير القبول لديه على انه مشهور إلا ان عجالته تكاد توقع بالاسلام شر وقيعه.
فالدكتور زغلول النجار - حفظه الله - يستخدم أحياناً منهجية كما لو انه من العوام في القبول والرد .. يذكر في احدى محاظراته عن عالم ياباني مشهور اسمه ماسارو إيموتو وعن علماً جديد مكتشف في الماء ..
كتب ماسارو كتاباً بعنوان رسائل من الماء يذكر فيه ان الماء يتأثر بالدعاء والصلاة فتكون بتلك الكلمات بلوراته عند التجمد تحمل اشكال هندسية جميلة خلاف كلمات الشتم والإحباط التي تجعل بلورات الماء غير منتظمة عند تلقي الماء لتلك الكلمات.
سرعان ما سمع الدكتور زغلول عن هذا البحث حتى حاظر به كإعجاز للناس وأخبر ان عالم يابانياً أثبت ذلك .. ونقل عنه الناس حتى بلغ الشيخ العريفي فنقل ما القاه الدكتور النجار.
فكانت هنا المصيبة العلمية التي لايصح ان يبناها رجل من العوام فضلا عن ان يكون بدرجة دكتور كالدكتور النجار.
فقليلاً من المنهجية العلمية في التثبت نتبين ما يصح ان ينقل وما لايصح .. وذلك بالرجوع لاهل الاختصاص وموقفهم من ماسارو إيموتو.
والتي هي تقطع بأن الرجل لاقيمة ولاوزن علمي له .. وان تجربته وادعاءاته ماهي إلا محض ادعائات واكاذيب.
فقد عرض عليه جميس راندي (كنت قد حدثتم عن راندي سابقاً) مليون دولار لو استطاع ان يثبت شيئاً من خزعبلاته فلم يفعل.
بل استمر في الضحك على البسطاء واستغلال شهرته لبيع قارورات من الماء المبلور حتى لقي الله عام 2014
وقد نشر كريستوفر سيتشفيلد رئيس قسم العلم الطبيعي عن ماسارو انه رجل مدعي يتاجر بقارورات من الماء على حساب عقول البسطاء.
فكيف نقل عنه الدكتور النجار؟ ولما لم يتبع المنهج العلمي في القبول والتثبت؟
هذا خطأ كبير لابد للدكتور النجار ان يتجنبه ولايقع به كونه يمس وتراً حساسا في الإسلام حسب عمله..
فهنا معضلتنا ومعضلة الاصدقاء في الفيسبوك التي لطالما الحيت واصررت على الاصدقاء ان يكونوا يقضين في عدم النقل عن المجاهيل واللجوء لاهل الاختصاص عند طلب العلم.
كونوا حريصين في اعجاباتكم للصفحات والاصدقاء حتى لاينشأ عقل جمعي في مجتمعاتنا لايخضع النقل لمعايير عقلية في القبول والرد .. وانما يتحول فقط الى عواطف بين الاصدقاء لاتقدر قيمة معنى ان تقول اعجبني وتضع له علامة الاعجاب وهذا ما هو حاصل الان والى الساعة للأسف.. و كسل فكري لايرغب في تحمل عناء البحث .. أو اهواء ملوثة تريد تفريغ الدين من مضمونه
The Defender